من الساحل الشرقي (5)- كابوس يعزل سقطرى عن البر اليمني خمسة أشهر.. حيل التجار تُفاقم الأسعار

  • سقطرى ، الساحل الغربي ، عبدالملك النمري :
  • 05:51 2022/05/17

يعتمد سوق سقطرى على ما تأتي به السفن من البر والبر اليمني بشكل رئيس، ولهذا قد يكون من المستحيل تناول فاكهة طازجة في الجزيرة، فالوصول عبر البحر يستغرق أياماً لا تقل عن ثلاث.
 
تكاليف إيصال البضائع تنعكس مباشرة على أسعار المنتجات في سوق حديبو وكذلك في باقي الدكاكين الصغيرة الموزعة في مناطق الجزيرة.
 
واعتماد سوق المحافظة على الاستيراد يتسبب أيضًا بحرمان السكان من بعض المنتجات التي تطلب ظروف تخزين خاصة قد لا تتوافر في السفن، لكن ما هو أسوأ أن الاستيراد يكون غير متاح بحلول فصل الخريف.
 
حيث تتوقف الملاحة البحرية إلى سقطرى ابتداءً من منتصف شهر مايو وحتى بداية شهر أكتوبر من كل عام؛ وذلك بسبب موسم هبوب الرياح، وهكذا تصبح الجزيرة معزولة كلياً عن العالم، إلا من رحلات الطيران، وحتى الطيران يتوقف إذا ما اشتدت الرياح.
 
من منتصف مايو وحتى مطلع أكتوبر يمتد موسم الخريف الذي يعزل الجزيرة عن الإمدادات
من منتصف مايو وحتى مطلع أكتوبر يمتد موسم الخريف الذي يعزل الجزيرة عن الإمدادات
 
بالنسبة للسقطريين يُعتبر "مقدم موسم الخريف بمثابة كابوس شديد الوطأة على معظم الأسر"، وفقا للإعلامي السقطري عبدالكريم بن قبلان.
 
ذلك لأن التجار ينتهزون حالة الانغلاق والعزلة وتوقف تدفق الإمدادات إلى الجزيرة لرفع أسعار البضائع، وقد لاح هذا العام مؤشر خطير على "الجشع التجاري"، حيث سجلت مادة "الأسمنت" أول ارتفاع عن سعرها المحدد قبل أسبوع من دخول الخريف فعلياً. كما قال بن قبلان.
وأضاف ، في مناشدة وجهها إلى السلطات المحلية والعليا، قائلاً: "هكذا خطوات استباقية ممنهجة أقدم عليها بعض التجار من خلال رفعهم لسعر مادة "الأسمنت"، وهذا ما لا يدع مجالاً للشك بأنهم قادمون مع الأيام على رفع أسعار المواد الغذائية وبشكل رهيب، بالإضافة إلى الإقدام على احتكارها".
 
وما الخطوة الاستباقية المفاجئة هذه، بحسب بن قبلان "إلا مؤشر يؤكد للجميع بأن نوايا هؤلاء التجار متجهة نحو هذا المسار الخطير إلا من رحم الله فيهم".
 
 
وتكمن خطورة هذا الارتفاع، يقول الصحفي السقطري، في أن "مستورد الأسمنت هو نفس المتعهد بتوريد مادة "الدقيق"، ومن الطبيعي أنه سيحصل عما قريب ارتفاع في مادة "الدقيق" في حال تم تمرير الارتفاع الذي أقدم عليه المورّد.
 
وينقل بن قبلان استياء الشارع السقطري من الغلاء المتزامن مع دخول (فصل الخريف)، محملاً السلطات في الجزيرة مسؤولية تلاعب التجار واحتكار واختفاء البضائع وارتفاع أسعار المواد الغذائية ومواد البناء نتيجة غياب هيبة السلطة والقانون والدور الرقابي. حد تعبيره.

ذات صلة