ماجد المليكي عامل مصنع البرح للأسمنت أقعده لغم حوثي.. "يؤلمني رؤية أطفالي يبحثون عن الرزق"

  • تعز، الساحل الغربي ، إعداد: عبدالصمد القاضي - تحرير/ عبدالمالك محمد
  • 01:01 2021/05/06

عاد ماجد المليكي إلى مسقط رأسه جبل حبشي، غربي تعز، قادماً من البرح الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي. كان يأمل في أن يجد بعودته مصدراً للرزق بعدما أفقدته المليشيا وظيفته هناك. والواقع أنه فقد بسبب المليشيات نفسها طرفيه السفليين إلى جانب وظيفته.
 
كان ماجد مقبل سعيد المليكي (38 عاماً) عاملاً في مصنع البرح للإسمنت. وحينما وجد نفسه مسرّحا نتيجة حرب المليشيا لم يجد خيارا سوى الهروب إلى قريته. هناك باشر البحث عما يساعده على إعالة الزوجة والأطفال، وفيما هو يعتقد أنه بات أبعد ما يكون عن الخطر الحوثي، إذا بالأخير يترصد خطاه على هيئة لغم.
 
 
في الأول من يونيو 2018 ودع الرجل أطفاله وزوجته خارجا للعمل بالأجر اليومي. كان مارا في طريق ترابي بمنطقة تبيشعة عندما داس على شيء ما وتلاه انفجار مروع. وهو في طريقه إلى المشفى، أكد له المسعفون إن لغما حوثيا انفجر به، لكنه حتى ذلك الحين، لم يكن قد أدرك حقيقة ما حل بجسمه، نتيجة الحادث.
 
<img alt="السؤال الذي آلمني كثيراً هو " من="" سيعول="" أسرتي="" وقد="" أصبحت="" عاجزا“."="" data-cke-saved-src="/uploads/files/1/76/%D8%A3%D9%85/%D9%85%D9%85%D8%AC/%D8%A8%D8%B1%D8%B9/WhatsApp%20Image%202021-04-27%20at%202_33_57%20AM.jpeg" src="/uploads/files/1/76/%D8%A3%D9%85/%D9%85%D9%85%D8%AC/%D8%A8%D8%B1%D8%B9/WhatsApp%20Image%202021-04-27%20at%202_33_57%20AM.jpeg" style="width: 100%;">
 
فاق ماجد في غرفة الرقود بمستشفى الثورة بالمدينة وهو لا يشعر بأطرافه بسبب تأثير المخدر، كما كان يظن. تغيرت ملامح وجهه كثيرا وهو يخبرنا بإجابة زوجته عن سؤاله، لحظتها، بما حصل له. لقد فقد طرفيه السفليين.
 
 
"كان صادما لي أنا شخصيا، إذ كيف سأكمل بقية حياتي بلا أطراف، لكن السؤال الذي آلمني كثيراً هو من سيعول أسرتي وقد أصبحت عاجزا".
 
هذه المرة لم تكن العودة إلى القرية خيارا ممكنا لأن الحياة باتت شبه مستحيلة هناك. لتستقر الأسرة في المدينة ويبدأ حسام ماجد وشقيقاه عملهم كباعة جوالين في شوارعها.
 
ترك حسام ذو العشرين عاما المدرسة وتنازل عن حلم الالتحاق بالجامعة، واقتحم بسنه الصغير سوق العمل اليدوي وحرج العمال. كان من الصعب عليه العثور على عمل فلجأ إلى بيع قوارير الماء على أرصفة الشوارع.
 
 
يقول حسام: "لا نملك ما يكفي من المال لتأسيس مشروع صغير نستند عليه".
 
في إلاجازات والعطل يجول أخوته شوارع المدينة ليبيعوا المناديل والأقلام والكتيبات، وتعتبر إجازة رمضان موسمهم لزيادة نشاطهم كي يوفروا احتياجات الأسرة وشراء ملابس جديدة لهم.
 
يضيف ماجد المليكي، بنبرة حزينة: "لا شيء يؤلمني أكثر من أن أرى أولادي يجولون الشوارع باحثين عن الرزق".

ذات صلة