يستقبل سكان صنعاء رمضان بجيوب وقلوب فارغة من النقود والبهجة، للعام السابع على التوالي. في حين تسارع السلطات الحوثية هناك إلى استقباله بافتعال الأزمات وفرض المزيد من الجبايات وخلافها من الممارسات التي تنتهي إلى ارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية.

 

بالنسبة للمواطنين أصبح الشهر الكريم، كما يقولون، موعداً سنوياً للتذكير بقدْر بؤس عيشتهم، ذلك لأنهم باتوا عاجزين عن استقباله مثلما اعتادوا قبل سنوات الانقلاب السبع.

 

معظم العائلات لم تعد قادرة على تأمين كفايتها من المواد الغذائية المهمة. ومع غلاء الأسعار وانقطاع الرواتب وانعدام فرص العمل بالكاد يوفر الآباء الآخرون وجبتي الفطور والسحور لعائلاتهم.

 

وعلى ما يبدو تسعى سلطات الحوثيين إلى مفاقمة معاناة السكان، عوضا عن تخفيفها، سواء في صنعاء أو باقي المدن الواقعة في نطاق سيطرتها.

 

ففي حين كان الموظفون في انتظار نصف الراتب الذي أعلنت، نهاية مارس الماضي، عن أنها ستصرفه قبل حلول شهر رمضان؛ إذا بها تفاجئ الجميع بمضاعفة سعر أسطوانة الغاز المنزلي إلى 6640 ريالا.

 

في الوقت نفسه أدى ارتفاع سعر الوقود وانهيار الريال مقابل العملة الأجنبية، بفعل سوق الحوثي السوداء، إلى ارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية، ليزيد سعر كيس الدقيق إلى 16 ألف ريال، فضلا عن ارتفاع أسعار الكهرباء التجارية.

 

وقفزت أسعار الخضروات، أيضاً، وهي الأكثر شراءً في هذا الشهر، إلى أرقام قياسية. حيث وصل سعر كيلو الطماطم إلى تسعمائة ريال، بدلاً من ثلاثمائة سعر بيعه قبيل رمضان.

 

التجار يصفون الأسعار الجديدة للمواد الغذائية بأنواعها "بغير المعقولة"، وهم يرجعون ارتفاعها إلى تزايد الإتاوات والجبابات التي فرضتها المليشيا عليهم مؤخراً.