صناعة الموت.. ألغام الحوثيين تحول حياة المدنيين في الساحل الغربي الى جحيم

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/07/07

خاص – منبر المقاومةعلى طول الساحل الغربي نشرت مليشيات الحوثي حقول ألغامها بشكل كثيف وعشوائي، ما يشير الى ان المدنيون هم المستهدفون بصورة أساسية، إذ زرعت أغلب هذه الحقول المميتة في مناطق سكنية وطرقات عامة ومزارع وأماكن لا علاقة لها بأي أهداف عسكرية، وهو الامر الذي جعل عودة الحياة لهذه المناطق المفخخة أمرا بعيد المنال وحول الحياة فيها الى جحيم حقيقي.
 
وقد جعل هذا الاجرام الحوثي من اليمن البلد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط الذي تعرض لكارثة انتشار الألغام، فقد تصدّر قائمة الدول الأكثر من حيث حوادث انفجار الألغام على مستوى العالم في العام 2018 فقط، بحسب تقرير مركز جنيف الدولي لإزالة الألغام للأغراض الإنسانية، ما يشكل خطراً مستداماً على حياة المدنيين.وقد أشارت عدد من الإحصاءات التي نفذت منظمات محلية ودولية إلى قيام الحوثيين بزراعة أكثر من "مليون لغم أرضي وبحري" في الحديدة وحدها وقد تزايد نشاط المليشيات الحوثية في تصنيع المتفجرات والالغام بمساعدة خبرات إيرانية او تهريبها من ايران عبر ميناء الحديدة وفي النهاية يدفع المواطنون اليمنيون الثمن من أجسادهم بالإصابة، أو من أرواحهم بالوفاة.وكشفت تقارير حقوقية أن ضحايا الألغام الحوثية في اليمن "يتجاوز 10 آلاف ضحية"، أغلبهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى المسنين وأصحاب المهن والحرف كالصيادين والمزارعين، الذين يتخطّفهم الموت في كل خطوة يخطونها نحو فلاحة الأرض، وبحثاً عن أرزاق أسرهم في البحر.وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد أكدت في تقرير لها أن المئات من المدنيين سقطوا ما بين جريح وقتيل، في الساحل الغربي منذ منتصف 2017، بسبب الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون، والتي تسببت أيضا في منع منظمات الإغاثة من الوصول إلى المجتعات الضعيفة.وأشارت المنظمة إلى أنها وجدت أدلة على أنه بالإضافة إلى زرع الألغام الأرضية المضادة للأفراد، زرع الحوثيون الألغام المضادة للمركبات في المناطق المدنية، والألغام المضادة للمركبات المعدلة لكي تنفجر من وزن الشخص، والأجهزة المتفجرة يدوية الصنع المموهة على شكل صخور أو أجزاء من جذوع الأشجار.وبحسب تقرير صادر عن «مركز أبحاث التسليح في الصراعات» ومقره لندن، فإنه تم العثور على العبوات الناسفة على شكل صخور في اليمن، مشيرًا إلى أنها تحمل أوجه تشابه مع قنابل أخرى استخدمها حزب الله في جنوب لبنان، ومتمردون في العراق والبحرين، ما يُشير إلى بصمة إيرانية في صنعها، وهو ما يؤكد استمرار الدعم الإيراني لجرائم الميليشيا التي ترتكبها بحق المدنيين.كذلك من أشكال الألغام التي يقوم بزراعتها الحوثيون هو صناعة يدوية على شكل «كتل رملية» إذا كانت المنطقة جبلية أو رملية.ولا تزال المليشيات الحوثية تمتنع عن تسليم خرائط الألغام التي زرعتها في مناطق الساحل الغربي ليسهل نزعها بل تواصل، فوق ذلك، زراعة المزيد من ألغام وعبوات الموت لتحصد حياة المدنيين وتحول بينهم وبين العودة الى ديارهم التي هجرتهم منها.
 

ذات صلة