خليل سلطان يكتب كيمني يريد أن يبتسم بعد عقد من الحزن : «لقـاء الكبـار»

  • الساحل الغربي، كتب/ خليل سلطان :
  • 11:10 2021/05/09

يكتب خليل سلطان، صديقنا الشاب التعزي وهو واحد من المغتربين اليمنيين الذين يحملون بلادهم في الغربة هما وهمة وعملا وأملا، بتلقائية وعنفوان عن المشتركات الكثيرة بين اليمنيين الذين عدوهم الكهنوت. وهو هنا يكتب للساحل الغربي عن لقاء وفعالية المخا واجتماع قائد المقاومة الوطنية ومحافظ تعز وقيادات في سلطة ومحور تعز. يقول خليل إنه يكتب هذا "كمواطن يريد أن يبتسم بعد عقد من الحزن".
 
لقاء الكبار أو لقاء العقلاء ، كما نحب أن نسميه ونحن بعيدون بين مشرَّد ومهجَّر وهارب نرقُب كل خطوة ونتمنى وندعوا أن يحدث لقاء تصالحي يجمع شتات الأمر  بين فرقاء كان من الممكن أن يستطيعوا أن يحدثوا فرقًا إذا شكلوا فريقًا مشتركًا وعمليات متناسقة .
 
كيمنيين نؤمن بأننا نستطيع أن نتفق مهما كان حجم الخلاف بيننا .
يجمعنا المصير الواحد والوطن الواحد الذي سفحنا جميعًا في سبيله دمائنا ودماء الأهل والأحباب .
 
 
 
 
حقيقةً استمعت لكلماتهم وكنت منتشياً كواحد من المشرَّدين الذي ينتظر بلهفة أن يعود إلى وطنه تحت حماية قوة وطنية جمهورية مثلها مثلي بالدم والنطفة والحقوق والواجبات ، مثلها مثلي خلقت من طين ولم تُخلق من تراب القمر ولا عجنت طينتها الملائكة في صحاف من ذهب وفضة .
 
اجتمع يمنيون على تربة يمنية في ساحل يمني بمبادرة من تعز واستقبال وحفاوة من طارق والمشتركة ، وضع الجميع أيديهم في أيدي بعض وشعروا جميعًا بالوجع الذي جعل لقائهم البعيد منجزا وانتصارا .
 
هذا اللقاء سيغيض شياطين الكهف بلا شك وسيحاولون بذل مافي وسعهم لاستعادة النزغ بينهم وننتظر مدى شموخ ورقي العقول التي ستستقبل رشقات ومكائد الحوثي والعاقل من يحول مكائد الفرقة الى عوامل اتفاق وتلاحم وتعاضد .
 
 
مرة أخرى استمعت أكثر من مرة لكلمات الطرفين ، أصغيت بعناية لكل كلمة قالها الطرفان ، وضعت كل جملة على مصفى وغربال كمواطن يريد أن يبتسم بعد عقد من الحزن .
 
لن نقاتل غير الحوثي ولن نوجه سلاحنا الى مكان لا يتواجد فيه الحوثي ، كان هذا أبرز ما يدعو للتفاؤل ، سنتفق وسنتحاور مع الجميع، من يدعي الحق الإلهي هو وحده الذي لا يمكن أن نتحاور معه لأنه صفيُّ الله وخليله كما يعتقد فكيف يحاور أبناء الأرض على الأرض أبناء السماء !!!
 
 
نحن إخوة سنتفق ، ولن تكون سوى صنعاء عاصمة لليمنيين ولن نرضى بغير النظام الجمهوري ، لقد كنا على اتفاق منذ اول طلقة في معركة تحرير تعز وسنبقى متفقين ومتعاونين ، كل هذه الكلمات قيلت في ظل غياب تام لرئيس جمهورية عطِشنا بعده لمثل هذه الكلمات وقضينا ونحن في ذروة العطش .
 
النوايا صافية بإذن الله وستثبت الأيام أننا في معركة استعادة الجمهورية من الصفر وفي مرحلة ستكثر الغيوم وتتلبد الأجواء بالغبار والغيوم ولن يكون الجو صافٍ تمامًا كما نريد والتحدي فقط للنوايا التي ستحافظ على صفائها ونقائها . 
 
 
التحية كل التحية لكل من يكسر حاجز الغشاوة وجدار الغفلة ويبادر في المصالحة وفتح الطريق للعمل المشترك بعيدًا عن لهيب الحزبية وحمى المناطقية ،  ونتمنى مسح الطريق لمصالحة أوسع وأشمل ومعالجة مكامن الوجع الأكبر والعمل على لقاء أكبر يجمع كل من يمسك بجرحه الأليم وينسى ويصافح ويلتفت نحو العدو الحوثي بقلب لا يحمل عدوين في وقت واحد بل عدوا واحدا مشتركا للجميع .
 
نتمنى أن يحمل كل فريق نقاط الاختلاف ويخبئها لما بعد التحرير ، فإذا اتفقنا على الحرب والتحرير سنجد طاولة تتسع لكل النقاط التي نختلف عليها وسنجد الوقت الكافي لصياغة دستور جديد او تعديل الدستور القديم ، ستحتضن صنعاء او عدن كل الفرقاء وستذوب كل الخلافات عند استعادة كل دائرة أو مؤسسة حكومية ، ستصغر وتتقزم كل خلافاتنا عند كل مشاهدة لانتصار عظيم نحرزه معًا ونحققه بالسويَّة .
 
لم نختلف الا حينما صغُر الوطن في عيوننا وحين ندرك حجمه الكبير بعد هذا الوباء الحوثي الرابض على جمال الوطن وربوعه الخضراء ستكون طموحاتنا هي أن نعود جميعًا لنستظل تحت رايته من البحر الى البحر لا نخاف الا الله والذئب على الغنم .
 

ذات صلة