"فليفل" تهامي تخطفه لغم حوثي بينما يأمل استلام راتب الضمان (فيديو)

  • الحديدة،
  • 02:22 2020/11/09

ذات صباح دفيء من صباحات تهامة المشرقة، قرر علي مرشد فليفل، الذهاب لتسلم مرتب الضمان الاجتماعي، حدث ذلك بعد نقاش طويل لم ينته مع أسرته حول الموعد المقرر للصرف.
 
ركب فليفل دراجته النارية وغادر منزله، على أمل أن يعود وقد ظفر بمرتب الضمان الاجتماعي رغم قلته.
 
كانت نظراته تتطلع بأمل، إذ إن ذلك المبلغ الزهيد الذي انتظر مجيئه منذ أشهر، سيسدد به بعض ديونه، فيما سيشتري بالمبلغ المتبقي طعاماً لأسرته المكونة من عشرين فرداً.
 
أما عائلته فقد كانت تتمنّى عودته، وقد جلب معه بعضاً من الأطعمة التي تسد بها جوعها. لقد كانت الأسماك واحدة من تلك الأغذية التي تنتظر قدومها مع ذلك الرجل البالغ من العمر نحو أربعين عاماً.
 
أما فليفل فقد انطلق بدراجته النارية كالسهم يسابق الريح قاطعاً كثباناً رملية، على أمل أن يعود بذلك المبلغ، وطوال المسافة التي قطعها ذهاباً وفي طريق العودة، كانت عائلته تبني أحلاماً عن الوجبة التي ستتذوقها في ذلك اليوم، وتلك هي أحلام البسطاء.
 
لكن تلك الأحلام النبيلة سرعان ما اختفت وتوارت خلف غيمة من الأتربة والغبار المتطاير في الهواء جراء انفجار عبوة حوثية ناسفة، وضعها عناصر الحركة التابعة لإيران في ناصية الطريق الرابط بين الخوخة ومديرية حيس.
 
قذف به الانفجار في الهواء وتناثرت قطع اللحم الممزقة والمحترقة على الأرض، أريق دمه كما هي أحلامه، أما دراجته النارية فقد حولها الانفجار إلى قطع مبعثرة على رمال الساحل.
 
كان الرجل يعين أطفاله من زوجتيه والبالغ عددهم عشرين فرداً، من عائدات ما يكسبه من عمله على تلك الدراجة، بعدما هجَّرتهم مليشيا الحوثي من مسكنهم في حيس، لكن العبوة الحوثية أزهقت روحه وأفقدت أسرته الكبيرة، العائل الذي يجلب لهم ما يتحصل عليه من رزق.
 
تقول إحدى زوجتيه، إن موته مثَّل فاجعة لنا جميعاً، فنحن لم نكن نتخيل أنه سيواجه ذلك الخطر المدفون تحت الأرض، لقد كنا ننتظر مجيئه، لكنه لم يأتِ، لقد ترك خلفه أطفاله بلا سند ولا معيل.
 
تضيف، بحسرة، هجَّرتنا مليشيا الحوثي من منزلنا المكون من طابقين في إحدى قرى حيس، وحولته بقذائفها إلى كومة من الأتربة.
 
لجأت الأسرة، قبل عامين، إلى الخوخة، واستقرت في مخيم اليابلي، أكبر مخيمات النازحين في الساحل الغربي، حيث تعيش الأسرة في ذلك المخيم ظروفاً معيشية قاهرة.
 
لم تكتفِ مليشيا الحوثي بقتل المواطنين وقنصهم وحرمانهم من مصادر الدخل وتهجيرهم، إنما زرعت الموت في طريقهم بهدف إنهاء حياتهم، في سلوك إجرامي ألِفَت عليه العصابة التابعة لإيران.

ذات صلة