المبعوث الأممي يحذر من خطورة تصاعد التوترات الإقليمية على جهود السلام في اليمن

  • الساحل الغربي
  • 10:54 2024/02/14

حذر المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الأربعاء، من خطورة تصاعد التوترات الإقليمية المرتبطة بالحرب في غزة خصوصاً التصعيد العسكري في البحر الأحمر على جهود السلام في اليمن.
 
وقال غروندبرغ في إحاطته إلى مجلس الأمن الدولي اليوم: «لا يمكن النأي بجهود الوساطة في اليمن عما يحدث، فما يحدث على المستوى الإقليمي يؤثر على اليمن، وما يحدث في اليمن يمكن أن يؤثر على المنطقة»، مضيفاً: «في ظل التحولات الراهنة أرى أن هناك ثلاثة أمور يجب أن تحدث، أولاً، نحتاج إلى خفض التصعيد على المستوى الإقليمي، وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش إلى وقف نار إنساني فوري في غزة، وأعرب عن قلقه الشديد إزاء امتداد أكبر لهذا الصراع. وثانياً، يتعين على الأطراف اليمنية وقف التحريض العلني والامتناع عن استغلال الفرص العسكرية داخل اليمن، فالتصعيد في اليمن هو خيار مكلف للغاية سيدفع ثمنه اليمنيون بالمزيد من فقدان الأرواح وسبل العيش».
 
واستطرد في إحاطته بالقول: ثالثًا، ولأن اليمن ليست مجرد ملحوظة هامشية في حواشي قصة إقليمية أوسع، فإن الأطراف المعنية بحاجة إلى إعادة تركيزهم على حماية التقدم الذي تم تحقيقه حتى التوصل إلى اتفاق.
 
وأكد أنه يعمل من أجل التوصل لاتفاق يسمح للأطراف بالالتقاء والتفاوض وإحداث فارق في حياة الشعب اليمني، موضحاً أنه في أواخر ديسمبر العام الماضي التزمت الأطراف اليمنية أمامه بوقف إطلاق النار على مستوى البلاد، واتخاذ تدابير لتحسين الظروف المعيشية، واستئناف عملية سياسية داخل اليمن، والعمل مع مكتبه لتفعيل هذه الالتزامات من خلال اتفاق خارطة طريق أممية.
 
وشدد على أهمية أن تضمن التسوية السياسية قدرة اليمنيين على المشاركة بأمان وحرية في الحياة المدنية والسياسية، كما ينبغي للتسوية السياسية التأكد من أن مؤسسات الدولة خاضعة للمساءلة بحسب أولويات واحتياجات اليمنيين.
 
وحذر المبعوث الأممي من العودة للاقتتال قائلاً: «أود ألفت انتباهكم إلى أن التطورات المثيرة للقلق داخل اليمن.. تزداد المخاوف والاضطرابات على عدة جبهات، أشعر بالقلق إزاء تزايد التهديدات بالعودة إلى القتال، مبيناً أن الأطراف مازالت بحاجة إلى المشاركة في بُنى حوارية مستدامة تحت رعاية الأمم المتحدة لتحقيق هذه الإجراءات ومعالجة غيرها من الأولويات».
 
وأشار إلى أن السلام هو مشروع سياسي، لذلك ينبغي أن يكون الأساس الرئيسي لكل هذا هو عملية سياسية يمنية-يمنية ذات مصداقية ومدعومة دولياً، مؤكداً أن اليمنيين لا يستحقون ما هو أقل من ذلك، لافتاً إلى أن هناك مسارا جاذبا وبديلا عن المضي في الصراع والدمار الاقتصادي.
 
وأكد غروندبرغ أن حجم التحديات الاقتصادية في جميع أنحاء البلاد هائل، ولم يتم دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية بالكامل، خصوصاً في المناطق التي يسيطر عليها الحوثي، ويواجه الناس في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة انقطاعات مطولة للكهرباء وارتفاعًا في الأسعار.
 
وطالب المبعوث الأممي أعضاء مجلس الأمن الدولي بالضغط لإنجاح الوساطة ودعم جهود السلام، قائلاً: «الجميع في هذا المجلس يتمتع بنفوذ، ما تقولونه وما تفعلونه مهم، واليمن يستحق انتباهكم الكامل، وبالرغم من اختلاف وجهات النظر، فإن لديكم مسؤولية جماعية لحماية مسار الوساطة وضمان حصول اليمنيين على فرصة حقيقية للسلام».

ذات صلة