تفخيخ المناهج الدراسية.. إستراتيجية حوثية لنشر الطائفية و إستقطاب النشء نحو أفكارها الدخيلة

  • الساحل الغربي - خاص

تعز - منبر المقاومة - عبدالصمد القاضياقدمت مليشيات الحوثي على إجراء عمليات تغيير واسعة للمناهج الدراسية، في المناطق الخاضعة لسيطرتها بهدف غسل عقول النشء لخدمة توجهاتها وتنفيذ أهدافها في أدلجة المناهج الدراسية من خلال إستقطاب الطلاب الصغار نحو أفكارها ونهجها الفكري والسياسي الدخيل عن المجتمع اليمني.
 
هدف مليشيا الحوثي من ذلك، هو هدم الحاضر وتلغيم المستقبل بزراعة الأفكار الطائفية والجهادية  في عقول الأطفال والشباب، ولذا أقدمت منذ احتلالها صنعاء أواخر العام 2014 على تغيير المناهج الدراسية خصوصا مرحلة التعليم الاساسية، إضافة لالزام رؤساء الجامعات بإقرار مواد تتضمن مبادئ الطائفية والعقائدية الجهادية، أسوة بالتظيمات الإرهابية الدولية كطالبان وداعش، حيث استبدلت النشيد الوطني بشعارات جهادية مرتبطة بها بهدف   تجريف الهوية اليمنية وتاريخها ومحطات النضال الوطني وأبرزها ثورة 26 من سبتمبر.من ضمن الخطوات التي أقدمت عليها المليشيا لتغيير القطاع التعليمي، هو تغيير. مدراء المدارس، ومدراء مكاتب التربية على مستوى المحافظات والمديريات، فيما شكلت وزارة التربية والتعليم التابعة لها لجان إشرافية لمراقبة تنفيذ خططها من خلال نشر أفكارها المستوردة، لإستدراج الأطفال وطلبة المدارس والمعاهد والزج بهم إلى جبهات القتال بدافع إرهابي.بحسب مصادر مطلعة فقد تجاوز عدد المجندين من فئات الأطفال أكثر من 30 الف طفل، من مختلف المحافظات، ذلك الرقم المهول فاقم مخاوف الآباء من مصير أطفالهم في ظل استمرار سيطرة المليشيات الحوثية على المؤسسات التعليمية وانتهاجها للفكر الطائفي في المناهج التعليمية. ففي العام 2017 أقدمت على تغيير مناهج الصفوف الأولى، من الصف الأول حتى الثالث، كان أبرزها القراءة المصورة، والتي تتضمن  تمجيدا لكهنة العصر، مما أثر بشكل كبير على عقول الأطفال، ورسخ فيهم سلوك مكتسب لتمجيد قيادة المليشيات، من خلال إجراء تعديلات في مناهج التاريخ والكتب الدينية في مختلف الصفوف، من أجل إشباع غريزتها في تأجيج الطائفية والمذهبية المقيتة وخلق نزاعا فكريا يعمل على تمزيق النسيج الإجتماعي وتفكيك روابط المجتمع اليمني.التوجهات الحوثية، جذبت عددا من الطلبة إليها وجعلتهم يؤمنون بفكرها الطائفي، ذلك كان ثمار التعبئة الفكرية الخطيرة التي تعمل عليها منذ احتلالها للعاصمة صنعاء أواخر العام 2014 .من أولئك الطلاب أسامة ذو الثامنة عشر عاما، إذ انتقل من مدرسة الحمراء الأساسية بحي شميلة إلى ثانوية جمال عبدالناصر ليكمل تعليمه الثانوي لما عرف عن تلك المدرسة من إنظباط تعليمي مشهود به.ولبعد المكان، ضعفت الرقابة الأسرية على الشاب وبدأ بعد عام يتغير مستوى تفكيره بعد أن حفظ ما يسمى بالملازم وحضوره بشكل مكثف للندوات والمحاضرات الطائفية بفصول جانبية بالمدرسة بدلاً من الحصص اليومية.عندما تشبع أسامة بالأفكار الحوثية قرر الذهاب للقتال إلى جانب المليشيات وعزم على التوجة إلى الجبهة رافضا كل محاولات أسرته ثنيه عن ذلك بل أن القيم التي كان يتميز بها اختفت وحل بدلا عنها  عدم الإحترام لأفراد أسرته، وكان رده دائما  قال السيد!! .يقول والده لمنبر المقاومة هذه الأيام أرافقه ذهاباً وإياباً لحضور الإمتحانات، خشية أن يهرب مع مشرفي المليشيات، الى الجبهات مثلما يحدث مع الكثير من الأطفال والشباب دون الرجوع لأسرهم.بحسب توصيف الباحث اليمني ثابت الأحمدي، فإن المليشيات تسعى ليكون كل طفل مشروع قاتل أو مقتول وأن جوهر الخلاف بين الشعب اليمني والحوثيين هو خلاف وتباين ثقافي فلا ثقافتهم ثقافتنا ولا هويتهم هويتنا، ولا معتقدهم معتقدنا.يضيف الأحمدي لمنبر المقاومة، يؤمنون بثقافة مزورة أصولها فارسية، ويعتقدون الخرافات والأباطيل، ويفضلون إيران على اليمن، ومن هنا كان التقاطع، فالمناهج المدرسية إحدى المدخلات الثقافية التي تصبغ شخصية الطفل من وقت مبكر وتحدد ملامحه وتفخيخها بالثقافة الإمامية يجعل من كل طفل مشروع قاتل أو مقتول، نظرا للفكر المشوه الذي تتضمنه هذه المناهج. ويمضي الأحمدي قائلا إذا كان مجموع ملازم الصريع حسين الحوثي قد أثرت على بعض الشباب الذين انحرفوا عن النظام الجمهوري برمته فإن تأثير المناهج المدرسية النظامية أكثر بعد أن سيطرت هذه الجماعة على الدولة.ويحذر الأحمدي عن المخاطر المستقبلية بقوله: تكمن خلف ذلك العزو الفكري في المناهج الدراسية آثار كارثية، تتلخص في نشوء جيل منحرف العقيدة مشوه الثقافة مختل الفكر يمثل خطورة على دينه ووطنه وأمته، ذلك ان الايديولوجيات تصبغ أفرادها بصبغة العقائدية الحربية، والفكر الجارودي حربي بطبعه وتطبعه، فنحن أمام قنبلة حقيقية تنتظر اليمنيين وقد ينتج عنها انفجارات عقائدية متراكمة مستقبلا.اما عبد الواسع شداد مدير مكتب التربية بتعز  يقول لمنبر المقاومة، أن عدد الطلبة الوافدين من خارج المدينة زاد بنسبة كبيرة خصوصاً في الثلاث السنوات الأخيرة من الحرب والسبب أن الأسر تفر من مناطق سيطرة المليشيات خشية على أطفالها من الأفكار الهدامة. يضيف، بعد دراسات ميدانية قام بها باحثين في قسم الارشاد والتوجية التربوي، تبين أن هروب الأسر من مناطق الحوثي جاء بعد اضطرابات نفسية عانا منها الطلاب نتيجة بث الطائفية والتأثير بشكل كبير على سلوكياتهم.
 

ذات صلة