09:03 2025/11/27
06:41 2025/11/23
2 ديسمبر… الثورة التي أجهضت المشروع الإيراني في اليمن
10:00 2025/11/30
لم تكن ثورة الثاني من ديسمبر حدثًا عابرًا في مسار الصراع اليمني، بل كانت لحظة فاصلة شكّلت منعطفًا تاريخيًا في وجه مشروعٍ خارجي كان يهدف لابتلاع اليمن وتحويله إلى تابع ضمن منظومة النفوذ الإيراني. جاءت هذه الثورة كردٍّ جمهوري على سنوات من الاستهتار الحوثي، بعد أن أطبق الانقلاب قبضته على الدولة، وعاث فسادًا في مؤسساتها، وتمادى في إذلال المواطنين، واستهداف قيادات الدولة ورموزها، والسير بالبلاد نحو الهاوية.
لقد جاءت ثورة الثاني من ديسمبر في لحظة بدا فيها الصمت اليمني العام وكأنه استسلام لواقعٍ فُرض بقوة السلاح. فبينما انشغل الكثير من القيادات السياسية والعسكرية والاحزاب وخنعت واكتفت بمراقبة المشهد وانتظار التغيير ان يأتي من الخارج، كانت جماعة الحوثي تمضي بلا رادع في تنفيذ أجندتها، متسلحة بالغطرسة والجنون العنصري، وماضية في تفكيك مؤسسات الدولة وفرض مشروعها الكهنوتي الإيراني. في تلك اللحظة الحرجة، التي بدت فيها خيارات اليمنيين محدودة، برزت الحاجة إلى موقف وطني حاسم يُعيد الاعتبار للجمهورية ويضع حدًّا لهوس المشروع الإيراني العابر للحدود.
وهنا، وتحديدًا في الثاني من ديسمبر 2017، نهض الرئيس الأسبق الزعيم علي عبدالله صالح، ومعه الأمين عارف عوض الزوكا، وقيادات وأحرار حزب المؤتمر الشعبي العام، من قلب العاصمة صنعاء، ليكسروا حاجز الصمت ويتصدّوا للمؤامرة الحوثية التي كانت تعمل على تحويل اليمن إلى منصة تعمل لخدمة مصالح طهران. كانت تلك الخطوة إعلانًا وطنيًا شجاعًا، وثورة يمنية خالصة في وجه مشروعٍ تدميري سلالي كهنوتي يتغذّى على الطائفية ويحارب الدولة والجمهورية والهوية اليمنية.
ولم يكن الزعيم الصالح والأمين الزوكا وحدهما في هذا الموقف التاريخي؛ فقد كان الفريق الركن طارق محمد عبدالله صالح حاضرًا في قلب المعركة، شريكًا أصيلًا في قرار المواجهة، وقائدًا ميدانيًا ظل قاتل دفاعًا عن الجمهورية. لقد كان هذا الرجل هو أحد الأعمدة الصلبة لثورة ديسمبر، حمل بندقيته وواجهة مليشيات الحوثي في شوارع العاصمة صنعاء كمحارب يعرف أن هذه المعركة ليست سياسية، بل معركة وجود وهوية ومستقبل وطن. فشكلت شجاعته آنذاك وقعا جوهريًا من ذلك الفعل الجمهوري العظيم، وهو صمودٌ تحوّل بعد رحيل الزعيم والأمين إلى قوة متجددة أسست على اثرها لاحقًا للمقاومة الوطنية ومشروع جمهوري لا يزال قائمًا على ذات المبادئ التي استشهد من أجلها رجال ديسمبر.
رغم النهاية المؤلمة والتضحيات الجسيمة التي قُدمت باستشهاد الزعيم صالح والأمين الزوكا ورفاقهما، إلا أن ثورة ديسمبر لم تذهب سدى. فقد أحدثت تحولات استراتيجية عميقة، وحققت أهدافًا سياسية ومعنوية بالغة الأهمية. ونجحت في فضح الطبيعة الكهنوتية السلالية للمشروع الحوثي-الإيراني، وأسقطت عنه قناع الشراكة الزائف. كما أعادت تعريف المعركة الوطنية باعتبارها صراعًا وجوديًا للدفاع عن الجمهورية والهوية اليمنية، وأطلقت شرارة مقاومة وطنية متجددة لا تزال جذوتها مشتعلة حتى اليوم، متمثلة في القوى الجمهورية التي تواصل النضال ضد المشروع الحوثي بقيادة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وفي مقدمتهم الفريق الركن طارق صالح.
لقد كانت ثورة الثاني من ديسمبر صوتًا يمنيًا حرًا قال بوضوح:
إن اليمن جمهوري… ولن يكون يومًا تابعًا لطهران.
