استمرار حصار تعز يكشف نية الحوثي من الهدنة الأممية

  • تعز، الساحل الغربي، حسين الفضلي:
  • 11:13 2022/04/22

يوشك الشهر الأول من الهدنة اليمنية التي ترعها الأمم المتحدة على الانتهاء، وما تزال مدينة تعز تعيش وسط حصار خانق، بالرغم من أن فتح المنافذ وإنهاء الحصار عنها أحد أولويات الهدنة الأممية في اليمن، كون هذه المدينة محاصرة من قبل الحوثيين منذ بداية الحرب في البلاد.
 
على الرغم من تنفيذ الشرعية في اليمن لكل شروط الهدنة، وتقديم كل التسهيلات والتدابير اللازمة لسير الهدنة ابتداءً من الموافقة على فتح مطار صنعاء وتدشين الرحلات الجوية وفتح ميناء الحديدة لدخول السفن إليها، إلا أن جماعة الحوثي تتلكأ عن فتح الحصار عن تعز في ظل التجاهل الأممي.
 
معاناة مستمرة
 
تتعرض مدينة تعز لحصار حوثي مُطبق على مداخلها الرئيسة منذ بداية الحرب التي تشنها جماعة الحوثي الانقلابية على القوات الحكومية المعترف بها دولياً،حيث تسبب هذا الحصار بآلاف المآسي التي يعيشها المواطنون كل يوم في هذه المدينة.
 
يقول محمد محمود لـ"الساحل الغربي": أنهكنا الحصار الجاثم على المدينة، وكلفنا الكثير من الصعوبات من أجل الحياة، فالمواطنون في تعز تجثم عليهم المعاناة، بسبب الحصار الحوثي القائم على المدينة.. فالطرق مقطوعة، وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية ممنوع من قبل الحوثيين ما اضطر المواطنين لسلوك طرق وعرة وخطرة من أجل مواصلة العيش.
لم تكن الطرق وحدها ما يحاصر به الحوثيون مدينة تعز، فالحصار شامل لكل مناحي الحياة فيها، ناهيك عن حالات القصف والقنص للمدنيين بشكل شبه يومي وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة مما اضطر المواطنين للمجازفة بأرواحهم واتخاذ بدائل مخيفة للعيش في هذه المدينة المحاصرة.
 
مطالبات رسمية
 
تقدمت الحكومة الشرعية في اليمن بمطالبة رسمية بالتنفيذ الكامل لاتفاق الهدنة وفتح معابر مدينة تعز وإنهاء الحصار بشكل فوري عنها وقدمت كل التسهيلات اللازمة لذلك في الأسبوع الأول من سريان الهدنة، الأمر الذي لا تزال  تتلكأ فيه مليشيات الحوثي ولم تقدم أي تسهيلات، لتزيد ذلك بخروقات يومية للهدنة بمختلف جبهات البلاد.
 
في كلمته التي ألقاها بعد أداء اليمين الدستورية، تطرق الدكتور رشاد العليمي رئيس الجمهورية، إلى حصار تعز وامتناع الحوثيين عن تنفيذ الهدنة قائلاً: وافقنا على مقترح الهدنة، وقدمنا كل التسهيلات والتدابير الاستثنائية لذلك... لكن المليشيات الحوثية لا تزال تحشد مقاتليها ومعداتها الحربية وتقصف المدنيين في تعز وحيس وميدي وغيرها.
 
وأضاف العليمي، إن المجلس الرئاسي منذ اللحظة الأولى أكد بالموافقة على الهدنة بشكل متكامل وأن التدابير الاقتصادية والإنسانية مرهونة بالالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، ووقف الحصار عن تعز.
 
يوشك الشهر الأول من الهدنة على الانتهاء دون أي تسهيلات أو تدابير تقوم بها المليشيات الحوثية لفتح معابر مدينة تعز وإنهاء الحصار الجاثم عليها، "فالمليشيات الحوثية تمنعت حتى اليوم عن تسمية ممثليها في اللجنة الخاصة  لفتح معابر تعز وفقاً لاتفاق الهدنة"، بحسب رئيس المجلس الرئاسي.
 
بارقة أمل يحاصرها الحوثي
 
مثلت الهدنة اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة في اليمن بارقة أمل لليمنيين عامة ولأبناء تعز خاصة، حيث تتضمن الهدنة في أولوياتها إنهاء الحصار عن هذه المدينة، وفتح معابرها أمام المواطنين والمساعدات الإنسانية، لكن هذا الأمل لا يزال حبراً على ورق تتعمد جماعة الحوثي رفض تنفيذه بالرغم من تنفيذ كل ما تضمنته الهدنة من جانب الحكومة الشرعية.
 
في حديثه لـ"الساحل الغربي"، يقول هيثم صالح: "اتفاقية الهدنة في اليمن مثلت لنا فرحة كبيرة، قلنا إنها ستساهم بشكل كبير في تخفيف المعاناة التي نعيشها جراء الحصار في المدينة، لكن إلى الآن لم تحقق أي من أحلامنا". لا يزال أبناء هذه المدينة يتجرعون المرارة يومياً جراء الحصار الذي لا يزال قائما عليهم حتى اللحظة.
 
من جهته الأستاذ عمر سعيد، طالب بالتنفيذ الفوري للهدنة، مخاطباً الأمم المتحدة بسرعة الإيفاء بمحتوى اتفاقية الهدنة، كون إنهاء حصار تعز أحد أولويات الاتفاق. مطالب عمر كانت لسان حال جميع مواطني المدينة، فكل من التقينا بهم كرروا نفس المطالب.

ذات صلة