المعركة الناعمة والخفيه.. محاولة طمس الهوية الوطنية

03:11 2023/03/18

ليست وحدها المعركة العسكرية والسياسية والاقتصادية التى يخوضها اليمنيون ضد الجماعة الحوثية الكهنوتية، بل هناك معركة أخرى.. معركة الهوية الوطنية التي يحاول الحوثيون طمسها، وهي المعركة الأخطر. تحاول الجماعة فرض أجندتها على حساب حضارة اليمنيين الضاربة جذورها في عمق التاريخ.
 
الشعور بالنقص هو السبب الرئيس الذي جعل من الجماعة تعلن كل هذه الحرب وتسعى لكتابة تاريخ خاص بها يبدأ من قدوم الإمام المهدي إلى اليمن وينتهي بزعامة سيد الكهف عبدالملك الحوثي وفرضه على الناس، وما دونه فهو باطل لا يتوافق مع الهوية الإيمانية الحوثية.
 
معركة خفية وناعمة تخوضها الحركة الحوثية ضد الهوية الوطنية لليمنيين، وهذه المعركة ليست مزمنة بل مفتوحة على قدر إمكانياتها في طمس ما تستطيع من الماضي والحاضر، وتكييف المستقبل. 
 
تحت يافطة الهوية الإيمانية التي ترفعها الجماعة الإرهابية تنفذ ما تريد، وتحت رحمة مشرفيها تصبغ وتجرف ما يملى عليها من أسيادها في إيران على حساب التاريخ والحضارة اليمنية.
 
تاجرت بكل الآثار والمخطوطات، وسهلت تهريب ما خلدته يد اليمني منذ القدم فلم تعد المتاحف إلا أطلالاً بعد عبث سماسرتها الذين بسيطرتهم على مفاصل الدولة تفيدوا كل ما غلا ثمنه..
 
وبآلة الحرب التي لا تبقي ولا تذر طحنت رحاها المعالم، وبعبث الجاهلين دمرتها بكل عظمتها الأثرية.
 
لم يكن يوم انقلابها على الدولة إلا بداية لصراع طائفي فرضته الجماعة لتبدأ بمحاولة تغييب وطمس معتقدات الناس وقيم التعايش بين المذاهب لتفرض الأثني عشرية ونهج الجارودية بالقوة، وطمس كل ما يخالفها من أمور العبادات والمعتقدات، حتى وصل بها الأمر لمنع صلاة التراويح وإحراق الكتب التي تخالف توجهها وإقصاء كل الجماعات وتشويه فكرها.
 
وعلى الصعيد السياسي استهدفت النظام الجمهوري الذي ناضل من أجله الآباء والأجداد، ومكتسبات ثورتي سبتمبر وأكتوبر أضحت الهدف الرئيس أمام معولها الهدام كل يوم تحاول تحطيم معلم من معالمه ورمز من رموزه لتكشف الأيام حملات مسعورة ليس لها من هدف غير طمس تاريخ من النضال.
 
تاريخ اليمن الحديث الذي عشناه وعرفنا كل نعيمه وجمال أيامه لا تكاد تتوقف في تشويه صورته وتضليل جماله بكل وقاحة.
 
ليس أخطر على الوحدة التي بناها الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح من جماعة الحوثي الكهنوتية، التي تعمل جاهدة على طمس الهوية الوطنية الموحدة، وتمزيق النسيج الاجتماعي وفرض كل مقومات التشطير في البلاد، وتكريس نهج الانفصال قولاً وفعلاً.
 
غيبت مليشيا الحوثي جوهر التعليم وأعملت فيه معول الهدم سعياً لترسيخ فكر وثقافة الخرافات التي تتسلح بها، ونشر فكرها الدخيل على المجتمع.
 
غيرت أسماء المدارس والأماكن العامة والمساجد والشوارع وطمست معالمها وغيبت كل تلك الهامات العملاقة والعظماء والثوار الأحرار والأدباء والمفكرين لتصنع من أتباعها مجسمات وهمية كي تجسد فكرها وثقافتها المستوردة والدخيلة.
 
إن تغييب اليمنيين وتاريخهم وطمس ثقافتهم لا يمكن أن يتم بمجرد التمني، فما خُلد في ذاكرة ووجدان اليمنيين أكبر من أن يحجبه كاهن، فنشوان الحميري لن يحل محله طومر، وزئير البردوني لن تزيله طبعه، ومآذن الصالح لن تركعها تسمية.
 
نحن نعرف كل ما يحاك ليل نهار من محاولات إخضاع اليمن وجعلها تدين بالولاء والطاعة للملالي.. ونؤكد أن مشروع "الهوية الإيمانية" لم ولن يتم على حساب طمس الهوية الوطنية اليمنية.. كونوا على ثقة.