سميرة.. قتلتها مليشيات الحوثي بعد أن هجرتها من قريتها - (قصة إنسانية)

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/04/09

خاص - منبر المقاومة سميرة سعيد خضيري (25 عاما) من سكان، قرية المقانع الواقعة شمال مدينة حيس بالحديدة، هجرتها المليشيات من قريتها قسراً، ونزحت مع أسرتها وبقية أهالي القرية الى مركز مدينة حيس.
 
اعتادت سميرة على ممارسة حياتها رغم أصوات الرصاص ودوي انفجارات القذائف التي تطلقها مليشيات الحوثي منذُ عامين والتي تتساقط بالقرب من مكان نزوحهم في قرية المغل في خطوط المواجهات.لا تبدو الحياة في النزوح سهلة، ولكنها كانت تحاول التأقلم على ذلك، فتستيقظ من نومها مبكراً لتحضر وجبة طعام الإفطار لأطفالها ولأسرتها.وفي صباح يوم الأربعاء 4 مارس 2020م، بعد إنتهائها من تناول وجبة الإفطار، أخذت فأس التحطيب لقطع الأشجار كي توقد النار بها لطهي الطعام بدلاً من مادة الغاز الذي لا يمكنها شراؤه بفعل ظروف أسرتها المعيشية. ذهبت إلى مكان قريب من خطوط التماس مثل كل مرة لجلب الحطب، وأثناء وصولها الى المنطقة التي تذهب إليها كل مرة، بدأت بعملها وواصلت في جلب الحطب، وعند وقت الظهيرة من يوم الأربعاء والذي أكملت فيه نفسها الأخير وأكملت عملها اليومي، قررت مغادرة تلك المنطقة الخطرة التي أجبرتها عليها عيشة النزوح.حينها كان قناص حوثي يتمركز في إحدى منازل قريتها في المقانع، مترصداً لها بعين لا تحمل الرحمة والشفقة، فأطلق عليها رصاصة قاتلة استقرت في رأسها لتسقط في الأرض مباشرة غارقة بدمائها.أثناء تلك الجريمة التي ارتكبتها المليشيات، هرعت وحدات من القوات المشتركة المرابطة في خطوط المواجهات في الجنوب الشرقي لمدينة حيس وتمكنت من الوصول إليها من اجل إسعافها، لكنها اصبحت جثة بدون روح، إذ أصابتها الطلقة في رأسها مباشرة.كان وقع الحادثة أليماً على اُسرتها، وعند سماعهم خبر إستشهاد سميرة، هرع أهلها للمستشفى فوجدوها جثة هامدة، تعالت أصواتهم بالبكاء والعويل، اما ابناء سميرة الطفلين فقد اصبحوا مصدومين واصيبوا بفاجعة مهولة إذ لم يصدقوا رحيل والدتهم المبكر التي ودعتهم وذهبت لتجلب الحطب وكانت على موعد معهم لتحضير وجبة الغذاء. رحلت سميرة بجوار ربها مع جنينها الذي كان في بطنها في الشهر الثالث وهذه إحدى مآسي ابناء مدينة حيس.تبدو الصورة واضحة لدى المجتمع الدولي بحق أهالي حيس فمن لم يمت بقذائف المليشيات يموت برصاص قناصتها، ولا تزال الأمم المتحدة تقف موقف المتفرج وتتجاهل كل جرائم المليشيات بحق ابناء السهل التهامي وعلى وجه الخصوص حيس.
 

ذات صلة