ملف خاص - لماذا "الكدحة - البيرين" انتصار تعز على الحصار؟.. قصة "هيجة العبد": شريان حياة محفوف بالموت (تحقيق مصور)

  • الساحل الغربي، ملف خاص، ضيف الله الصوفي:
  • 08:31 2023/01/26

  • طريق الكدحة تعد تحديًا للحصار الذي تعيشه تعز باعتبارها شريان حياة جديداً للمدينة
  • هيجة العبد.. الطريق إلى الموت.. من المسؤول؟!
من الثامنة صباحًا، وحتى الخامسة مساء الأربعاء الماضي، كانت هي المدة الزمنية التي قطعها الشاب أصيل عبدالله بدءًا من مدينة تعز، وصولًا إلى العاصمة المؤقتة عدن.. رحلة مليئة بالمخاطر والمتاعب، يكاد المسافر أن يقف في منطقة الوسط، بين الحياة والموت خصوصًا عند اقترابه من هيجة العبد، والعبور بطريق سائلة المقاطرة التي تضاعف حجم المعاناة لدى المسافرين.
 
في هذا الملف تسلط منصة "الساحل الغربي" الضوء على المتاعب اليومية التي يعيشها العابرون في زمن حصار الحوثيين لتعز؛ وكيف تحولت طريق هيجة العبد إلى ممر رئيسي لمختلف أنواع السيارات والقاطرات، ليجري استهلاكه بطريقة فوضوية تحت ضغط مروري يفوق إمكانياته، وقدراته الخدمية.. من المسؤول؟!
 
 
 
متاعب يومية
 
كان العشريني أصيل، يشعر بالخوف والقلق أثناء مرور سيارته الخاصة بين منعطفات وتعرجات هيجة العبد، الواقعة في الجهة الجنوبية من مدينة تعز اليمنية.. تلك الطريق التي تربط المحافظة بمدينتي لحج وعدن، الممتدة وسط جبل شاهق، يصل نهاية مديرية الشمايتين بمديرية المقاطرة، ومحافظة لحج.. طريق وعرة وضيقة، إضافة إلى أنها تعاني الإهمال الحكومي والخراب المستمر بفعل العوامل المناخية، وسيول الأمطار التي تسبب عادة الكثير من الحوادث المرورية، وتوقف حركة النقل والمواصلات في المنطقة.
 
 
يصف الشاب تجربته الأولى، أو مغامرته إن جاز الوصف والتعبير، في حديثه لـ"الساحل الغربي": "طريق هيجة العبد أصبحت مخيفة ومرعبة بشكل كبير.. تصور حجم القلق الذي تشعر به عندما تمر شاحنة كبيرة بالقرب من سيارتك في مثل هذه الممرات الضيقة، ناهيك عن رهبة المكان، والقيادة في هذه القمة الجبلية".
 
ويضيف متسائلًا: "برأيك ما مصير السيارة أو الشاحنة التي تخرج عن السيطرة.. بالتأكيد مصيرها الموت، الذي خطف عشرات المدنيين سقطوا هنا.. غلطة السائق في هذه الممرات تتسبب بحادث مروري وخسائر بشرية، وتتعطل الطريق لأيام".
 
ويستطرد قائلًا: "حصار الحوثي لمدينة تعز، وإغلاقه المنافذ والطرقات أمام المدنيين هو الذي يجبرنا على المرور من خلال الطرق البديلة، وإن كانت غير مؤهلة.. المواطن يدفع ضريبة الحرب والحصار".
 
 
يذكر أن طريق هيجة العبد هي إحدى أبرز منجزات ما بعد الوحدة اليمنية، إذ جرت عملية شق الطريق بطول يصل إلى 9 كيلومترات، وعرض لا يزيد عن ستة أمتار، وبشكل هندسي شديد الانحدار، وبمسار ملتوٍ، حيث تكثر المنعطفات الضيقة، والاستدارات الخطيرة.. ففي البداية كان الهدف منها ربط مديرية المقاطرة والمناطق المجاورة بالتربة، وتوفير الخدمات لسكان القرى البعيدة، وكسر حالة العزلة والحرمان؛ لكنها مؤخرًا صارت الشريان الوحيد لتعز، والمنفذ الذي تتنفس عبره المدينة المحاصرة.
 
ولأن طريق "هيجة العبد" غير محصنة من انهيارات التربة، وانزلاقات الصخور فقد تعرضت للعديد من الانهيارات الصخرية، والتدمير بفعل الأمطار الموسمية.. الأمر الذي تسبب في كثير من الأحيان بإغلاق الطريق أمام المسافرين، وتوقف حركة دخول الشاحنات التي تغذي المدينة بالطاقة والغذاء، وسبل الحياة.. لقد تكبد أبناء تعز خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات خلال سنوات الحرب الماضية، بجانب معاناة السفر وصعوبة التنقل.
 
يؤكد السائق محمد العامري: "الشاحنات الكبيرة لا تستطيع المرور في طريق هيجة العبد.. نقوم بإفراغ البضائع القادمة من عدن أسفل الهيجة، ليتم نقلها على دفعات ومراحل من خلال وسائل نقل متوسطة، وهذا ما يفرض زيادة تكاليف نقل البضائع، بالتالي ترتفع الأسعار".
 
 
حلول جزئية.. إهمال وتلاعب 
 
ومع مرور الأيام كثرت الحوادث المرورية، وزاد حجم الخراب والتهدم، تبعًا لجغرافية المكان، والعوامل المناخية، لذا اتجه المواطنون إلى مطالبة الحكومة الشرعية والسلطات المحلية بإصلاح طريق هيجة العبد، تجنبًا لتفاقم الكارثة الناتجة عن الحلول الجزئية، والإهمال المستمر.
 
وبحسب المعلومات، فإن صندوق صيانة الطرق بعدن، اعتمد في بداية العام 2019 ما يزيد عن 100 مليون ريال، لتمويل المرحلة الأولى من مشروع "الصيانة الطارئة" والتي تشمل ترميم المناطق الأكثر تضررًا.. وتفيد المعلومات بأن صندوق الصيانة وقع عقدًا مع المؤسسة العامة للطرق والجسور فرع عدن، والتي بدورها أوكلت المهام لمركز صيانة مدينة التربة.
 
 
حينذاك، بدأت أعمال الترميم، وبالمقابل جرى اعتماد طريق "كربة الصحى" بديلًا موقتًا لمرور المدنيين من وإلى مدينة تعز؛ لكن عملية إعادة التأهيل لم تكتمل، ففي مارس من العام نفسه، قضت أوامر صادرة عن محافظة تعز بفتح الطريق، مع استمرار أعمال الصيانة، ما أدى إلى تلف أجزاء كبيرة من التجهيزات، الأمر الذي قاد فريق الترميم إلى التوقف عن العمل، بحسب مهندس المشروع مرسيل الشدادي.
 
 
من جهتها شكت الجهة المنفذة في مذكرات رسمية رفعت في تلك الفترة إلى الجهات ذات العلاقة في محافظة تعز، كما طالبت عددا من المسؤولين في المدينة بتحويل حركة المرور عبر الطريق البديلة باعتبارها الحل الأنسب لضمان تنفيذ أعمال الصيانة.. "الساحل الغربي" اطلع على العديد من الوثائق بشأن العراقيل، حيث تضمنت شكوى بعدم قدرة فريق الصيانة على الاستمرار بأعمال التأهيل في طريق هيجة العبد، نتيجة استمرار حركة الشاحنات، ومختلف السيارات العابرة من المدينة وإليها.
إقرأ أيضاً:
- بشير العليمي مدير عام الشؤون الفنية بتعز: أول مشروع رئيسي لفك الحصار وسيصل أثرة لكل منزل
- "نور في نفق الحصار الغاشم".. حديث لوكيلة محافظة تعز إيلان عبدالحق حول مشروع طريق (الكدحة-البيرين)
- مدير عام الأشغال بتعز: مشروع طريق الكدحة - البيرين إنجاز كبير لكسر الحصار والتحرير
- وكيل المحافظة للشؤون الفنية م. مهيب الحكيمي: تعز تعول كثيرا على مشروع طريق الكدحة- البيرين
- مسؤولون محليون يرون "التحرير" من طريق كسر الحصار (المخا - تعز).. مدير شرعب السلام: جهود العميد طارق تنجز الفارق
وبحسب حديث الشدادي، فإنه حاول كثيرًا من أجل إعادة العمل في مشروع الصيانة الطارئة لطريق هيجة العبد؛ لكن دون جدوى، تبعًا لجمود سلطة تعز، وعدم جديتها في تنفيذ القرارات.. "تأهيل طريق هيجة العبد بحاجة إلى وقف حركة السير، والبدء بأعمال الترميم والإصلاحات، وهذا ما لم توفره السلطة المحلية لفريق الصيانة خلال السنوات الماضية". وأضاف: "حاليًا يجري استكمال تأهيل طريق كربة الصحى كممر بديل، بعدها سيتم استئناف الترميم في هيجة العبد من خلال شركة "الفيصل" المنفذة للمشروع".
 
ضحايا الطريق.. خسائر بشرية ومادية
 
كثيرون أطلقوا اسم "طريق الموت" على هيجة العبد خصوصًا بعدما تحولت إلى مصائد للموت، والمؤشرات تؤكد دلالة التسمية، من خلال المرور غير الآمن، في منحدر يمتلئ بالحفريات والحجارة.
 
 
يقول بكيل المعمري، سائق شاحنة نقل، إنه لا تكاد يمر يوم واحد دون حدوث تصادم شاحنتين، أو ارتطام سيارة بالجبل، أو انقلاب مركبة محملة بالبضائع، حيث كان شاهدًا على العديد من الحوادث التي تسببت بخسائر بشرية ومادية في هذا الخط.. "في منتصف العام الماضي، تقاسمت مع صديقي أحمد، نقل المواد الغذائية من عدن إلى تعز.. تحركنا بالمساء بهدف المرور ليلًا من الهيجة، لأنها تكون خالية من الزحام، ونتمكن من العبور بسهولة". 
 
وبنبرة حزن، أضاف الرجل: "في كل مرة، نتجاوز طريق هيجة العبد بسلام؛ لكن تلك الليلة حدث العكس، أحمد فقد السيطرة على شاحنته، ليصطدم بالجبل، وفارق الحياة".
 
وأنت تتصفح مواقع التواصل، ستجد العديد من المشاهد والصور التي توضح انقلاب شاحنة محملة بالمواد الغذائية، وخلفها سرب من المركبات بانتظار الفرج لتتمكن من العبور.. ناهيك عن حوادث السير، واصطدام الشاحنات بسيارات المسافرين، ووفاة عشرات المدنيين.
 
من جهته، لفت معاذ مارش، سائق آخر: "انقلاب شاحنة، قد يؤدي إلى إغلاق الطريق لأيام، وتوقف السير.. هذا ما نعاني منه اليوم.. تخيل شاحنة تتعطل في أحد الممرات، وتتوقف الحركة.. طالبنا الجهات المسؤولة بمسح الطريق بشكل مستمر، خصوصًا في موسم الأمطار، لكن السلطات لا تهتم.. أما تكرار الحوادث المرورية، يرجع إلى وعورة الطريق".
 
 
وفي إحصائية نشرتها منظمة سام، للحقوق والحريات، تفيد بأن ما يزيد عن 180 شخصًا تعرضوا لإصابات مختلفة نتيجة تصادم مروري أو حوادث سير ناتجة عن غياب أعمال الصيانة، والخراب الذي تتعرض له طريق هيجة العبد بشكل مستمر، كما أوضحت المنظمة بأن 32 حالة وفاة حدثت في ذات المكان، خلال السنوات الماضية.
 
يغرق المدنيون بالمعاناة، بينما تلتزم الحكومة الشرعية الصمت، وبين الموقفين يلجأ كثيرون إلى أساليب الاحتجاج من خلال إغلاق الطرق والمنافذ؛ ففي أواخر العام الماضي 2022م، حاول أبناء مديرية المقاطرة إيقاف حركة السير، ومنع مرور الشاحنات والسيارات، مؤكدين أن منفذ العبد كان ولا يزال شريان حياة لملايين المحاصرين في مدينة تعز، إلا أنه تحول مؤخرًا إلى طريق للموت، وفقدان الأرواح بشكل شبه يومي، وذلك بعد أن جرى استهلاكه وتدميره، بجانب الإهمال الحكومي، وإبقاؤه بعيدًا عن التأهيل والصيانة.. كما أشاروا إلى أن الطريق صارت مصدرًا للتلوث، وتصاعد الأتربة، ما يجعل حياة السكان القريبين في جحيم، وأمام تفشي عدد من الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي.
 
الطريق المعجزة
 
يومًا بعد يوم، تزداد معاناة المدنيين في هيجة العبد، الطريق المعجزة، كما يسميها البعض، لذا قرر موفد الموقع زيارة المكان، ورصد تفاصيل المعاناة في طريق تعد واحدة من أخطر المنحدرات الجبلية المستخدمة كطرق رئيسية على مستوى اليمن.. وهناك التقطت عدسة "الساحل الغربي" العديد من الصور التي تنقل الواقع بشكل أكثر بلاغة من الوصف.
 
الوقوف عند قمة الهيجة يجعل نقيل العبد أمام عينيك بجميع منحنياته، كما يظهر حجم المنحدر الصخري الشاهق، الذي لا تجرؤ على الاقتراب منه إلا لمسافة معينة.. حيث تبدو الهيجة كما لو أنها تحفة هندسية، نُحتت بصعوبة على هذا الجبل، لكن عند الاقتراب منها ستلاحظ مدى تهالك الطبقة الاسفلتية، وكيف تتسع الحفريات التي تعد بمثابة كمين في طريق الشاحنات والسيارات بمختلف أنواعها.
 
 
بلال الصلوي، وهو صاحب شاحنة نقل تجارية، تحدث لـ "الساحل الغربي" بأن القيادة في هيجة العبد تعد مجازفة كبيرة، مؤكدًا أنه لا يمكن سلوك الطريق دون توخي الحذر والمحافظة على المرور بتوازن محكم، وأن الخطأ قد يحدث كارثة، كما يشكو الرجل من وعورة الطريق، وتعرض الشاحنات والمركبات للعديد من الأعطال، مشيرًا إلى أنه يتكبد خسائر باستمرار نتيجة فقدان العديد من قطع الغيار، وتعطل شاحنته.
 
صعود هذا الملتوى، وكذلك الهبوط ليس سهلًا على شاحنات النقل الكبيرة، ومركبات المسافرين، نظرًا لخطورة الطريق غير المحصنة من انهيارات التربة، وانزلاقات الصخور، فضلًا أنها بدون حماية جانبية، وهذا ما يجعل السيارات معرضة للسقوط.. وتكثر الحفريات العميقة خلال الأجزاء العليا، حيث تخلو من طبقة الأساس.. هكذا تمر هيجة العبد اليوم بأسوأ حالاتها، ويصبح السير عليها في منتهى الخطورة، بحسب المهندس ماجد مسعد.
 
نجدة الأهالي.. فريق الإنسانية
 
على طول امتداد هذا الطريق، ثمة عمال، من أهالي المناطق والأحياء المجاورة، ينتشرون عند كل منعطف، يساعدون الشاحنات على المرور، وينظمون حركة السير ليل نهار، مقابل ما يجود به سائقو المركبات.
 
يقف محمد المقطري، 24 عامًا، غالبية ساعات اليوم على أحد المنعرجات، من أجل تقديم خدمة تتمثل برصد حركة المركبات الصاعدة والهابطة، وإعطاء الإشارة للسائقين بالسير أو التوقف.
 
يقول لـ"الساحل الغربي": "يوميًا نتوزع أنا والشباب في هذه الأماكن، نعمل على تسهيل حركة السير، تجنبًا للزحام والمزيد من الحوادث.. كذلك شاحنات النقل إذا التقت مع شاحنة أخرى في منحنى يتوقف الخط.. نعمل وسط ظروف صعبة، وبدون أدوات سلامة".
 
 
يوسف فؤاد، هو الآخر يعمل على تعبيد طريق ترابي، يقع عند الأجزاء العليا من هيجة العبد، تتوسطه حفريات عشوائية وأحجار صخرية، يقدم خدمات متعددة، مستخدمًا أدوات بدائية لتفتيت وإزالة الصخور.
 
في حديثه يوضح الرجل: "تسقط الأحجار من الجبل، ويتوقف خط السير، خصوصًا مع مواسم الأمطار.. نحن نعمل كفريق إنقاذ أو مساعدة، نلجأ إلى تكسير الأحجار التي تتساقط، من خلال هذه الأدوات القديمة، كي نستعيد حركة المركبات وشاحنات النقل".
 
وأضاف: "نعمل بمجهودنا وبالإمكانات المتوافرة.. على الشرعية والسلطة المحلية أن توفر لنا ماسحات خاصة بحيث يجري مسح الخط يوميًا، وإزالة الأحجار والصخور، إضافة إلى عمل إصلاحات الترميم والتأهيل.. هيجة العبد منفذ مهم في مرحلة الحصار الحوثي".
 
كما تركن سيارة رباعية الدفع عند أسفل المنحدر، وأخرى في المنتصف، بانتظار نجدة السيارات غير القادرة على تجاوز طريق الهيجة، إذ تباشر هاتان السيارتان بسحب المركبات التي تتعثر أثناء صعودها، أو التي تتعرض لحادث مروري.. خدمة إنسانية بمقابل زهيد يساوي قيمة المشتقات التي تفقدها أثناء المهمة.
 
بهذه الأرواح الصلبة، يصطف عشرات العمال الشباب، وكبار السن أيضًا، على امتداد هذا المنحدر، يقدمون خدمات متعددة من أجل عمل إصلاحات مؤقتة في محاولة للتخفيف من حدة المعاناة.. هكذا تبقى هيجة العبد بين عشوائية الاستخدام، وانعدام أعمال الصيانة، والتوسيع وسط تجاهل كبير من قبل الجهات الحكومية، الأمر الذي قد يؤدي إلى توقف شريان تعز.
 
 
منفذ الإنسانية.. شريان تعز الجديد
 
على الرغم من أهمية طريق هيجة العبد، إلا أن مشروع الصيانة الطارئة ما زال متوقفًا، وبقدر تفاقم الأضرار يومًا بعد يوم، بقدر ما تزداد مخاوف ملايين المدنيين بتعز، من إغلاق هذا المنفذ بشكل نهائي، ففي حال توقفه يتوقع كثيرون حدوث أزمة إنسانية كبيرة.
 
وسط هذه المخاوف الممزوجة بالمعاناة اليومية، جاء مشروع شق وسفلتة طريق الكدحة- البيرين، الذي أطلقه العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي، ورئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية كخطوة هامة للتخفيف من وطأة الحصار، الذي تفرضه ميليشيا الحوثي على تعز.
 
 
يأتي هذا المشروع القادم من الساحل الغربي عبر الكدحة، مرورًا بالبيرين وصولًا إلى مدينة تعز، إذ يبلغ طوله نحو 14 كيلومترًا، وبتكلفة ثمانية ملايين دولار، مقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة، وإشراف الخلية الإنسانية في المقاومة الوطنية.. ويشكل المشروع حدثًا استثنائيًا بالنسبة لتعز.
 
 
الكثير من أبناء تعز تفاعلوا مع تدشين طريق الكدحة، حيث عبروا عن مدى فرحهم بهذا المشروع الذي يتجه نحو الخطوات الأخيرة، وبحسب توصيف الكاتب عبدالسلام القيسي، فإن مخا اليوم، تختلف كثيرًا عن مخا الأمس، نتيجة الأثر الجميل الذي يتركه العميد طارق من خلال إنجازاته الكبيرة.
 
 
يؤكد: "سيمتد الخط الأسود الطويل من وسط مدينة تعز إلى قلب مدينة المخا بسهولة وسلاسة كاملتين.. الخط هو استجابة للمعاناة، وقبل وبعد المعاناة سيتيح للميناء أن يغذي تعز، ستتحرر تعز من حاجتها للكهنة بامتداد هذا الخط من باب الميناء إلى باب المنزل أو المتجر في تعز".
 
ويضيف القيسي: "بجانب الطريق وارتباطه بالميناء، هناك المطار، لذا سيصبح هذا الخط الممتد من باب منزلك إلى سلم الطائرة أهم شريان لتعز في هذه المرحلة، حيث يخفف من المعاناة ويقرب المسافات.. الطريق رابط بين البحر والجو والجبال، ويشكر العميد على هذا الإنجاز".
 
 
يرى مراقبون أن طريق الكدحة تعد تحديًا للحصار الذي تعيشه تعز منذ بداية الحرب، باعتبارها شريان حياة جديداً للمدينة، ناهيك أن هذا المشروع واحد من أهم الإنجازات التنموية التي تخدم المدينة المحاصرة، وتساعد في دخول المواد الغذائية والمشتقات النفطية، بالإضافة إلى تخفيف معاناة ملايين المدنيين.
 
 
 

ذات صلة