تخادم الحوثيين والقاعدة وأخواتها

10:30 2023/02/19

لم يحدث يوماً أن طرفاً ما تبادل الأسرى مع تنظيم القاعدة وما تفرخ منه من تيارات جهادية إلا جماعة الحوثي الإرهابية تفعلها مراراً بين الحين والآخر وتظهر صفقات التبادل للعلن بين الجانبين.
 
قد يستغرب البعض كيف يتبادل الطرفان الأسرى وهما لم يخوضا معركة ما فيما بينهم؟
صحيح، لكن جماعة الحوثي تطلق عناصر التنظيم الإرهابي المتورطين بجرائم إرهابية والمطلوبين على قوائم الإرهاب وبعضهم محكوم عليهم بجرائم جسيمة وقد تم إلقاء القبض عليهم قبل انقلاب المليشيات على الدولة.
 
أخبار تتكرر نسمعها عن تبادل الأسرى وليس أسرى عاديين بل من كبار القتلة والمجرمين، ومع ذلك تتحفظ المليشيات على كل المعتقلين والمخفيين قسرياً  وتصر على إبقائهم كورقة مساومة للاستفزاز والمكابرة.
 
 
تخادم بين الجماعتين بصور متكررة يحدث، وتجانس في القول والفعل:
تفجيرات، اغتيالات، واستباحة الدم والحرمات وقوسم كثيرة تلتقي عندها الجماعتان، ما يؤكد أنهما وجهان لعمة واحدة.
وتقارب في الفكر بما لايدع مجالا للشك أن جماعة الحوثي جماعة إرهابية لا تختلف عن كل التنظيمات المتطرفة، ومع ذلك كل الوسطاء الدوليين يحاولون تسويقها وتقديمها كأنهم سفراء النوايا الحسنة بدلا من تصنيفها كجماعة إرهابية.
 
الجماعات الدينية والمتطرفة هي الجهات المزعزعة لقيام الدولة وسيادة القانون وحماية الحقوق والحريات.. واكثر ما تواجه الحكومة الشرعية هي معركتها المستمرة مع هذه الجماعات المتطرفة والمتشبعة بالإرهاب.
 
التخادم بين جماعة الحوثي الإرهابية والقاعدة وأخواتها يتجلى في مواقف كثيرة من تلك التخادم عندما يضيق الخناق عليها في جنوب البلاد نتيجة حملات مكافحة الإرهاب وسرعان ما تجد لها مكانا آمناً في مناطق سيطرة المليشيات، وخصوصا في البيضاء(وسط)، وسرعان ما تبادل لإطلاق كبار المجرمين لإنقاذ التنظيمات المطاردة.
 
علاقات مشبوهة ودعم من مصدر واحد قد يحصل الحوثيون على سلاح وذخائر كان في طريقه إلى القاعدة والعكس قد يمنح القاعدة أجهزة ومعدات حديثه ومتطورة كانت في طريقها إلى الحوثيين.. وقد يتبادل الطرفان الأدوار لإقلاق حياة اليمنيين وتقويض الأمن والاستقرار، هدفهم القتل ولا غير القتل.
 
ختاماً.. يبقى السؤال مطروحا أمام الوسطاء الدوليين وخصوصاً القائمين على ملف الأسرى: كم مرات تم إطلاق سراح مجرمي الإرهاب منذ اتفاق استوكهولم الذي وقعت الجماعة فيه مع الحكومة الشرعية لتبادل الأسرى والمعتقلين؟