المقاومة المشتركة ...اذا الشعب يوماً..!

تمثل المقاومة المشتركة انموذجاً واضحا لموقف اليمنيين الرافض لاعمال الحوثيين وجرائمهم بحق هذا الوطن منذ اكثر من خمس سنوات ,ففي مدينة عدن الباسلة تصدى ابناء المدينة للحوثي المعتدي واجبروه على العودة من حيث جاء، ومنذ تلك اللحظة تحولت عدن الى عاصمة للمقاومة وللرفض الشعبي للارهاب الحوثي , فاحتضنت المدينة فصائل المقاومة التهامية , وتشكلت الوية العمالقة والالوية التهامية , لطرد الميليشيات الحوثية من من مديريات الساحل الغربي , وكان الامر كذلك في المخا والوازعية والخوخة وفي خضم الانتصارات التي تحققت انضمت الى هذا الكيان المقاوم قوة ثالثة هي حراس الجمهورية فتوحدت القلوب وامتزجت الدماء والتضحيات وتواصلت الانتصارات وتضاعف احساس اليمنيين بأن ثمة مايمكن الرهان عليه الان للوقوف في وجه الظلم الذي الحقه عبدالملك الحوثي وجماعته بالمواطنين في مختلف المدن والمحافظات على مدى الاعوام الخمسة الماضية.
 
تشكيل المقاومة المشتركة جاء كمشروع وطني استدعى اهتمام الاشقاء للقيام بواجب الاخوة والدم والجوار فبادر التحالف العربي وعلى راسه الأشقاء في السعودية ودولة الامارات الى رعاية هذا المشروع ودعمه وتعزيز انتصارات اليمنيين وتضحياتهم وبطولاتهم وارادتهم على الارض ومضى الجميع في طريق واحد ينتهي بانتهاء خطر الميليشيات الكهنوتية وقطع ذراع ايران في جنوب جزيرة العرب. وبالنظر الى معادلة الصراع الاقليمي والدولي في المنطقة العربية فإن مصالح العالم في البحر الاحمر تبدو على المحك وامن دول الجوار اليمني معرض للتهديد والقلق بفعل الأهداف الايرانية الرامية الى استمرار زعزعة الاستقرار في اليمن وهو مايفسر الدعم العسكري والسياسي الذي تقدمه طهران لجماعة عبدالملك الحوثي في صنعاء وباقي المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين وميليشياتهم وفي ضوء هذا الواقع اصبحت المقاومة المشتركة في الساحل الغربي كيانا يمنيا يقف متماسكا كسد منيع امام التهديدات الايرانية. لقد فشلت كل محاولات الميليشيات الحوثية في كسر الحصار المفروض عليها على طول الشريط الساحلي ومدينة الحديدة ولولا اتفاق السويد المفروض على القوات المشتركة منذ اكثر من عام لكانت مديريات الحديدة قد تحررت من قبضة جماعة عبدالملك الحوثي ولكانت قوات المقاومة الان في منتصف الطريق الى صنعاء، غير ان صبر المقاومة المشتركة قد لايطول اكثر، فمع الاعتداءات المتكررة التي ترتكبها ميليشيات الحوثي بحق المدنيين في المناطق المحررة لن يكون امام مقاتلي المقاومة المشتركة سوى القيام بواجبهم المقدس والمشروع في الدفاع عن المواطنين الذين تهددهم قذائف الهاون وقناصات الموت الحوثية والغامهم المزروعة في تفاصيل حياة الاهالي الأمنين في البر والبحر في القرى والمزارع والطرقات والسواحل. مثل هذا القول لم يكن متاحا قبل اعوام لكنه اليوم قول وفعل فإذا قدر لك زيارة معسكرات القوات المشتركة ومتارس المقاتلين في خطوط المواجهة ستدرك ان موازين الحرب تتغير كل يوم في اتجاه القضاء على ميليشيات عبدالملك الحوثي في الحديدة فمعنويات الابطال في مختلف المواقع تمنحك شعوراً بالأمل والثقة والثبات وعندما تسمع قصص البطولات والشهداء والدماء الزكية التي تروي هذه الارض المباركة يتضح لك حينها معنى الارادة في قول الشاعر: اذا الشعب يوماً اراد الحياة: فلابد ان يستجيب القدر
 
*(المقالات التي تنشر تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع)