صحيفة: رئيس المخابرات حمل لواشنطن أدلة على ضلوع إيران.. حجم الهجوم على الإمارات يدق ناقوس الخطر

  • دبي ،
  • 12:11 2022/01/22

رئيس جهاز المخابرات الإماراتي في واشنطن حاملا أدلة على ضلوع إيران في الهجوم.
 
بحسب "العرب" اللندنية، الجمعة 21 يناير/ كانون الثاني: يكشف هجوم الحوثيين على الإمارات عن حجم الإمكانيات العسكرية التي بات يمتلكها المتمردون اليمنيون، والتي لا تشكل فقط تهديدا للاستقرار الإقليمي بل وأيضا باتت تحديا للمجتمع الدولي حيث يمكن أن توظف هذه الإمكانيات في ضرب الملاحة الدولية والمصالح الغربية.
 
أكدت الإمارات العربية المتحدة رواية المتمردين الحوثيين بشأن استخدام صواريخ كروز وصواريخ باليستية إلى جانب طائرات مسيرة في الهجوم الذي استهدف الأسبوع الجاري منشآت مدنية في الإمارة الخليجية، وخلف سقوط قتلى.
 
ترافق ذلك مع زيارة أداها رئيس جهاز المخابرات علي بن حماد الشامسي لواشنطن ولقائه بالمسؤولين الأميركيين مما يشير إلى أنه يحمل تفاصيل وأدلة على ضلوع إيران في الهجوم سواء بتوفير الصواريخ والمسيرات، أو عبر الدعم الفني من خلال الخبراء في الحرس الثوري أو حزب الله اللبناني.
 
وعلى خلاف ما هو منتظر، حيث عادة ما تنتهج الدول سياسة التقليل من حجم هكذا هجمات، فإن الإمارات قررت الكشف عن ضخامة ما تعرضت له للتوضيح للعالم وإقامة الحجة على التهديد الكبير الذي بات يمثله المتمردون اليمنيون.
 
 
وقال سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة إن صواريخ كروز وصواريخ باليستية استخدمت إلى جانب طائرات مسيرة في الهجوم الذي وقع الاثنين على الإمارات وإنه تم اعتراض عدد منها.
 
وأوضح العتيبة في ندوة افتراضية استضافها المعهد اليهودي لأمن أميركا الوطني “تم اعتراض العديد من الصواريخ، ولم يتم اعتراض بعضها، وفقد ثلاثة مدنيين أبرياء حياتهم للأسف”، ولم يشر السفير الإماراتي إلى عدد الصواريخ التي طالت مطار أبوظبي الدولي وصهاريج نفط في منطقة صناعية قرب “أدنوك”، شركة أبوظبي النفطية.
 
ويسلط الهجوم والأسلحة التي استخدمت فيه مدى التهديد الذي يشكله المتمردون اليمنيون الموالون لإيران على الاستقرار الإقليمي ّوالدولي.
ويرى مراقبون أن امتلاك الحوثيون لأسلحة قادرة على بلوغ أهداف بعيدة يمثل تحديا حقيقيا ليس فقط بالنسبة إلى الدول المشاركة في التحالف العربي، بل وأيضا على المجتمع الدولي لاسيما أن هذه الإمكانيات يمكن أن توظف لضرب الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والمصالح الغربية.
 
واتهمت دول الخليج والولايات المتحدة وخبراء في الأمم المتحدة وآخرون في مناسبات عديدة إيران بتزويد الحوثيين بالأسلحة وهي تهمة لطالما نفتها طهران.
 
وتحتاج الصواريخ والطائرات المسيرة الموصولة بالقنابل (إذا أطلقت من معقل الحوثيين في شمال اليمن) إلى قطع مسافة تصل إلى 1800 كيلومتر للوصول إلى أهداف في أبوظبي.
 
 
واستهدف هجوم الاثنين مستودع وقود لشركة بترول أبوظبي الوطنية في منطقة صناعية خارج وسط العاصمة الإماراتية، وكذلك منطقة في مطار أبوظبي الدولي كانت لا تزال قيد الإنشاء.
 
وكشف الحوثيون في وقت سابق عن استخدام خمسة صواريخ باليستية وعدد من الطائرات المسيرة في هجومهم. وقالوا إنهم استهدفوا مطاري أبوظبي ودبي، أكثر مطارات العالم ازدحاما، بالإضافة إلى مصفاة نفط ومنشآت حساسة أخرى. ولم يكن هناك ما يشير إلى إصابة دبي في هجوم الاثنين.
 
تهديد كبير بات يمثله المتمردون اليمنيون على استقرار المنطقة
تهديد كبير بات يمثله المتمردون اليمنيون على استقرار المنطقة
 
ويقول المتابعون إن حجم الهجوم الذي استهدف الإمارات يدق ناقوس الخطر حول تعاظم التهديد الحوثي المدعوم إيرانيا، لكن من غير المعروف بعد مدى استجابة المجتمع الدولي ولاسيما الولايات المتحدة لمواجهة هذا الوضع، في ظل انشغال إدارة الرئيس جو بايدن بالتوصل إلى تسوية حول النووي الإيراني.
 
وكان بايدن رد على سؤال بشأن طلب الإمارات إعادة تصنيف المتمردين اليمنيين على لوائح الإرهاب الأميركية بالقول “الأمر قيد البحث”.
 
وأقر بايدن خلال مؤتمر صحافي بأن إنهاء الصراع بين الحوثيين وكلّ من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والتحالف العسكري الذي تقوده السعودية “سيكون صعبا جدا”.
 
 
والإمارات عضو رئيسي في التحالف العربي الذي تقوده السعودية والذي تدخل في الصراع اليمني في العام 2015، بعد أن اجتاح المتمردون العاصمة صنعاء في العام 2014.
 
 وعلى الرغم من أن الإمارات سحبت قواتها إلى حد كبير من الصراع، إلا أنها لا تزال منخرطة في الأزمة وتدعم عددا من الألوية اليمنية ومن أبرزها ألوية العمالقة الجنوبية التي حققت في الأسابيع الأخيرة نجاحات عسكرية مهمة كان أبرزها تحرير كامل محافظة شبوة الواقعة جنوب غرب البلاد بعد استعادة السيطرة على مديريات عسيلان والعين وبيحان.
 
 
ووجّهت خسارة هذه المحافظة الرئيسية ضربة كبيرة إلى جهود الحوثيين لاستكمال سيطرتهم على النصف الشمالي من اليمن بأكمله.
 
وحذّر الحوثيون في بيان بعد الهجوم من أنهم سيستهدفون منشآت حيوية أخرى في الإمارات إذا ما استمرت في  التصعيد ضدهم.
 
وسبق وأن استخدم الحوثيون طائرات مسيرة وصواريخ لمهاجمة السعودية وأهداف نفطية في الخليج العربي على مدار حرب اليمن، التي دخلت عامها الثامن.
 
وكثّف التحالف بقيادة السعودية الضربات الجوية على الحوثيين في أنحاء عديدة في اليمن، بما في ذلك في صنعاء منذ الهجوم على الإمارات. وقال المتمردون إن 14 شخصا على الأقل، بينهم مسؤول عسكري كبير في صفوفهم، قتلوا في غارة جوية في صنعاء ليل الاثنين.
 
الإرهاب الحوثي متواصل
الإرهاب الحوثي متواصل
 
لكن من الواضح أن التحالف قرر الاقتصار على توجيه ضربات لبنك أهداف محددة سابقا، دون أن يذهب بعيدا في عملياته العسكرية كالتوجه إلى الحديدة واستهداف الموانئ التي تسيطر عليها الجماعة المتمردة، فيما بدا رغبة في التريث وانتظار توضح مآلات ردود الفعل الأميركية، وهل ستكون هناك ردود عملية أم ستقتصر على عبارات الإدانة والشجب؟ 
 
وكانت الولايات المتحدة أدانت في وقت سابق الهجوم على الإمارات. وتعهدت إدارة الرئيس جو بايدن بالعمل مع الإمارات والشركاء الدوليين لمحاسبة الحوثيين.
 
وقال العتيبة خلال الندوة الافتراضية إن الإمارات تضغط على واشنطن لتصنيف الحوثيين مرة أخرى منظمة إرهابية. وحرص السفير ورئيس جهاز المخابرات الإماراتية خلال الاجتماعات التي جرت في واشنطن الأربعاء مع مسؤولين من البيت الأبيض والكونغرس للضغط في هذا الاتجاه.
وألغت إدارة بايدن تصنيف الحوثيين مجموعة إرهابية في فبراير الماضي، وهو قرار سبق أن اتخذته إدارة دونالد ترامب. ويرى المراقبون أن واشنطن لا تبدو متحمسة لاتخاذ خطوات عملية لوضع حد للتمادي الحوثي بالرغم من ضغوط حلفائها الخليجيين الذين يحمّلونها بشكل غير مباشر المسؤولية عن مسار الأوضاع بسبب تعاطيها المتردد وغير الحازم حيال الجماعة الموالية لإيران.
 
وفي وقت لاحق الأربعاء أصاب صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون محطة وقود بمديرية حريب بمحافظة مأرب، ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين على الأقل وإصابة خمسة آخرين. ومن الواضح أن الحوثيين ليسوا في وارد التراجع عن نسف جميع الخطوط الحمراء طالما أن لا موقف دوليا حازما سيتخذ بشأنهم.
 

كما ورد

 

 

ذات صلة