سياسي المقاومة الوطنية.. ضرورة الخطوة واستراتيجية المستقبل

05:37 2021/04/05

توالت المعطيات على الساحة المحيطة بالمقاومة وتباينت المواقف المرتبطة بمشروعها والموائمة مع تطلعاتها والمتقاطعة أيضا مع هدفها الصادق الخالص للوطن اليمني الكبير.
 
وبرصيد حافل بالانتصارات والقبول المجتمعي والتوافق السياسي، تطلب معه خلق كيان ومنبر سياسي، يعبر عنه بعيداً عن المسرح العملياتي، ويترجم الخريطة السياسية على واقع الأعمال العسكرية، فكانت ولادته تجسيداً استراتيجياً لإرادة السواد الأعظم من القوى الوطنية.
 
لم يكن إشهار سياسي المقاومة مجرد تحصيل حاصل أو نزوة قائد غير مدرك حساسية الساحة وتباين ألوان طيفها السياسي، على العكس كان اشهارا مدروسا، ونتاج جهود حثيثة في متابعة الأحداث ورصد متطلباتها بما يعزز من معركة الجميع الوطنية ضد ميليشيات الحوثية ويسهم إيجابا بردم هوة الفرقة بين شتات الصف الوطن.
 
وبالعودة إلى بيان إشهار سياسي المقاومة وكلمة قائده المؤسس العميد طارق صالح، يتضح بأن سياسي المقاومة جاء منضبطا بإيقاع قوانين ودستور الجمهورية اليمنية وبما لا يتناقض مع أي من مواده أو يحرف أيا من لوائحه، حمل أهدافا وطنية وعاوى خالصة للعمل مع كامل الجسد اليمني المناهض للمشروع الحوثي اجتماعيا وسياسيا وعسكريا.
 
وبذلك الخطاب المرن والمتزن يتضح جليا لكل مشكك بأن سياسي المقاومة الوطنية لم ولن يكون يوما خرقا للدستور أو معاديا لأي طرف عدا طرف الميليشيات المصدرة إيرانيا عبر كهوف الشر، فكيان المكتب وتوجهه يشكل امتدادا لحركة النضال الوطني وللشرعية الدستورية، معززا لأدوارها الصادقة الساعية لانهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة المنهوبة وصيانة منظومة السيادة والاستقلال الوطني.
 
بإشهاره ضرورة اقتضتها المرحلة واستوجبها صلف وتعنت الميليشيات الرافضة لأي مباردة تفضي لسلام شامل يسهم بالعودة لنهج اليمن الديموقراطي التعددي الضامن لكل من يطمح للحكم عبر صناديق الانتخاب.
 
لو سأل سائل: لمَ مكتب سياسي للمقاومة الوطنية؟؟؟ لكانت الإجابة وببساطة وشفافية متناهية، جملة ضرورات عامة منها معركته الوطن المقدسة وأخرى خاصة بتمثيل كامل  للمقاومة الوطنية ورفقاء سلاحها في أي محفل، فسياسي المقاومة أصبح اليوم تلك الأرضية الصلبة المعبر عن تطلعات الكثير من القوى الفاعلة بالساحة اليمنية، ونافذة راسخة ولدت من رحم المرحلة هي أكثر إلماما بمتطلباتها واحتياجاتها.
 
أيضا كيان متفاعل مع الشرعية يسهم عمليا بإدارة ملفات الأزمة على كافة الاصعدة والمستويات، ويمثل حلقة وصل لمختلف القوى، يذلل الصعاب، ويسهم في شحذ ورص الصفوف ومد جسور التواصل مع فرقاء الوطن اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وعسكريا.
 
سيسهم سياسي المقاومة ببناء تحالفات محلية واقليمية ودولية تتبنى القضية اليمنية وتعزز مواقفها، بما يلزم ميليشيات الحوثي بالاتفاقات والمعاهدات، والدفع بها إلى تفاوض حقيقي عملي ينهي حربها العبثية بحق اليمن واليمنيين، بناء على مرجعيات وضوابط وطنية تضمن شراكة متساوية وعدالة سياسية واجتماعية متساوية.
 
لم يغفل سياسي المقاومة تلك التضحيات العظيمة، إذ جعل للساحل الغربي وابنائه خصوصية التعبير عن ارادتهم وتمثيلهم، وكما سيمثل منبر ولسان حال كل يمني هو ايضا منبر ولسان حال الساحل الغربي وتطلعات ابنائه بشكل خاص، وهذا باعتقادنا لا يغضب أي طرف أو يتعارض مع توجهاته واهدافه ولا يتناقض مع روح القوانين والدستور اليمني ووحدة النسيج الاجتماعي.
 
بالنظر إلى صيرورة الاحداث ومستجدات الساحة ومعطيات البيئتين الداخلية والخارجية، نستشعر بأن مهمة سياسي المقاومة لن تكون يسيرة، فأمامه تركة ثقيلة من القضايا المتشابكة وحمل ثقيل من الملفات المتقاطعة وتطلعات متوافقة وبعضها متباينة وأخرى متناقضة ناهيك عن موروث عليه أن يدرك ويحدد آلية التعامل المناسبة معه.
 
يأمل من سياسي المقاومة ويعول عليه الكثير والكثير، هذا ما أثبتته بيانات التأييد المتوالية حتى اليوم، فالجميع يثق بأنه على قدر المسؤولية ويجزمون ايضا باستراتيجية مستقبله وبحكمة قيادته ممثلة بالعميد طارق صالح، فوفق الله الجميع لما فيه مصلحة الوطن وخلاص المواطن من حكم جثم على صدر الإنسانية الاخلاقية والديموقراطية السياسية.