النازحون اليمنيون.. مأساة مستمرة.. !؟

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/03/16

كتب/ أحمد عبدالإله.. تستمر المآسي في مُلاحقة اليمنيين أينما حلوا. حرق خيم النازحين في الشتاء، وموت البعض في الصقيع، لا يختلفان عن فصل الصيف وموجة ارتفاع درجات الحرارة، التي تسببت باحتراق عشرات المخيمات في منطقة الساحل التابعة لمديرية الخوخة جنوبي الحديدة.
 
توفي طفلان حرقاً وأصيب 15 شخصاً بحروق، إضافة إلى آخرين أصيبوا بالاختناق. وتسبب الحريق بتشريد المئات من المخيمات فتداعت الهيئات الإنسانية والإغاثية، إلى التفتيش عن آلية لإيواء النازحين المُشردين.يُضاف إلى الخسائر البشرية، خسائر مادية جسيمة بعدما أتت النيران على جميع ممتلكات سكان المخيم. كما طاولت النيران الأوراق والمزارع، فأتت عليهما بالكامل.ورغم ذلك، تستمر الحكومة اليمنية بسياسة دفن رأسها في الرمال، متعمدة إبقاء ملف النازحين اليمنيين قنبلة موقوتة، يتضرر منها النازحون بالدرجة الأولى.ورغم توفر ظروف عودة عدد كبير منهم إلى أماكنهم أعلنت الأمم المتحدة الأسبوع الفائت بنزوح أكثر من 250 ألف نازح يمني نتيجة للأعمال العدائية المستمرة في شمال اليمن، فيما ترفض الحكومة البحث في أي خطة لتشجيعهم على العودة إلى ديارهم، علماً بأن الحكومة نفسها لا تمل من الشكوى من قلة المساعدات التي تصلها من المجتمع الدولي لإعانة النازحين الذين يعانون من ظروف إنسانية كارثية.محاولة إطفاء حريق المخيم استمرت نحو ثلاث ساعات، في ظل خشية من تمدده إلى أماكن قريبة.وعملت الفرق على نقل المصابين إلى مستشفيات المنطقة. كما حضرت القوى الأمنية وباشرت التحقيق عن أسباب الحريق.ويسأل سكان المخيم بقلق عن مصيرهم، وما إذا كان سيسمح لهم بإنشاء مخيم جديد لهم. من جهتها، أشارت منظمات إنسانية أنّها تابعت الموضوع مع كل الهيئات الإنسانية والإغاثية العاملة في ملف النزوح.ودفع التصعيد بين الطرفين المتقاتلين منذ كانون الثاني/يناير بـ 250 ألف شخص إلى النزوح من المنطقة وخصوصاً مارب والجوف باتجاه مناطق أكثر أمناً شرقًا، وفق الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها. وبين هؤلاء، 50 ألفاً فروا بين 15 و19 كانون الثاني/يناير، غالبيتهم من غرب الجوف.ولجأ كثيرون إلى مناطق شمال المحافظة بينها مدينة الحزم ومحيطها، إلا أنهم أجبروا مجدداً على النزوح مع اقتراب التصعيد العسكري منها.وتدور اليمنية منذ آذار/ مارس 2015، بين القوات الحكومية من جهة، والحوثيين من جهةً ثانية، دون تحقيق أي طرف تقدم ملموس على الأرض. وتسبب النزاع اليمني الذي يوشك على إتمام عامه الخامس بمقتل وتشريد مئات الآلاف من المدنيين والعسكريين ـ بحسب الأمم المتحدة. وإضافة إلى الضحايا، لا يزال هناك 3,3 ملايين نازح، فيما يحتاج 24,1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، الى مساعدة، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حاليا.
 

ذات صلة