سباق بين القاعدة والحوثيين على مأرب وموقف واشنطن مخاطرة تخدم مليشيات الإرهاب

  • مأرب/عدن، الساحل الغربي، خاص:
  • 09:54 2021/02/11

بث تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية تسجيلاً مصوراً لزعيمه خالد باطرفي، بعد أيام من إعلان الأمم المتحدة، في تقرير لها، اعتقال باطرفي في اليمن قبل أشهر.
 
وحدَّد تقرير الأمم المتحدة شهر أكتوبر الماضي موعد اعتقال باطرفي ومقتل قيادي آخر في التنظيم كان برفقته في مدينة الغيظة بمحافظة المهرة.
 
وظهر باطرفي في التسجيل متحدثاً عن اقتحام الكونغرس الأمريكي من قبل أنصار الرئيس الأمريكي السابق ترامب، وهو ما ينسف الرواية الأممية باعتقال باطرفي؛ لأن اقتحام الكونغرس حصل في 7 من الشهر الماضي، وهذا يعني أن تسجيل باطرفي المصور تم بعد تاريخ 10 يناير، أي بعد نحو 3 أشهر من موعد اعتقاله الذي حدده تقرير مجلس الأمن.
 
 
وتوعد باطرفي، في التسجيل، واشنطن بعمليات إرهابية، مذكِّراً بسجل عمليات القاعدة التي استهدفت المصالح الأمريكية في أمريكا وخارجها منذ عام تشكيل التنظيم.
 
وأشار باطرفي إلى ما أسماها العمليات الفردية التي نفذها عناصر التنظيم في داخل الولايات الأمريكية، الأمر الذي عده خبراء دعوة صريحة من زعيم القاعدة لتنفيذ عمليات إرهابية في الداخل الأمريكي.
 
وتعتبر واشنطن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب التهديد الأخطر على الأمن القومي الأمريكي، وذلك بحسب تقييم أجهزة المخابرات الأمريكية التي تقيّم بشكل سنوي مخاطر التنظيمات الإرهابية على أمن الولايات المتحدة ومصالحها.
 
وكشفت مصادر مؤكدة لـ"الساحل الغربي"، عن رسائل شفوية نقلها عناصر في تنظيم القاعدة إلى مشايخ ورموز قبلية في مأرب خلال الأسبوع الماضي تطالب المشايخ بالقتال إلى جانب تنظيم القاعدة.
 
وقالت المصادر إن عناصر القاعدة أبلغوا عدداً من مشايخ مأرب عبر مقربين منهم أن هذه الرسالة الشفوية من زعيم تنظيم القاعدة خالد باطرفي.
 
وحذّر خبير عسكري تحدث لـ"الساحل الغربي"، من مخاطر سقوط مدينة مأرب في أيدي مليشيات الحوثي الإرهابية، معتبراً سقوط مأرب وتفكيك قوات الجيش هناك ستكون هدية ثمينة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
 
وقال الخبير العسكري، إن أي تقدم لمليشيات الحوثي نحو مدينة مأرب سيوفر مناخاً مناسباً لتمدد الخلايا الإرهابية، وإن مليشيات الحوثي منحت القاعدة في محافظة البيضاء مساحة مناسبة للتحرك والانتقال إلى مناطق الشرعية ومن ثم الهروب إلى مناطق سيطرة الحوثيين.
 
وأشار الخبير العسكري إلى أن التحالف العربي حقق نجاحات ميدانية في محاربة القاعدة وداعش بالتنسيق مع الجانب الأمريكي، حيث تم تحرير حضرموت من سيطرة القاعدة، وكذلك أبين وشبوة ومدينة عدن.
 
وقال الخبير العسكري، إن خلايا القاعدة وجدت في اجتياح مليشيات الحوثي لمحافظات عدن وأبين وشبوة بعد اجتياح صنعاء مناخاً مناسباً للتمدد وتكثيف نشاطها، وهو ما سيتكرر حال سيطرت هذه المليشيات الحوثية على مأرب.
 
وحذّر الخبير العسكري من أن أي اختلال في منظومة الأمن والسيطرة بمأرب يعني تفكك كثير من الوحدات العسكرية والأمنية التي عملت خلال 6 سنوات على محاصرة أنشطة القاعدة وداعش.
 
وأكد الخبير العسكري، أن المقاربة الأمريكية للملف اليمني، والتي أفصحت عنها مواقف وتحركات الإدارة الجديدة، تحمل مخاطرة كبيرة وتمكن تنظيمات ومليشيات إرهابية من السيطرة على محافظات نفطية وتهديد المصالح الأمريكية في القطاعات النفطية ومشروع الغاز في بلحاف شبوة.
 
وأشار الخبير العسكري إلى أن الرهان الأمريكي على تجاوب المليشيات الحوثية مع دعوات السلام يعد رهاناً خاسراً، وفرصة زمنية مريحة لتتمكن المليشيات من تضييق الخناق على مأرب.

ذات صلة