«ليسانس إنجليزي - جامعة تعز».. الأستاذ أبو جرير يبيع الشاي على الرصيف (قصة مصورة)

  • تعز، الساحل الغربي، حسين الفضلي:
  • 04:20 2021/03/06

تسببت الحرب الدائرة في اليمن منذ مارس (آذار) 2015م، في تفاقم معاناة المواطنين، مُلقية على كاهلهم بتبعاتها المريرة، والمتمثلة في انقطاع الرواتب وشبح المجاعة، بالإضافة إلى الارتفاع الجنوني في الأسعار الناتج عن تدهور العملة وانهيار سعر الريال وتهاويه في فضاء العملات الأجنبية.

 
واقع مأساوي يدفع ثمنه الجميع، أرغم الكثير من ذوي الدخل المحدود على افتراش أرصفة القلق يبحثون فيها عن بدائل تساعدهم في مواجهة الانعكاسات السلبية للحرب.
 
لم يكن يخطر ببال الأستاذ "أبو جرير الحمامي" أن يتحول إلى بائع شاي في إحدى جولات شوارع المدينة، بعد أن أمضى 18 عاماً على التدريس بالتعليم الفني في محافظة تعز جنوب غرب اليمن، لكن الحرب فرضت عليه طريقاً إجبارياً دون أن تدع له حق الاختيار.
 
ساعدته شهادة ليسانس إنجليزي، التي حصل عليها من كلية الآداب بجامعة تعز، على وظيفة مدرس في معهد الخنساء بتعز.
 
    أيضا لـ حسين الفضلي : نازحات الكدحة في معترك الحياة
 
وما إن دارت رحى الحرب انقطع راتب "الحمامي"، وبُعيد اندحار مليشيا الحوثي من المدينة عاد للتدريس فيها لكن براتب متقطع الوصال، حيث شيع أحلامه في متاهات الرصيف للبحث عن عمل في المساء. يقول لـ"الساحل الغربي": "بعد تحرير المدينة عدت أدرس في المعهد براتب متقطع اضطررت للعمل في المساء لأغطي تكاليف العيش".
 
ويضيف: "واضطررت لبيع الشاي من أجل حصولي على عائد يوفر لي بعض متطلبات الحياة البسيطة".
 
انهيار العملة 
 
لم يكن انقطاع الراتب وحده الذي قصم ظهر "الحمامي"، لكن انهيار العملة والغلاء المتوحش في الأسعار زاد من معاناته أكثر وفرض عليه الكثير من الجهد المضني، فيقول بنهدة طويلة: "منذ انهيار سعر الريال الذي رافقه الغلاء الفاحش أعود من المعهد ظهراً إلى الجولة للعمل من أجل توفير مصاريف الحياة اليومية، فالراتب بالكاد يكفي لإيجار الشقة".
 
التكاليف الباهظة أرغمت "الحمامي" ليضاعف عدد ساعات عمله في المساء كي يحصل على ما يكفل به معيشة أبنائه الأربعة ووالدتهم، حسب قوله.. وملامح وجهه الشاحب من حرارة الشمس يختزل فصولا من المعاناة.
 
خوف وأمل..
 
يعتري "الحمامي" خوف من بقاء الوضع الراهن على ما هو عليه أو أن يلج في في زيادة التبعات السلبية للحرب جراء نوبات توحش جديدة التي ستضاعف معاناة عيشه المتذبب فيقول: "لا يزال المشهد ضبابي الرؤية، وأخشى أن يطول عمر هذه السنين العجاف فلن نستطيع الصمود أمامها أكثر".
 
لكن تمسكه بالأحلام البسيطة يبدد مخاوفه وأتعابه بها، أملاً في انتهاء كل معاناته، فيسترسل في حديثه لـ"الساحل الغربي": "نتمنى من الجهات المختصة أن تضع حلاً لتدهور العملة، والنظر إلى المواطن البسيط الذي يعاني من الويلات والحروب، بالإضافة لتكاليف الحياة الباهظة".
 
ويضيف: "نأمل أن تنتهي الحرب ويزول الحصار وتعود الحياة كما كانت عليه قبل الحرب، وننعم بالخير والحياة الكريمة المستقرة".
 
معاناة الأستاذ "الحمامي" لم تكن الوحيدة في زمن الحرب باليمن، ففي بيانات متتالية للأمم المتحدة وضحت فيهم الوضع الإنساني وتأزمه وما يحدق بالملايين من اليمنيين جراءه وفق إحصائيات كبيرة، مشيرة إلى أن الوضع ينزلق من سيء إلى أسوأ، لكن على الأرجح الإحصائيات يفوق ذلك العدد بكثير.

ذات صلة