في صحف إيران: عزلة خامنئي و "تآكل الخواص"

  • ايران اينرنشينال
  • 10:02 2023/01/01

يبدو أن المرشد الإيراني، علي خامنئي، بات يعيش عزلة في الداخل بعد العزلة الدولية المفروضة على البلاد، فعلى صعيد الداخل يعيش خامنئي وحيدا بعد أن قلل كثير من الشخصيات الدينية والسياسية من الثناء المفرط عليه.
 
وساد الصمت عن مدح المرشد في كثير من الحالات بعد ان كان النظام وقياداته العليا يتوقعون مساندة رجال الدين والسياسيين للمرشد خامنئي الذي يعد المستهدف الرئيسي من الاحتجاجات في البلاد، والتي لا تنفك عن وصفه "بالديكتاتور" و"الظالم" و"العدو" و"صاحب الحكم الباطل"، وتتوعده بالثأر والانتقام.
 
ووصفت صحيفة "توسعه إيراني" هذا الإحجام من قبل هؤلاء الشخصيات بـ"تآكل الخواص" في المستويات العليا والدنيا من منظومة الحكم في إيران. وكان المرشد علي خامنئي هو من أطلق وصف "الخواص" على عدد من الشخصيات السياسية البارزة أثناء احتجاجات عام 2009 عندما وصف بشكل ضمني شخصيات مثل محمد خاتمي وهاشمي رفسنجاني وناطق نوري بأنهم "الخواص المفتقدون للبصيرة"، بسبب موقفهم المعارض لموقف المرشد من أحداث 2009.
وعلى صعيد غير بعيد هاجمت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد خامنئي عددا من الصحف ووسائل الإعلام الداخلية مثل "اعتماد" و"شرق"، بسبب إجراء هذه الصحف مقابلات مع عوائل المتظاهرين ومن صدرت أحكام الإعدام بحقهم، متهمة وسائل الإعلام هذه بأنها تدعم "الأشرار، ومثيري الشغب، والقتلة".
 
أما صحيفة "اطلاعات" فانتقدت النظرة المعتمدة من قبل النظام في إيران والتي يقسم بموجبها المواطنين إلى "مع" أو "ضد"، اعتمادا على مواقفهم وآرائهم الشخصية، وهو ما يساهم في زيادة الشرخ وفقدان الانسجام بين الإيرانيين.
 
"اعتماد": الثقة بين الشعب والنظام لن تعود بسهولة
 
في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" الإصلاحية قالت الناشطة السياسية آذر منصوري إن جدار فقدان الثقة بين الشعب والنظام في إيران لا يمكن إعادة بنائه بهذه السهولة، مشددة على خطورة وصف الاحتجاجات بأعمال الشغب وأكدت أن اعتماد هذا الأسلوب من قبل المسؤولين ومحاولة ربط الاحتجاجات بالخارج لن يؤدي إلا إلى مزيد من الغضب الشعبي العام والضغينة تجاه النظام.
 
وأضافت منصوري: "احتجاجات أبناء الشعب الإيراني انطلقت ضد الفشل الذي لا يمكن إنكاره وكذلك ضد سياسات التمييز والإهانة والإساءة التي يمارسها البعض تجاه أبناء الشعب".
 
وأشارت منصوري إلى دعم الفنانين والرياضيين للاحتجاجات ووقوفهم بجانب الشعب، وقالت إن هذا الأمر يؤكد حقيقة واحدة وهي أن المتظاهرين لم يعد لديهم أي أمل في تحقق مطالبهم وباتوا يرون اللاعبين في المشهد السياسي غير قادرين على لعب أي دور إيجابي في إصلاح مشاكل البلاد.
 
وختمت الناشطة بالقول إن على النظام كأول خطوة في سبيل إصلاح وحل مشاكل البلاد، التوقف عن إصدار الأحكام المشددة وإعدام المتظاهرين والتي أصبحت تجسيدا للعنف الممنهج الذي يمارس في إيران.
 

ذات صلة