ياسر.. شاب "مخاوي" أفقده لغم حوثي قدمه وإحدى عينيه – (قصة إنسانية)

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/06/14

خاص – منبر المقاومة – فيصل الشارحي:عندما كان ياسر ياسين يهم بمغادرة منطقة الرمة الواقعة شرق المخا، متجها إلى منطقة الجراحي كان يوما سعيدا بالنسبة له، إذ أنه سيعيد والدته وزوجته إليه بعد نزوح قسري دام اشهر عدة.
 
كان ذلك بداية العام 2017، حينما جلس ياسر بجانب سائق السيارة لبضعة دقائق وهو يحدثه عن لوعة الإشتياق، بعد فراق إجباري، قبل ان تنطلق السيارة، وسط الأراضي الشاسعة باعثة خلفها سحابة من الغبار.لكن ذلك الجو المفعم بالمرح بدده لغما حوثيا، إذ تسبب الإنفجار بتهشم الجهة التي عليها ياسين ليستقبل جسده كما هائلا من الشضايا الصغيرة الموضوعة داخل اللغم فسببت له بجروح عميقة وكسور بقدمه اليسرى، كما أصيب بشظية في عينه اليمنى أفقدته القدرة على الرؤية حتى اليوم.لقد كانت لحظة مروعة للشاب البالغ من العمر نحو ثلاثين عاما، حيث فقد وعيه نتيجة الآلام المبرحة التي بدأ يشعر بها.نقل ياسين إلى العاصمة المؤقتة عدن، وهو فاقدا للوعي ولم يتذكر ما حل به سوى اليوم الثاني من إصابته.ولثلاثة أشهر بقي يتلقى الرعاية الطبية وتنظيف جروحه وتصفيتها من الشظايا والأتربة والأوساخ التي دخلت إلى جسده.لكن فترة العلاج لم تكن مبشرة بخير، إذ أبلغه الطبيب المعالج بضرورة بتر قدمه اليسرى، فيما نصحه طبيبا آخر، بالسفر إلى الخارج.قرر ذلك الشاب السفر إلى الهند على نفقته الخاصة، واستقر في ولاية بونا الهندية، ليبدا الأطباء في أحد مستشفياتها، إجراء ستة عشرة عملية جراحية على مراحل لإزالة الأنسجة المتضررة وتجبير الكسور.يقول ياسين لـ"منبر المقاومة": إنه ظل طيلة عام كامل في الهند و أنفق ما يقارب من 21 ألف دولار، من أجل إستعادة قدرته على السير.وخلال فترة العلاج، فقد القدرة على المواصلة، وقرر العودة نظرا لعدم إمتلاكه المال، لكن أحد الضباط في التحالف العربي علم بمحنته، وقدم له دعما ماليا مكنه من إستكمال العلاج إلى أن أستعاد القدرة على المشي.أما عينه، فقد أبلغه الأطباء عدم وجود مستشفيات هندية متقدمة لتتعامل مع حالته، ونصحوه عبر مترجم بالسفر إلى روسيا، نظرا لإمتلاكها واحدا من أفضل مستشفيات العيون في العالم.غير أن السفر يحتاج إلى خزينة مالية جديدة، وهو ما حرمه من القدرة على الرؤية مرة أخرى، حيث بدأت المضاعفات تزداد لتجعل عينه أصغر من حجمها الطبيعي وتحتاج إلى زراعة شبكية مع ربط الأعصاب البصرية بعضها ببعض.وبعد أربع سنوات من الحادثة الأليمة، لا يزال ياسر يسمع صوت إنفجار يتردد صداه في ذهنه إلى اليوم، يفزعه من منامه ولا يستطيع نسيات لحظاته المرعبة.
 

ذات صلة