الصرخة الحوثية وحدها أكثر من الإرهاب

03:04 2021/01/20

كل الجماعات الإرهابية ذات خطاب يدعو إلى الحياة، ولكن أفعالها تناقض أقوالها، ومع هذا صُنِفت إرهابية بعكس الحوثي الذي لم يخفِ إرهابه خلف أي خطاب متزن كعادة التنظيمات، فهو يصرخ بالموت لأمريكا، والإسلام أتى بالحياة، والموت لليهود ولم نؤمر بالموت له.
 
حتى الصهيونية أخفت حقيقتها وقالت منذ وجودها واقعاً مفروضاً في المنطقة، إنها تدعو إلى السلام، وإنها تطمح به وأن لا فرق بين العرب واليهود، وتطمح لحوار عادل وهكذا دواليك من القول الجميل وبه تستهوي قلوب الناس وتبعد عن ذاتها تهمة الوقاحة الإرهابية.. وها هي قد نجحت بذلك والحوثي أكثر من ساعدها على الحلول بقلب المكان محلاً إنسانياً بحتاً.
 
الشعار الحوثي وحده والمجاهرة بالموت هو الكافي إذا تعامل العالم بجدية مع هذه الحركة لتصنيفها أخطر حركة إرهابية في العالم، وهي بالتأكيد كذلك، فمن سوى الحوثي ينشد الموت نشيداً لمسيرته عوضاً عن النشيد الوطني ولم يخجل من العالم فيبتكر لنفسه نشيداً محترماً ويخفي حقيقته ولو أمام الرأي العام، وهذه اللزمة الحوثية توجب وأد الجماعة بأقصر وأقرب وقت وميقات وبتضافر العالم برمته. 
 
تتضافر المنظمات لدعم الحوثي الذي يأخذ ملايين الدولارات كي ينشئ جيلاً يدرك فقط هتاف الموت لليهود والنصارى وتمنحه ذات الجهات المعنية بمحاربته فرص البقاء لتغذية الإجرام العالمي شكلاً ومضموناً، فمن سوى الحوثي يجاهر بدعواه هكذا، وهل سبق ومن يشبهه بعلانية الموت لملايين من البشر.
 
لن أتحدث عن جرائمه وقتله مئات الآلاف من اليمنيين قصفاً وصلباً وتلغيماً وجوعاً وتعذيباً، وهذه توجب جعله الإرهابي الأول، بل جريمة واحدة منهن فقط توجب ذلك.. بل سأتحدث وقد تحدثت عن خطابه الظاهر الذي يستوجب تصنيفه من كل العالم وليس أميركا فقط، فهل المجاهرة بالموت للآخرين منجاة من التهمة؟ 
 
في الألفية الثالثة حدث تغيير طفيف في النشيد الوطني اليمني لصالح الأممية فعوضاً عن نبض قلبي يمنياً أبدلت ب"أممياً"، فنحن في عالم سقفه واحد، وتلك من موجبات تأصيل المواطنة العالمية المتساوية في سبيل تحقيق السلام العالمي المنشود، ولكن العالم ذاته الذي احترمه صالح اتهمه بالدموية، وحرض عليه، ونال منه ومن قنواته الإنسانية والدولية، ثم أتى الحوثي بديلاً للجمهورية واستبدل النشيد الوطني بصرخة الموت لأمريكا، ولليهود..
 
العالم ذاته يسمع الحوثي ويصمت، يدرك الخطورة ويسكت، فمن يقتلع جذر الحياة بموت كهذا يجب عليهم النيل منه منذ أول صرخة قالها وكانت في 2004، وقد قالتها ضده الولايات المتحدة متأخرة بالطبع، وهذا أفضل من أن لا تقولها، ورغم ذلك ثمة أسماء يمنية ضد التصنيف، بل والاتحاد الأوروبي يستنكر ذلك.
 
الشعار الحوثي هو الإرهاب كله، فما بالكم بالموت الذي جلبه وروَّجه، والأرواح البريئة التي سفكها هل ستكفيه صفة الإرهاب؟ نحتاج لصفة ولتصنيف أكبر وأكثر من الإرهاب، فهو أوحش من كل وحشية كانت، أو ستكون.