يونس.. طفل سلبته قذيفة حوثية أطرافه وأفقدته متعة الحياة

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/06/30

خاص - منبر المقاومة:"لن اعود كما كنت انا جثة بلا أطراف" هكذا بدأ الجريح الطفل يونس اسماعيل (12 عاما) حديثه لـ"منبر المقاومة".
 
يونس هو أحد ضحايا جرائم المليشيات الحوثية بحق المدنين بتعز وقد ودع حياته الطبيعية تاركا وراءه ذكريات تصنع لأسرته الدموع مع كل لحظة، ليتعايش مع حياته الجديدة حيث عجز ان يعود كما يشتهي بسبب شظايا قذيفة حوثية ملعونة، افقدته نصف جسده، في مساء يوم الجمعة الموافق 2/ 6 /2017م، ذهب يونس وهو يحمل في يده دبة ماء، لجلب بها لوالدته احتياجاتها من مياة السبيل، لكن المليشيات الحوثية كانت تترصد تحركات المواطنين لتستهدف التجمع البشري للأطفال بقذيفة هاون نهشت أجسادهم وبعثرت اشلائهم وهاجرت أرواحهم الطاهرة الى باريها. عرفت تلك المجزرة بمجزرة الماء، لتطوي صفحة بيضاء عنوانها “يونس روح أبناء الحي الذي يسكن فيه” والدة الطفل يونس إسماعيل تسرد لمنبر المقاومة قصة إصابة طفلها: سلبت الحرب مني زوجي قبل ذلك برصاصة قناص المليشيات استهدفته أمام المنزل بقرية الكنب بمديرية مشرعة وحدنان، لتخطف بعد ذلك ولدي وفلذة كبدي يونس! كان خارج يجلب ماء للاستخدام المنزلي وفي يده دبة ليضع فيها الماء، بعد إن ظل في طابور طويل، امام صهاريج السبيل بحي حوض الاشراف، للحصول علی الماء الذي لا نجده نتيجة الحصار التى تفرضه المليشيات على المدينة ومنع بوابير الماء من دخولها. بألم شديد تواصل حديثها: يونس كان بطابور الانتظار بجانب خزانات الماء والكثير من الأطفال هناك وقت ظهيرة يوم الجمعة لتسقط قذيفة اطلقتها مليشيات الحوثي لتشتت التجمع ويختلط الماء بالدماء، اضحوا أشلاء وضحايا ثمن قطرة ماء، لم اتمالك نفسي حين سمعت الانفجار كان قلبي يقول لي أن ولدي من بين الضحايا أسرعت وعقلي يسبقني، لم أعرف يونس من بين الضحايا وقد تلون جسده بالدم وتبعثرت أجزاء جسمه، جاء الإسعاف لنقل الضحايا إلى مستشفى الروضة بنفس اللحظة سقطت قذيفة ثانية إلى وسط الحارة واصيبت بها بنت عم يونس، حين شاهدت حالة يونس وكل أجزاء جسمه مبعثرة وأطرافه السفلى والعليا من المستحيل أن تعود، ودعت يونس وداعا أخيراً، وقلت من الصعب أن يعيش وهو بهذا الحال ، سكان الحي شاهدوا أن القذيفة لم تبعد عن يونس اكثر من مترين فكان اكثرهم تضرراً وأبلغهم خساره، ظل بالعمليات لساعات ثم انتقل الى غرفة العناية المركزة بالمستشفى، بترت أطرافه السفلى من فوق الركبة وبترت يده اليسرى وفقد النظر بعينه اليسرى. أحسست أنه فقد القدرة على النطق لكني أخطأت في ذلك لقد أصيب بحالة نفسية أكثر سوءاً بعد أن شاهد ملامح جسده وفقد أصحابه وأطفال حارته، لقد أصبح عاجزا على مشاركتهم اللعب كنت أحمله على الكرسي المتحرك لأخفف عنه ألم المعاناة لكن ذلك ضاعف حالته النفسية، وبعد أن استأنفت الدراسة، كنت أصر أن يعود لدراسته لكن حالته النفسية كانت أبلغ من ذلك فهو يرفض الحياة بشتى أنواعها. الآن وبعد أن تلقى العلاج النفسي والاجتماعي وتركيب أطراف صناعية بالخارج ورغم التحسن الكبير في سلوكياته اتجاه الآخرين تظل المجزرة الدموية منحوته في ذاكرته للابد، يقول الجريح يونس لمنبر المقاومة: خسرت أقدامي ولن تغنيني الأطراف الصناعية عنهم شي وان استطعت التحرك والمرور بها لن أنسى تلك الفاجعة التى سلبت حاضري ومستقبلي وحياتي.
 

ذات صلة