مُسَوَّدة "غريفيث" من زاوية أمريكية: توطين هيمنة الحرس الثوري في اليمن

  • المخا، الساحل الغربي، أمجد قرشي:
  • 09:02 2020/11/11

يشكِّك مراقبون وخبراء في جدوى وكفاءة "الأفكار" التي يحلو للمبعوث الأممي أن يصفها بمسوَّدة اتفاق سياسي شامل بين الحكومة الشرعية ووكلاء إيران- المليشيات الحوثية؛ كأرضية لوقف القتال والدخول في مسار تفاوضي من شأنه أن يفضي إلى تسوية تكفل سلاماً يتسم بالديمومة.
 
في الخلفية من ذلك يستشهد المتشائمون؛ باختلال موازين القوى، وتفلُّت الأذرع الإيرانية من أي التزامات واتفاقات سابقة، واستقواء المتمردين بالمزيد من الدعم والتسليح الإيراني.
 
وفي تعليق خاص لـ"الساحل الغربي"، تؤكد الخبيرة الأمريكية إيرينا تسوكرمان، المختصّة في شؤون الأمن القومي، أنّ الخطط التوسُّعية للإيرانيين والحرس الثوري في المنطقة "تسير كما هو مخطط لها".
 
مضيفة "إنهم يشعرون بالأمان الكافي للقيام بذلك"؛ بسبب الفشل في تمديد حظر الأسلحة على طهران.
 
وتلفت تسوكرمان إلى "وقاحة" المجاهرة من قبل الحوثيين، أكثر من أي وقت مضى، بأنهم أحد أذرع إيران في المنطقة.
 
وفضلاً عن ذلك لا يمكن تجاهل استفادة المليشيات إلى حد مشهود من الضغوط والتحركات الغربية والأممية، مقابل انكفاء وتراجع الجهد العسكري في جبهات الشرعية لحساب المعارك البينية والجانبية.
 
الفشل في تجديد العقوبات وحظر الأسلحة على إيران، هو الآخر واحد من الأخبار السيئة، وسوف ينعكس بصورة مباشرة سلبياً على مسار الحرب في اليمن. 
 
وقد تسارعت الشواهد على ذلك خلال بضعة أسابيع لا غير شهدت ضبط وتوقيف شحنات أسلحة وصواريخ إيرانية في طريقها إلى المليشيات الحوثية من قبل البحرية الأمريكية، بحسب ما أعلنت المصادر الرسمية والعسكرية في واشنطن مؤخراً.
 
ينبني هذا على تحذيرات سابقة أطلقتها تقارير وشهادات غربية، أمريكية خصوصاً، من مخاطر التساهل والاستهانة بتمتع ذراع إيران في اليمن بخبرات وترسانة أسلحة وصواريخ وقاذفات إيرانية بصورة متزايدة.
 
صدرت هذه التنبيهات وسط أجواء ملبَّدة بالضغوط والدعوات إلى مسالمة الحوثيين دون أي فرصة لضمان الاحتواء العسكري للمليشيات الأكثر خطراً وتهديداً للمنطقة وللمصالح الدولية.
 
يتطابق هذا مع ما قالته وزارة الخارجية الأمريكية، إن إيران سعت إلى إطالة أمد الصراع في اليمن وأنفقت مئات الملايين من الدولارات في مساعدة الحوثيين، وقدمت مجموعة واسعة من الأسلحة القاتلة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار وتكنولوجيا القوارب المفخَّخة.
 
وفي تقريرها الأخير أكدت الخارجية الأمريكية، أن إيران -من خلال توفير الأسلحة والتدريب والمستشارين للحوثيين في اليمن- وسَّعت نطاق وصولها إلى ما وراء الخليج العربي إلى البحر الأحمر. 
 
وبدعم إيراني، نفذ الحوثيون عدداً من الهجمات على السفن التجارية والعسكرية، مما يهدد التدفق الحر للتجارة عبر ممر بحري آخر هو مضيق باب المندب، بحسب التقرير نفسه.
 
وذكر التقرير أنه في أكتوبر 2016، أطلق الحوثيون صواريخ كروز مضادة للسفن على سفن حربية أمريكية في المياه الدولية شمال باب المندب.
 
بناءً على ذلك تتناقص حظوظ الرهان على "أفكار" مارتن غريفيث لوحدها لإرساء أي فرصة قد تجلب السلام، في ضوء الفشل الذي كرَّسه عمل المبعوث الأممي خلال مدة ولايته وحتى الآن، بينما يُراد ورغماً عن كل شيء أخذ الأنظار بعيداً عن الاحتمالات السوداء والمآلات الكارثية التي يمكن أن تنتج عن التسليم باستقواء وبقاء ذراع الحرس الثوري الإيراني في اليمن قوة مهيمنة.

ذات صلة