مأرب جنوباً أو غرباً.. يلاقي الحوثيون في حريب والعبدية أسوأ مما دفعوه في الكسَّارة والمشجح

  • مأرب/ المخا، الساحل الغربي، مبارك سمعان وأمين الوائلي:
  • 02:19 2021/09/29

أعجزت جبهات مأرب المليشيات الإيرانية التي أعيتها الحيل ودفعت أثماناً وخسائر مهولة في حملتها الشرسة وحربها التي ملأت معظم أشهر العام الجاري لاجتياح مأرب.
 
لقد ملأت الحرب المتواصلة ثلاثة أرباع السنة بآلاف القتلى والجرحى والمئات من القيادات الميدانية والعسكرية التي جلبتها المليشيات من مختلف الجبهات والمحافظات والمناطق لتعزيز خطوطها وحظوظها لتلقى مصارعها تباعاً، وأثخنت معارك مأرب في صفوف وخطط وأهداف المليشيات الغارقة في الدم والنار والمحكومة قهراً بالمعنويات المستزفة على أسوار مأرب.
 
من صرواح والكسارة والمشجح والبلق، حيث منيت المليشيات على مدى أشهر بهزائم وخسائر لا مثيل لها، وطحنت المواجهات ألوية بحالها وتحشيدات وتعزيزات لم تتوقف يوماً، وانتهت إلى فشل وخذلان في صحارى ومرتفعات وتلال ومنحدرات صرواح والكسارة والمشجح وأخواتها.
 
 
وإلى الجوبة والعبدية وحريب، حاولت المليشيات إيجاد طريقة أخرى وطريق سالكة أكثر نحو مأرب العاصمة والقلعة والمعقل الأخير الكبير برمزيتها وخصوصيتها وقيمتها. إن مأرب هنا.. جنوبا.. هي نفسها مأرب في الجهات الأخرى التي فلت قوى وذرائع وقوات الاجتياح الإمامي وأبطلت سحر الإماميين وخرافات القوة والغلبة.
"إن الحوثيين يدفعون اليوم في حريب كما في العبدية أضعاف الخسائر التي كانوا يدفعونها في مواجهات ومعارك الكسارة والمشجح وصرواح."، يقول قائد قبلي من أرض المعركة بعد قتال شرس لليوم الثالث حول وفي محيط عقبة ملعاء ونقطتها الاستراتيجية التي استعادتها قوات الجيش الوطني مسنودة بالقبائل وبطيران التحالف العربي.
 
أكد قائد عسكري، ليل الخميس/ الجمعة، تفاجأت المليشيات المدعومة من إيران بخطأ حساباتها التي قادتها التفافا عبر البيضاء إلى مصارع أشد وأقتل مما لاقته في جبهات غرب مأرب. قال إن عشرات الحوثيين قتلوا نهار الخميس في معركة عنيفة وكسر هجوم كبير للحوثيين في جبهة العبدية. 
 
جربت المليشيات كافة الخيارات والحيل والاحتيالات ومحاولات الخداع والاستدراج والإيهام بمبادرات وشن الحروب والغارات وهستيريا الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة في كل اتجاه وبدون محاذير أو خطوط حمراء واعتبارات إنسانية وأخلاقية ودينية. 
 
ولكنها بعد أكثر من ثمانية أشهر على بدء الهجوم الأخير - المتجدد تضرب بيأس في كل اتجاه وتنقل وتنوع خططها واستراتيجياتها في الجبهات والجهات من الغرب والشمال الغربي إلى الجنوب في محاولات مستميتة لإحداث أي فارق وتحقيق اختراق حقيقي يقربها من عاصمة سبأ التي بقيت حصينة وبعيدة عن متناول الجحافل المتعاقبة إلى محرقة كبيرة نصبتها القوات المدافعة عن مأرب جيشا وقبائلَ ومقاومة شعبية بإسناد فاعل وكبير من طيران التحالف العربي.
 
قال محافظ مأرب بعد إيقاد الشعلة التاسعة والخمسين لثورة الـ 26 من سبتمبر، مساء السبت: "الحرب سجال وأنا اقولها بكل وضوح ولا ضير في ذلك، قد تؤخذ منطقه أو تعود أخرى ويؤخذ جبل ويستعاد آخر، لكن المستحيل أن تنال هذه الفئة المليشاوية بمشروعها الخاسر من ثورة شعب وهويته".
 
وأكد العرادة أن اليمنيين لن يقبلوا أن تحكمهم هذه المليشيا. "مأرب ستظل عصيةً ومنطلقاً لاستعادة الدولة اليمنية، وستحافظ على الجمهورية حفاظها على حدقات عيونها".
 
وأضاف: "أُطمئن جميع اليمنيين وأؤكد لهم بأن مأرب كما كسرت شوكة المليشيا في السابق فإنها ستقضي عليها وعلى مشروعها هذا في الأخير، بإذن الله تعالى".
 
في تلك الأثناء كان منزل اللواء سلطان العرادة محافظ مأرب يتعرض للقصف بصاروخين باليستيين، وسط حي سكني بمديرية الوادي جنوبي مدينة مأرب. الهوس الباليستي هو معنى آخر لليأس والعجز والهزيمة التي تتخبط المليشيات في مواجهة صمود وبسالة وإباء المأربيين الذين يوقدون شعلة الثورة اليمنية في مدينة مأرب ويخوضون معاركها في جبهات المدينة والمحافظة جنبا إلى جنب القبائل والجيش والمقاومين والمقاتلين الذين التقوا في ملحمة مأرب المستمرة.

كما ورد

 

 

ذات صلة