«اليمن - ستوكهولم2».. إعلان الفشل انتهى بنجاح: «الحوثي رفض» و «تنازلات الشرعية التزامات»

  • عدن ، الساحل الغربي ، كتب / أمين الوائلي :
  • 12:56 2022/06/24

كل شيء ماض حسب الخطة، وقد يُعلن قريبا جدا عن مفاوضات أو مشاورات مباشرة في السويد أو الكويت أو سويسرا أو مسقط أو ربما في طهران. من يدري؟
 
مطلع الأسبوع كنا عنونا ونشرنا "الهدنة لم تعد معنية بحصار تعز" و"مفاوض حكومي: انتهى الدرس في عمَّان". نهاية الأسبوع تقول مصادر المبعوث والحوثي إن بيضة الديك أو الرد المنتظر قد ورد. بالرفض. كما توقعنا، الهدنة ليست إلا نسخة مكرورة من صفقة ستوكهولم . "ستوكهولم 2".
 
لا مفاجآت يمكن التعاطي معها أخباريا وإعلاميا موضوعيا ومضمونيا كما لو كانت هناك معطيات جديدة تكشفت ومتغيرات تلزم عنها تتبع في الحال سياسيا وعسكريا.
 
أن يقال الآن فقط - ويزيد البعض (وأخيرا) - أعطى الحوثي الرد المنتظر، على مقترح غروندبرغ المعدل والجزئي والشكلي تقريبا ولا يكفل في الحد الأدنى إلا فتحا جزئيا لطريق واحد ومعبر يتيم، وكان الرد بالرفض، فإن الإعلام ينغمس هو الآخر - وحتى الآخر- في اللعبة المفضوحة، ورغم كل شيء يجرب أن يبدو متفاجئاً ومندهشاً في صيغة وصياغة العناوين والمضامين.
 
من وقت مبكر قلنا وكررنا إن اللعب لطالما كان على المشكوف: التنازلات من طرف واحد والالتزامات والتعهدات من طرف واحد، والضغوط الخارجية والدولية والإقليمية استهدفت طرفا واحدا، وإن اللاعبين السياسيين المغردين في معسكر الشرعية يفعلون الذي يجيدونه وكانوا يفعلونه باستمرار وليس إلا الكذب على الجمهور والرأي العام والتظاهر بالاستياء والتنديد والغضب. من باب القيافة يلزم أن نقول أيضا وبدورنا إنهم لا يكذبون عندما يكذبون، ولكنهم فقط يتجملون!
 
ثمة تقرير مواكب بعنوان لافت، حيث قرر المبعوثان في استخلاصات للشرق الأوسط، إن التنازلات ليست تنازلات ولكنها التزامات. أو إن الالتزامات ليست تنازلات. وإن التطورات في اليمن غير مسبوقة (..) خلال الأشهر الثلاثة أو أقل الأخيرة. خلال الهدنة. لا حديث عن التزامات الانقلابيين ومليشيات إيران!
 
يمنيا، هناك تفسير وحيد يصدق على هذا، فإن التنازلات التي أعطيت ودون مقابل هي غير مسبوقة بالفعل!
 
الرفض كان هو الإعلان الوحيد والموقف الرسمي الصريح والواضح والمعلن قوليا وفعليا من قبل الحوثيين منذ بداية الهدنة في أبريل / نيسان وانتقالا إلى الحصة الثانية وشهرين إضافيين بداية من يونيو/ حزيران، لا فتح لطرقات ومعابر تعز وغيرها.
 
النتيجة كانت دائما تساوي صفرا. حصار تعز ممنوع حوثيا من النقاش بصورة جدية، فضلا عن رفع الحصار أو بعضه. جولتا مفاوضات عمَّان برعاية مبعوث تقسيط الفشل كانتا تحرثان في هواء وتقتلان الوقت ليس إلا، تصريفا تكتيكيا للغضب والاستياء الشعبيين بالحد الأقصى، أما الموقف فكان قد حسم وعُلم سلفا وتقرر لدى الجميع (وتعني الجميع بلا استثناء). 
 
عمليات التقسيط الإعلانية في تقديم الرفض الحوثي لما سمي خطة أو مقترحا ابتكره المبعوث الأممي لترقيع خرق الهدنة ومفاوضات فتح الطرقات كانت هي الأخرى مفضوحة؛ منذ جولتي عمَّان وقبل وخلال وبعد زيارة المبعوث لصنعاء وتحليقه إلى نيويورك لإحاطة مجلس الأمن، وقال إنه ينتظر الرد من صنعاء وقلنا عشيتها إنه سيقول.. وقلنا بعدها إنه قد حصل على الرد مبكرا وإنه يقسط الإعلان عن الفشل بما أنه يعتبر ما يحدث نجاحا يشاد به في العواصم واللقاءات والتصريحات والخطابات.
 
..ثم طار إلى ستوكهولم حيث استُحدث مسار جانبي بالمرة باسم منتدى اليمن حضره الجميع وكثير أسماء وجهات - إلا اليمن واليمن الرسمي/ الشرعي أو الشرعية هو من غاب أو غُيب عن قصد.
 
خلال الأسبوع أيضا انخرط الوزير بن مبارك في لقاءات، في أوسلو خصوصا، مع مسؤولين أمميين وغربيين، قالت أخبار موقع الوزارة و وكالة سبأ، إن معاليه كان يؤكد رفض الحوثي تنفيذ التزامات الهدنة وخصوصا حصار تعز، ويأسف أو ينبه لما قد يكون لهذا الأمر من تأثير على جهود "إطلاق عملية سياسية."
 
كل شيء ماض حسب الخطة. لا شيء تغير أو تأثر، الهدنة والحصار والتصعيد والخروقات والتجنيد والتسللات والتحشيد والهجمات الحوثية وشحنات الوقود تتدفق عبر الميناء والرحلات تستمر عبر المطار، وخطط إطلاق عملية سياسية ماضية. و "التنازلات ليست تنازلات".
 
وقد يُعلن قريبا جدا عن مفاوضات أو مشاورات مباشرة في السويد أو الكويت أو سويسرا أو مسقط أو ربما في طهران. من يدري؟.
 

ذات صلة