لوحة - غوستافو بيترو... وعبدالملك الحوثي!

  • أمين الوائلي
  • 06:37 2022/06/21

لسبب أو لآخر وبطريقة ما وجدتني مهتما بمتابعة نتائج الانتخابات الرئاسية المجالدة في كولومبيا من جولتها الأولى، والآن نتيجة الجولة الثانية أكدت فوز المرشح اليساري التقدمي غوستافو بيترو.
 
تكمن المفارقة أن بيترو قيادي سابق في ما سمي حركة حرب العصابات إم - 19 في مواجهة طويلة مع الجيش الكولومبي، قبل أن تذهب الأمور أخيرا إلى اتفاق سلام ومصالحة طوت سنوات طويلة ملأتها سيرة الحروب والتناحر الخرافي. 
لمرتين خاض بيترو الانتخابات الرئاسية وخسر. 
 
لم ييأس وانتظر وفي المرة الثالثة خاض السباق الرئاسي ليواجه في الجولة الثانية مسؤولا من بيت الدولة الكولومبية التقليدية ومقاولا ثريا، وهزمه.
 
صار بيترو رئيسا لكولومبيا وبلاد الأنديز، واختاره الشعب الكولومبي بمعزل عن كل ما قبل اتفاق السلام.
فيما مضى كشف بيترو أنه تعرض للتعذيب على يد الجيش عندما اعتقل لتورطه مع المقاتلين، واليوم صار القائد الأعلى للجيش ورئيس الشعب بأمر الشعب. قال في خلال الحملة الانتخابية إن فوزه المحتمل يجعل كبار قادة ومسؤولي الجيش يستعدون للتغيير. 
 
الرجل الذي يتجاوز الستين من عمره استقطب تأييدا متزايدا في ثلاثة سباقات رئاسية، وتقول الاستطلاعات إن غالبية مؤيديه هم من الشباب. عدا عن أنه تخاطب وقضاياهم وخاطب معاناة جيل وإحباطاته وأحلامه، فقد كانت ابنته الشابة إلى جواره دائما بابتسامة ساحرة طاقة إيجابية مرجحة؛ قريبة من عدسات الصحفيين والإعلام وقريبة من جيلها. تواجدها لوحده جوار أبيها رسالة كافية، رسالته لجيل كامل ولقوة ناخبة مرجحة.
 
أقتبس من رويترز: "قال حارس الأمن بيدرو فارغاس ، 48 عامًا ، في جنوب غرب بوغوتا صباح الأحد: "اليوم سأصوت لابنتي - لقد بلغت 15 عامًا قبل أسبوعين وطلبت هدية واحدة فقط: أن أصوت لبترو".
وأضاف فارغاس ، الذي قال إنه لم يصوت أبدًا: "آمل أن يحقق هذا الرجل آمال ابنتي ، فهي تؤمن كثيرًا بوعوده".
 
لا يجب أن استرسل. ما لنا ولأمريكا اللاتينية؟
لكن... لنا، هناك فائدة دائما.
من يؤمن بالتغيير وبالشعب لن يعدم السبيل ليصنع الفارق بدون اي سلاح أو عصابة أو ادعاءات واعتداءات ولصوصية ودجل لاستباحة دماء ورقاب الناس وأموالهم وبلادهم كنائب مفوض ومفروض من سلطة غيبية انتخبته وانتهى الأمر هناك. 
لا تنتهي الحروب إلا بانتهاء أسبابها وتحكيم الشعب والاحتكام لإرادته وخياراته.
 
لا سبيل آخر، ولا يمكن لقوى وإرادات وعصابات خارجية ودولية أن تستخلص اليمن من اليمنيين خالصة لعصابة ويكون السلام ومعناه الوحيد هو هذا وإعلان الغلبة للحرب والعصابة ومساعدة الشعب على التمتع بمزايا الاستسلام والعبودية والمساعدات الغذائية وفضلات موائد المانحين التافهين.
 
تحت جزمتي وجزمة كل يمني خطط وأجندة ودعارة المانحين والمبعوثين والمنتديات والندوات والقرارات والإرادة الدولية..
ويلحق بهم أولئك النفر من الأجراء الذين يتنقلون من مؤتمر وتجمع وندوة ووليمة ودعارة سياسية لأخرى بزعم أنهم يمثلون قطاعات ومكونات الشعب اليمني، هيهات يا نكرات.
تحت جزمة الشعب اليمني.

ذات صلة