هجرتهم المليشيات من قريتهم ولاحقتهم بقذائفها في خيمة نزوحهم

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/06/25

خاص - منبر المقاومة - منية عبدالله في خيمة مهترئة بنخيم الشعب شمال مدينة عدن يسكن الحاج حسن عمر (60 عاماً) مع أطفاله الخمسة بعد أن هجرتهم المليشيات الحوثية من قريتهم في منطقة الجاح بمحافظة الحديدة.
 
يروي حسن عمر لـ "منبر المقاومة" قصته التي تمثّل نموذجاً بسيطاً لمأساة بلدته الزراعية "الجاح" حيث أغرت خضرتها الدائمة، ميليشيات الموت الإيرانية على اقتحامها دون سابق إنذار وتحويلها الى ثكنة عسكرية.مثل بقية سكان المنطقة قضى حسن عمر أغلب سنين عمره في قريته منذ نعومة أظفاره وحتى أصبح يافعاً يتنقل بين بساتينها الوارفة، ولا يغيب عن مواسم جني التمور وبيعها مع جده ثم مع والده الذي أورثه مزرعة نخل عامرة تحوي أكثر من ألفي نخلة وقد كانت مصدر دخله الوحيد.يواصل الحاج حسن حديثه بينما يتأمل صغاره المشردين: اجتاح الحوثيين قرانا بعشرات الاطقم والمسلحين وبدأوا بطردنا والتمترس في بيوتنا ومزارعنا. صباح ذلك اليوم كنت استعد للذهاب إلى مزرعتي وكلي لهفة في انتظار موعد جني التمور الذي اقترب كثيراً، وفجأة انطلقت أصوات الرصاص في أنحاء القرية وتعالى صراخ النساء والأطفال، كان هناك قيادي من مليشيات الحوثي يقف ويأمر مسلحية بسرعة إخراج أهل القرية واستخدام القوة مع من يرفض منهم، وكانوا يفعلون ذلك دون مراعاة للنساء والأطفال، فغادر الجميع ولم يأخذوا معهم شيئا من اغراضهم وكنت انا وأسرتي واحدا منهم. غادرنا مكرهين سيرا على الأقدام لعدة كيلو مترات حتى وصلنا الى منطقة الطور غرب الدريهمي، قررنا البقاء هناك لنكون على مقربة من قريتنا لعلنا سنرجع اليها يوما ما، فقد كان أمل العودة ما زال يحدونا. أقمت لأسرتي بيتاً من القش، وكنا نرجوا أن يكون سنكا مؤقتا حتى انتهاء خطر المليشيات ونرجع الى بيتنا الأصل، إلّا أنّ لكن خطر الموت الحوثي لحقنا إلى مكان نزوحنا. يضيف الحاج حسن والدموع تنساب على خديه: اخترقت قذيفة حوثية سقف منزلنا القش وبعد دوي الانفجار، سمعت زوجتي تصرخ لإنقاذها، كان كان ولديّ الكبيرين قد خرجا مع أختهم الصغيرة الى جوار المنزل ولم يصابوا بأذى، كنت أجلس على مائدة الغداء انا وزوجتي وطفلتيّ جودة وفاطمة، وفجأة حدث ما يشبه الصاعقة الرعدية واختفت زوجتي وطفلتي وسط الغبار الكثيف، كان الصراخ يصل أذني ولا أستطيع النهوض من الأرض، ثم غبت الوعي ولم أفق الا بعد يومين في مستشفى "أطباء بلا حدود" في مدينة عدن. كنت وحيدا ولم يكن بجواري أحد من أهلي في المستشفى فظنّنت أنني الناجي الوحيد، كنت أبكي وأصرخ حتى جاءوني بفاطمة وجودة مصابتين ولكنهما بخير، ولا زالت وجودة تعاني من ضعف في نظرها بفعل الانفجار حتى الآن، كانت فرحتي كبيرة برؤيتهما، ولكن قلبي تحطم وأظلمت الحياة بوجهي عندما أخبروني أن أمهما استشهدت واختطفت روحها قذيفة الحوثي اللعينة، ليصبح أطفالي أيتاما ومشردين.آلاف القصص المأساوية الشبيهة بقصة الحاج حسن عمر وأطفاله كانت قذائف وألغام الحوثي سببا فيها، إذ لا يكاد يمر يوم في الساحل الغربي دون وقوع حادث أليم يروح ضحيته مواطن بريء أو أكثر بعد أن حول حقد المليشيات الحوثية الأرض إلى جحيم تحت أقدام أهلها البسطاء.
 

ذات صلة