لقد وجدوا الحل: على دول الخليج أن تموِّل النفوذ الإيراني في اليمن!

  • الساحل الغربي، أمجد قرشي:
  • 10:58 2021/02/27

المقرر أن مؤتمر المانحين سوف ينعقد عبر الانترنت يوم الاثنين المقبل الأول من مارس/ آذار، وتقول الأمم المتحدة إنه يتعين على المانحين (الخليجيين بالمقدمة)، أن يجمعوا أقل قليلاً من أربعة مليارات دولار لتمويل عملياتها للسنة الحالية فقط في اليمن.
 
يتزامن هذا الإلحاح من قبل المنظمة الدولية ومسؤوليها تجاه السعودية وجيرانها مع التشديد السياسي الذي تمارسه إدارة بايدن، في المقابل يتم إطلاق العنان للمليشيات الإيرانية لتفعل الكثير، وخلال ذلك لا تتوقف الدعايات المملة حول المجاعة الوشيكة في اليمن عن الدوران وأن الجوع يتهدد حياة ملايين اليمنيين على حافة الموت!
 
فيما هو واضح، هذه صيغة مثلى لإلزام العرب واليمنيين معاً بدفع الفاتورة مرتين، وتمويل تكلفة بقاء واستمرار النفوذ الإيراني في اليمن والمنطقة!
 
المبعوث الأمريكي الجديد والمعين لليمن بدأ تحركاته بالإلحاح تحديداً على انعقاد آلية اجتماع المانحين أو جامعي الأموال للمنظمة الأممية والأشخاص الذين أبدوا استماتة كبيرة في الدفاع ضد تجريم الحوثيين الذين تسببوا في كل أزمة ومعاناة إنسانية تعاني منها اليمن.
 
حسبما نقلت وكلت رويترز، حث مارك لوكوك مسؤول المساعدات في الأمم المتحدة دول الخليج على التحرك لدرء وقوع مجاعة واسعة النطاق "من صنع البشر" في اليمن، عبر جمع 3.85 مليار دولار للعمليات الإنسانية.
 
وأضاف: "إذا لم تحصل الأمم المتحدة على الأموال التي تحتاجها خلال مؤتمر المانحين الذي سيعقد عبر الإنترنت يوم الاثنين فسنشهد أسوأ مجاعة في العالم منذ عقود.
 
اليمنيون أنفسهم لا يمكنهم تحمل هذا القدر من الترويع والتصرف نيابة عنهم وسلبهم حقهم في التعبير والحديث وتفسير الواقع ويتولى لوكوك ورفاقه إدارة وتمثيل الملايين دون تفويض حتى.
 
وقال لوكوك، إن "الأمم المتحدة حالت دون وقوع مجاعة في اليمن في عامي 2018 و2019 بفضل مناشدة لتقديم مساعدات حصلت على تمويل كبير وتضمنت تبرعات سخية من السعودية والإمارات والكويت".
 
وأضاف: "المثير للقلق والمختلف في الوضع الذي نحن فيه الآن هو أنه ثمة تراجع كبير في دعم عملية تقديم المساعدات لدرجة أننا نقطع المساعدات عن أناس يتضورون جوعا، وليس بطريقة منفردة وإنما بطريقة تؤثر على الملايين في مختلف أنحاء البلد".
 
وقال لوكوك للصحفيين: "رسالتي للدول الخليجية.. هي أن دورا مهما للغاية ينتظركم هنا وما فعلتموه في 2018 و2019 أنقذ أرواحا كثيرة، بصراحة، ومكننا من تفادي انهيار تام ومأساة على نطاق تاريخي بالفعل. الوضع الآن على المحك مرة أخرى".
 
لا أحد هنا يعمل على تذكير لوكوك والأمم المتحدة بحقيقة أن أكثر من نصف المساعدات والبرامج -على الأقل- يستولي عليها ويعيد توجيهها والاستفادة منها الحوثيون بعمليات فساد وقرصنة أقرت بها برامج الأمم المتحدة نفسها، ودائما تستأنف التعامل معهم وكأن شيئا لم يحدث.
 
إنهم، وباسم الحالة الإنسانية والمجاعة، يدافعون ضد تجريم وتصنيف المليشيات الحوثية وحروبها التي أغرقت اليمن منذ أكثر من ست سنوات وتستمر تفعل ذلك. وفي نفس الوقت يلزمونك بتمويل استمرارية هذه الفوضى ودفع الفاتورة أكثر من مرة.
 
تبدو الحرب بحد ذاتها غاية، وأن تستمر المليشيات التابعة لإيران في صناعة أزمة مطلوبة لذاتها، وليس الهدف هو السلام أو إنهاء الأزمة التي لا يمكنها أن تنتهي من دون انتهاء أسبابها الحقيقية.

ذات صلة