بايدن كان يعتقد أنه يحمل ما لا يحب زعماء المنطقة سماعه فسمع ما لا يعجبه - "العرب"

  • العرب - الأحد 2022/07/17
  • 02:19 2022/07/17

بايدن لم يحمل إلى جدة أفكارا واضحة واعتمد خطابا فضفاضا 
 
جدة – في خضم أزمات عالمية كبرى تهدد الناس أمنيا وغذائيا وفي مجال توفير الطاقة، سيسأل القادة المجتمعون أنفسهم قبل الرئيس الأميركي جو بايدن: هل جئت لإلقاء محاضرة عن خطورة تكرار حادثة قتل خاشقجي، في إشارة إلى الفارق الكبير بين اهتمامات الرئيس الأميركي، وبين اهتمامات الزعماء الحاضرين الذين باتوا يفكرون في قضايا أكبر.
 
وتعودت الدول العربية على عمل اللوبيات منذ سنين، لكن أن يصبح الرئيس نفسه الناطق بلسان اللوبيات فهذا يعني افتقادا كاملا لكل نظرة استراتيجية للتعامل مع معطيات خطيرة في المنطقة والتمسك بمفردات الدعاية التي كانت تترك لممرات الكونغرس والخارجية الأميركية.
 
 
وقال متابعون للشأن الخليجي إن بايدن يفترض أن يأتي إلى جدة حاملا خططا ومقترحات للتعاون الاقتصادي والعسكري بين واشنطن وحلفائها الاستراتيجيين في الشرق الأوسط، لكن بدلا من ذلك حرص على التحدث بصياغات عامة وفضفاضة عن قضايا ثانوية حتى بدا وكأنه لا يعرف القادة الذين يحضرون القمة والقضايا التي يدافعون عنها.
 
 
ولم يحقق حديث الرئيس الأميركي عن أن بلاده “تستثمر في بناء مستقبل إيجابي في المنطقة، بالشراكة معكم جميعا، والولايات المتحدة لن تذهب بعيدا”، أيّ تفاعل لدى الحاضرين، فالعلاقة التي تم شرخها مع الخليجيين بنقل الدفاعات الأميركية إلى جنوب شرق آسيا لا يتم لأمُها بالصياغات الفضفاضة عن أن واشنطن “لن تذهب بعيدا” بل بإعلان خطوات عملية.
 
وأشار المتابعون إلى أن جولة بايدن أريد لها من البداية أن تأخذ البعد الاستعراضي سواء في التصريحات أو في استباق نتائج قمة جدة وافتراض نتائج تظهر بايدن وكأنه الآمر الناهي، وأن دول الخليج ليست لها مواقف ومصالح تدافع عنها.
 
وتقول إدارة بايدن إنها تريد الترويج لـ”رؤية” جديدة للشرق الأوسط تقوم على الحوار والتعاون الاقتصادي والعسكري، مدعومة بمحاولات لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية.
 
لكن ذلك لم يمنع بايدن من التأكيد على أنّ الولايات المتحدة “لن تتسامح مع محاولة دولة واحدة الهيمنة على دولة أخرى في المنطقة من خلال التعزيزات العسكرية أو التوغل أو التهديدات”، في إشارة خصوصا إلى إيران التي يتّهمها جيرانها بمحاولة زعزعة استقرار المنطقة.
 
وأعلن بايدن خلال اللقاء عن مساعدة أميركية بقيمة مليار دولار للأمن الغذائي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسط تصاعد أزمة الغذاء على وقع الحرب في أوكرانيا.
وفشل رهان بايدن من الزيارة بشأن الحصول على وعود بزيادة كبيرة في إمدادات النفط، فقد قال وليّ العهد السعودي إنّ أقصى ما تقدر عليه بلاده السعودية هو زيادة مستوى طاقتها الإنتاجية إلى 13 مليون برميل نفط يوميا بحلول 2027، وبعد ذلك “لن يكون لدى المملكة أيّ قدرة إضافية لزيادة الإنتاج”.
 
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، السبت، إن القمة الأميركية – العربية لم تناقش النفط وإن أوبك + ستواصل تقييم أوضاع السوق والقيام بما هو ضروري.
 
وأضاف الأمير فيصل في مؤتمر صحافي “لم تجر مناقشة النفط في القمة” مضيفا أن هناك مناقشات مع الولايات المتحدة والدول المستهلكة بشأن النفط طوال الوقت.
 
وقال مسؤولون أميركيون إن الرئيس جو بايدن سيناقش أمن الطاقة مع زعماء دول الخليج المنتجة للنفط ويأمل في أن تقوم مجموعة أوبك+ باتخاذ المزيد من الإجراءات لتعزيز الإنتاج ولكن من غير المرجح صدور أيّ إعلانات ثنائية من هذه المحادثات.
 
وترغب الولايات المتحدة في أن تضخ السعودية وشركاؤها في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) كميات أكبر من النفط للمساعدة في خفض أسعار النفط الخام .
 
ويعتقد المراقبون أن بايدن كان مهموما بالتفاصيل الصغيرة مثل قضية خاشقجي وقد كان يفكر فقط بأصوات أنصاره والمزايدين بقضية خاشقجي للضغط على السعودية، ما اضطر الأمير محمد بن سلمان إلى محاججته باستفاضة في الموضوع.
 
وأشار المراقبون إلى أن قضية خاشقجي قضية ثانوية كان يفترض البت فيها قبل الزيارة، بدل أن يتفاجأ الرئيس الأميركي بوليّ العهد السعودي وهو يقدم له الدروس بشأن حوادث شبيهة قامت بها الولايات المتحدة في مناطق مختلفة من العالم ولم يتم تضخيمها ولا وضعها ورقة ابتزاز بين الدول.
 
ولفت هؤلاء إلى أن بايدن يعتقد أنه كان يحمل ما لا يحب زعماء المنطقة سماعه فإذا هو يكتشف أن ما سيسمعه في قمة جدة وعلى هامشها لن يعجبه سواء ما تعلق بخاشقجي أو العلاقة مع إيران أو موضوع النفط.
 
وقال بايدن الجمعة إنه أبلغ الأمير محمد بأنه يحمّله مسؤولية مقتل خاشقجي الصحافي في “واشنطن بوست”، بعد فترة وجيزة من تبادل التحية.
 
ونقل مسؤول سعودي أن الأمير محمد بن سلمان أبلغ بايدن بأن السعودية تحركت للحيلولة دون حدوث أخطاء مثل قتل خاشقجي، لكن الولايات المتحدة ارتكبت أخطاء أيضا.
 
وقال ولي العهد “مثل هذه الحادثة تحدث في أيّ مكان في العالم، كما أنه في نفس العام الذي حدثت فيه هذه الحادثة المؤسفة، قُتل صحافيون آخرون في أماكن أخرى من العالم، كما قامت الولايات المتحدة أيضا بعدد من الأخطاء كحادثة سجن أبوغريب في العراق وغيرها من الأخطاء”.
 
ونقل البيان عن الأمير محمد قوله إن جميع الدول في مختلف أنحاء العالم، وخاصة الولايات المتحدة والسعودية، لديها العديد من القيم التي تتفق بشأنها وأيضا عدد من القيم التي تختلف فيها.
 

 

ذات صلة