والآن.. هل ما تزال إعادة التموضع مؤامرة؟

05:21 2022/02/13

شرعت قيادات القوات المشتركة في الساحل الغربي، بتنفيذ خطة إعادة الانتشار في شهر نوفمبر الماضي، وإعادة التموضع العسكري في مسرح العمليات، وفاقاً لاتفاق السويد لعام 2018، الذي ينص على (إعادة انتشار مشترك للقوات في مواني الحديدة، والصليف، ورأس عيسى، ومدينة الحديدة).. حينها هوجمت القوات وقياداتها هجوماً عنيفاً من قبل سياسيين كثر، وكتاب مقالات رأي، وفعلة في وسائل إعلام محلية وخارجية، طالما أظهروا العداوة للقوات المشتركة وقياداتها قبل ذلك.. حملة تشنيع، على الرغم من أن إعادة التموضع أو إعادة الانتشار هي نفسها التي عجزت الأمم المتحدة عن تنفيذها من خلال الضباط الدوليين: باتريك كومارت، مايكل لوليسغارد، ابهيجيت جوها، ومايكل بيري، الذين تعاقبوا على رئاسة لجنة تنسيق إعادة الانتشار (أونمها).
 
عجزت الأمم المتحدة عن إقناع الجماعة الحوثية سحب ميليشيتها المتحصنة داخل مدينة الحديدة، وتلك الموجودة في الموانئ الثلاثة: ميناء الحديدة، ميناء الصليف، وميناء رأس عيسى، وأن تنقلها إلى مكان بعيد عن المدينة والموانئ المذكورة.. فجاءت المبادرة من لدى قيادة القوات المشتركة، حيث أخلت كيلو 16، وكيلو7، والمنظر، والمطار، ومدينة الصالح، ومحيط مستشفى 22 مايو، ومحيط مجمع مصانع إخوان ثابت، ومطاحن البحر الأحمر، وشارع صنعاء في مدينة الحُديدة، ومديرية الدريهمي التي صارت جزءاً من المدينة نفسها، أخلت هذه من ألوية القوات المشتركة، وأعادت نشرها في جبهات غير مقيدة بقيد ستكهولم، أو غير مشمولة باتفاق السويد.
 
كانت ردود الفعل على عملية إعادة التموضع، أو إعادة الانتشار، طائشة، بل خبيثة وماكرة وعدوانية، استهدفت تشويه سمعة واخلاص القوات المشتركة وقياداتها على الأرض.. كان الاسم الرسمي للخطة (إعادة تموضع) القوات المشتركة، فدمغوها بقالة (سحب وانسحاب)، وشنعوا على طريقة قال، وقالت: لماذا انسحبت القوات المشتركة دون إنذار مسبق؟ لماذا حدث الانسحاب دون تفاهمات؟ إنها خيانة، كارثة، مؤامرة إماراتية، خطأ لا يغتفر، انسحاب يتعارض مع اتفاق السويد! انسحاب لا هدف له سوى تمكين الحوثي من السيطرة الكاملة على الحديدة، إن هذا الانسحاب يؤكد أن تدخل التحالف السعودي- الإماراتي لم يكن لأجل القضاء على الانقلاب، وعودة السلطة الشرعية إلى صنعاء، وإنما غرضه تدمير البلاد، إن صمت السعودية عن الانسحاب، يؤكد أنها متفقة مع الإمارات على ذلك الانسحاب، إن الانسحاب عرى الإمارات، وكشف الوجه القبيح للسعودية!! وهذا الانسحاب صحوة وطنية لدى القوات المشتركة، فقد تمردت على التوجيهات الإماراتية، من محاسن الانسحاب أنه سيجعل حلفاء الإمارات يفقدون الثّقة بها، لقد جاء الانسحاب بناء على تفاهم واضح جدا جدا جدا بين إيران والإمارات، لقد انسحبت قوات طارق صالح من الحديدة، بعد انسحابها منها في وقت سابق إلى موزع والوازعية!! وأين هو موقف حكومة معين عبد الملك؟ لقد صمتت، ويجب على الرئيس هادي تشكيل لجنة تحقيق في أحداث الانسحاب!
 
كان العميد طارق محمد عبد الله صالح قائد المقاومة الوطنية، رئيس مكتبها السياسي، يتابع حملة التشويه والمكر تلك، فعلق عليها بكلمات قليلة: لا يحسنون القراءة العسكرية، لا يفقهون استراتيجيات وفنون الحرب.
 
بالنسبة لنا نتساءل لماذا أبلسوا وخنسوا، وابتلعوا ألسنتهم بعد اكتمال خطة التموضع، وأغمضوا أعينهم كي لا ترى نتيجة تلك الخطة؟ ماذا فعلت، وماذا تفعل القوات المشتركة الآن؟ ألوية من العمالقة تموضعت في شبوة، فطردت ميليشيا الجماعة الحوثية من مديريات عسيلان، وعين، وبيحان، ومديرية حريب المأربية في أيام معدودات.. ألوية حراس الجمهورية جعلت مديرية حيس كلها خالية من أي ميليشاوي حوثي، وحررت أجزاء من مديريتي الجراحي وجبل رأس، ومعظم مناطق مديرية مقبنة.. زيادة على ذلك حصدت مكسبا سياسيا، أقله أنها التزمت باتفاق السويد ونفذته، ونزعت عن الجماعة الحوثية ورقة التوت الأخيرة، وألقت من على كاهل الأمم المتحدة نصف الفشل.. والعجيب أن بعض الماكرين ما يزالون جالسين عند سحب وانسحاب وانسحبت.. مرهقون بهذه القالة، حتى اللحظة.