حين يصحو الشعب

  • عبدالله البردوني
  • 05:57 2022/12/07

جمادى الآخر 1379 ه ، قيلت هذه القصيدة قبل الثورة بثلاث سنوات . 
 
أعذر الظلم و حمّلنا الملاما
نحن أرضعناه في المهد احتراما 
 
نحن دلّلناه طفلا في الصبا
و حملناه إلى العرش غلاما 
 
و بنينا بدمانا عرشه
فانثنى يهدمنا حين تسامى 
 
و غرسنا عمره في دمنا
فجنيناه سجونا و حِماما 
 
        ***
 
لا تلم قادتنا إن ظلموا
و لم الشعب الذي أعطى الزماما 
 
كيف يرعى الغنم الذئب الذي
ينهش اللّحم و يمتصّ العظاما 
 
قد يخاف الذئب لو لم يلق من
نابِهِ كلّ قطيع يتحامى 
 
و يعفّ الظالم الجلّاد لو
لم تقلّده ضحاياه الحساما 
 
لا تلم دولتنا إن أشبعت
شره المخمور من جوع اليتامى
 
نحن نسقيها دمانا خمرة
و نغنّيها فتزداد أواما 
 
و نهنّي مستبدا ، زاده
جثث القتلى و أكباد الأيامى 
 
كيف تصحو دولة خمرتها
من دماء الشعب و الشعب الندامى ؟ 
 
              ***
 
آه منّا آه ! ما أجهلنا ؟ !
بعضنا يعمى و بعض يتعامى 
 
نأكل الجوع و نستسقي الظما
و ننادي " يحفظ الله الإماما " 
 
سل ضحايا الظلم تخبر أنّنا
وطن هدهده الجهل فناما 
 
دولة " الأجواخ " لا تحنو و لا
 تعرف العدل و لا ترعى الذماما 
 
تأكل الشعب و لا يسري إلى
 مقلتيها طيفه العاني لماما 
 
و هو يسقيها و يظمى حولها
 و يغذّيها و لم يملك طعاما 
 
تشرب الدمع فيظميها فهل
 ترتوي ؟ كلّا : و لم تشبع أثاما 
 
عقلها حول يديها فاتح
فمه يلتقم الشعب التقاما 
 
         ***
 
يا زفير الشعب : حرّق دولة
 تحتسي من جرحك القاني مداما 
 
لا تقل : قد سئمت إجرامها
 من رأى الحيّات قد صارت حَماما ؟ 
 
أنت بانيها فجرّب هدمها
  هدم ما شيّدته أدنى مراما 
 
لا تقل فيها قوى الموت و قل :
 ضعفنا صوّرها موتا زؤاما 
 
            ***
 
سوف تدري دولة الظلم غدا
 حين يصحو الشعب من أقوى انتقاما 
 
سوف تدري لمن النصر إذا
 أيقظ البعث العفاريت النياما 
 
إنّ خلف اللّيل فجرا نائما
 وغدا يصحو فيجتاح الظلاما 
 
و غدا تخضرّ أرضي ، و ترى
 في مكان الشوك وردا و خزامى
 

ذات صلة