حزب الاصلاح والحجرية الآن..!

12:00 2020/07/03

نبيل شمسان هو محافظ محافظة تعز، وبحكم منصبه أصبح رئيسا اللجنة الامنية العليا في المحافظة.. ولأنه يعتبر ممثلا لرئيس الجمهورية، فأن قراراته تعتمد وتوجيهاته وأوامره تنفذ، لكي تستقر الأوضاع المختلفة ويأمن المواطنون في كل جهات وربوع المحافظة.
 
لكن من الناحية العملية يعتبر حزب الإصلاح هو الحاكم الفعلي لتعز من خلال قياداته التي فرضها على مؤسستي الأمن والدفاع.. تأتي في مقدمة هذه القيادات عبده فرحان المخلافي(سالم) الذي يعتبر الحاكم التنفيذي لتعز، ولكي لا يلتفت المواطنون لحزبيته، ولدوره هذا، سبغوا عليه صفة مستشار لقيادة المحور العسكري في محافظة تعز. بعد عبده فرحان يحل في المرتبة التالية قائد المحور العسكري، والذي صار - بحكم منصبه- نائبا لرئيس اللجنة الأمنية العليا في المحافظة.. وهذا هو خالد فاضل، وهو ضمن كبار أعضاء حزب الاصلاح الذين ينحدرون من جبل حبشي.. وقد نصبه حزبه (الاصلاح) قائدا لمحور تعز العسكري، ومن ثم صار نائبا لرئيس اللجنة الامنية التي يترأسها المحافظ، على الرغم من أنه لم يصدر قرار جمهوري أو رئاسي من الرئيس هادي بتعيينه في هذا المنصب. بعد القياديين الاصلاحيين المخلافي وفاضل، يحل في المرتبة الثالثة محمد سالم الخولاني الذي عينه حزبه (الاصلاح) قائدا لقوات الشرطة العسكرية، على الرغم من أنه لم يصدر قرار من رئيس الجمهورية بتعيينه في هذا المنصب، أو منحه رتبة عميد. هؤلاء الاصلاحيون الجبابرة في تعز هم صانعوا القرار، وهم متخذو القرار، وهم منفذو القرار في الوقت نفسه.. والشواهد على ذلك لا تحصى، وأسط مثال لذلك أن محافظ تعز نبيل شمسان - والذي هو رئيس اللجنة الأمنية العليا في المحافظة- يصدر أمرا للخولاني- الذي عينه الاصلاح قائد شرطة عسكرية- بالانسحاب من التربة، فيقابل الخولاني أوامر المحافظ رئيس اللجنة الأمنية بالرفض، وينفذ توجيهات فاضل قائد المحور العسكري الإصلاحي، النائب المفروض على رئيس اللجنة الامنية. إذا فهمنا هذا فهما جيدا، يمكننا بعد ذلك فهم الأسباب التي دفعت حزب الاصلاح إلى تحريك أدواته باتجاه التربة والحجرية في هذه اللحظة التاريخية بالذات.. ونحن هنا نشير إلى ما هو آني(قريب المدى)، وليس إلى ما هو استراتيجي(بعيد المدى). إن قيام حزب الاصلاح في التحشيد ومهاجمة مدينة التربة والمناطق الأخرى في الحجرية في هذا التوقيت له علاقة بما يدور في العاصمة السعودية.. ليس ابتزاز السعودية فحسب، بل أيضا ممارسة ضغوط سياسية على رئيس مجلس النواب سلطان البركاني، وعلى رشاد العليمي(قطبا الحجرية راهنا)، وعلى المؤتمر الشعبي العام، وعلى التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وعلى الحزب الاشتراكي اليمني، وعلى رجال الحجرية الآخرين المؤثرين. لم يخف الاصلاح ذلك، فمن خلال بعض ممثليه في مجلس النواب، ومن خلال قنواته الفضائية ومن خلال ذبابه الالكتروني، بين أن نصيبه في الحكومة القادمة يجب ضمانه.. نصيبي، حقي، وإن نقص نصيبي، سوف أضحي بأبناء تعز وأقسم لكم تعز على ما تشتهي قطر.
 
*(المقالات التي تنشر تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع)