شهداء ديسمبر: نجوم يهتدي بها الجمهوريون في الطريق إلى صنعاء

  • تعز، الساحل الغربي، عبدالمالك محمد:
  • 06:41 2020/12/05

لم تغب انتفاضة ديسمبر 2017 عن أحاديث اليمنيين وحواراتهم على مدار الثلاث السنوات الماضية، لكنهم  يستذكرونها هذا العام بحنين أكثر من أي وقت مضى، فتعرجات خط معركة الجمهورية ضد الإمامة وطول أمدها سرّب إلى نفوسهم الثورية المتوقدة خذلاناً كثيفاً حجب عن ناظرهم ملامح النصر الذي تفتقت خيوطه في ذلك اليوم الصاخب.
 
بقراءة ملامح اليمنيين اليوم، وتمحيص أحاديثهم تجد أنه لم يعد هناك مكان للجدل في شأن انتفاضة ديسمبر، ثمة إجماع كامل بأن ذلك تاريخ مجيد يضاف بجدارة إلى سفر نضال الجمهورية، وأنها المنبسط الذي لا بد من أن يتمدّ منه عنده درب النضال ضد الإمامية الجديدة.
 
والإجماع هذا إزاء "ثورة 2 ديسمبر 2017" ليس جديداً في نظر الإعلامي "عبدالكريم المدي" فحينما «اندلعت كانت معظم شرائح الشعب اليمني معها بمختلف توجهاتهم، وكنا في المؤتمر الشعبي العام ندرك حجم تضحياتنا فيها ولا يهمنا شيء بقدر ما يهمنا نجاحها وتحرير شعبنا»، كما يقول.
 
وبقدر ما اكتنف الانتفاضة من استبسال وتضحية فإنها تجسيد لـ"عبقرية الشجاعة" التي «رواها رجال ديسمبر في قلب صنعاء وقاتلوا بقلوبهم في الثنية وأكنافها كرما لعين الكرامة»، بحسب تعبير الصحفي أمين الوائلي رئيس تحرير موقع الساحل الغربي، والذي يصف ما حدث بأنه «‏اقتحام يقين الموت بيقين النصر، متجرداً من أفضلية عديد وعتاد، وذاهباً إلى موعد لا مرد له مع واحدة لا اثنتين: شهادة بقيمة النصر أو نصر بمعطى الشهادة».
 
وبرغم ما خلفه استشهاد حارس الجمهورية، صالح ورفاقه المخلصون، من حزن في وجدان اليمنيين، فإن دماءهم، وفقاً لكثيرين، هي "الإكسير الذي لا يزال يذكي شعلة المقاومة ضد الكهنوت"، في وقت يتخذ المقاتلون من "أرواحهم نجوماً يهتدون بها خلال الطريق نحو صنعاء".
 
يقول الكاتب "غائب حواس": «نحن والشرعيّة والتحالف بحاجة إلى دم صالح لتثويره ضدّ قاتليه، وهذا ما لا يفهمه ولن يفهمه صغار النفوس والعقول الذين يخافون من طغيان شعبية الأموات عليهم وهم الذين يُفترَضُ أنهم لا يزالون أحياء. فيا ليت شعري مَن الميّت منهم ومَن هو الحيّ في هذا المقام».
 
وحتى وإن هي -انتفاضة الثاني من ديسمبر- قد لا تكون حققت كامل أهدافها، إلا أنها «قصمت ظهر الحوثية وعزلتها شعبياً وسياسياً، وانطلقت على إثرها مقاومات أخرى وتشكلت بعدها قوات وفتحت جبهات لاستكمالها» حد اعتقاد الصحفي كامل الخوداني.
 
 كما يذكر أنها كذلك كانت سبباً في «التاحم اليمنيين مع بعضهم عسكريا وإعلاميا وسياسيا لمواجهة الكهنوت الحوثي».
 
في حين يقول كتاب آخرون «ها هي اليوم تستمر مقدمة صورة مشرقة في الساحل الغربي الذي صار ينعم بأهدافها العظيمة بعد أن تم دحر مليشيات الحوثي منه وتحريره».
 
أما الكاتب "ثابت الأحمدي" فيجد في ذكرى انتفاضة ديسمبر مناسبة للتذكير بأن الحكومة الشرعية لم تكن على مستوى المهمة المنوطه بها، حيث لم تقتنصها فرصة للزحف على صنعاء من كل اتجاه في الوقت الذي كان الشعب قد ثار من الداخل.
 
يقول «أكاد أجزم أن خطاب الزعيم التاريخي في 2 ديسمبر 2017م قد سهّل للشرعية نصف الحل، ولم يبق إلا النصف الآخر الذي كان على الشرعية استدراكه».
 
يضيف «خمسون ساعة أعقبت الخطاب التاريخي للزعيم كان بوسع الشرعية أن تنجز مهمتها التاريخية».
 
إلا أنها لم تفعل "وفقا للأحمدي" «الأمر الذي أتاح الفرصة للضباع العرجاء أن تستجمع قواها وتهاجم منزل الزعيم علي عبدالله صالح، ثم تلاحقه وتقضي عليه بتلك الصورة الغادرة، مع رفيقه أمين عام المؤتمر عارف عوض الزوكا، وأيضاً تحاصر قيادة المؤتمر الشعبي العام، ومن ثم تعيد ترتيب صفوفها من جديد».

ذات صلة