تحالف الإرهاب والأسلحة المنهوبة: تقاطعات خطيرة بين الحوثيين والقاعدة تهدد أمن اليمن والمنطقة

  • عدن، الساحل الغربي:
  • 03:25 2025/04/19

كشف مركز تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.C.O Yemen) عن تحالف سري متصاعد بين جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة، تطور من حالة عداء معلنة إلى تنسيق استخباراتي وعملياتي فعّال، بإشراف مباشر من القيادي الحوثي ووكيل جهاز الأمن والمخابرات "الحسن المراني".. ووصف المركز هذا التحالف بالإرهابي طويل الأمد - المدعوم سياسياً ومالياً من إيران - بما يعكس تحول الجماعتين إلى شريكتي تخادم في إدارة الحرب داخل اليمن.
 
وأوضح التقرير أن جماعة الحوثي أفرجت عن عشرات العناصر من تنظيم القاعدة بعد إخضاعهم لبرامج تدريب طائفي وعسكري، تمهيداً لإعادة توظيفهم في مهام استخباراتية وهجومية داخل المحافظات المحررة، وذلك ضمن خطة منسقة أشرف عليها ضباط حوثيون بارزون؛ كما تم تزويد هذه العناصر بأسلحة متنوعة، منها عبوات ناسفة وطائرات مسيّرة جرى استخدامها في تنفيذ عمليات نوعية ضد قوات يمنية في أبين وشبوة.
 
وتضمن التقرير وثائق تؤكد وجود تنسيق مباشر بين جهاز الأمن والمخابرات الحوثي وتنظيم القاعدة، شمل تنفيذ ضربات دقيقة استهدفت مواقع عسكرية وأمنية، عبر دعم لوجستي واستخباراتي قدمه الحوثيون من خلال مشرفين ميدانيين بمحافظتي البيضاء وذمار، إضافة إلى منح القاعدة وثائق مزورة وهويات وجوازات لتسهيل تحركاتهم داخل اليمن وخارجه؛ كما حذر المركز من أن استمرار هذا التحالف قد يحول اليمن إلى بؤرة لتصدير الإرهاب وتهديد الأمن الإقليمي والدولي.
 
وفي سياق موازٍ، كشفت تقارير أممية وشبكة "بي بي سي" عن فقدان نصف مليون قطعة سلاح من الترسانة الأمريكية التي استولت عليها طالبان عقب الانسحاب من أفغانستان، وقد جرى تهريب جزء كبير منها إلى جماعات متطرفة، من بينها مليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة في اليمن؛ وتضمنت هذه الأسلحة بنادق أمريكية من طراز M4 وM16 ومعدات عسكرية متطورة باتت تُباع في السوق السوداء وتُنقل عبر تطبيقات تواصل سرية.
 
وتحذر الأمم المتحدة من أن تدفق هذه الأسلحة يعزز قدرات الجماعات الإرهابية ويهدد أمن الملاحة في البحر الأحمر في ظل التصعيد الحوثي، وسط عجز دولي عن ضبط حركة التهريب؛ ويرى مراقبون أن حصول الحوثيين على هذه الأسلحة يمثل نقطة تحول خطيرة في طبيعة الحرب، حيث باتوا يمتلكون أدوات أكثر تطوراً لشن هجمات على ممرات التجارة الدولية، ما يستدعي تحركاً دولياً حازماً لكبح جماح هذه الجماعات ومنع انزلاق المنطقة نحو المزيد من الفوضى.

ذات صلة