مدينة حيس.. ضريبة الصمود (صور)

  • حيس، الساحل الغربي، خاص:
  • 03:00 2020/11/16

يترك قرار السفر إلى حيس انطباعاً مخيفاً لمن أراد القيام بذلك، إذ إن ما تتعرض له المدينة من استهداف حوثي يجعل وكأن من يزورها سيكون هدفاً لتلك القذائف المميتة.
 
كما أن الرحلة لا تخلو من مخاوف خشية استهداف قناصة المليشيا التابعة لإيران الذين يقيدون حركة السكان عبر استهداف تحركاتهم، لكن حضور القوات المشتركة، يمنح الزائر شعوراً بالاطمئنان بقدرتها على التصدي لتلك الجرائم.
 
قرب المجمع الحكومي، كانت ندوب القذائف بادية على جدران المساكن وشاهدة على وحشية المليشيات المرتبطة بإيران، فيما الهدوء الذي يعم تلك المساكن يجعلها تبدو وكأنها خالية من سكانها.
 
 
لكن أهالي حيس يشيرون إلى أن المنازل القريبة من مواقع تمركز المليشيا في الشرق والشمال والجنوب هي التي هجرها سكانها بعد أن وجدوا أنفسهم عرضة لآلة القتل الحوثية.
 
تقول مديرة مكتب حقوق الإنسان في الحديدة فتحية المعمري، إن المليشيا المرتبطة بإيران تعتلي الروابي المرتفعة وتسيطر على الجبال المحيطة بحيس، ما يجعل استهداف المدنيين أمرًا سهلاً بالنسبة لقناصتها.
 
 
تضيف، إن المدينة التي يقدر عدد سكانها نحو 75 ألف نسمة والتي تخلو من البنايات المرتفعة، ساهم ذلك في جعل المدنيين مكشوفين أمام أعين القناصة إلى حد أن السكان يتساءلون بعد كل عملية استهداف، أين ستضرب المليشيات ضربتها التالية.
 
وتسببت تلك الجرائم في سقوط 152 قتيلاً بينهم 23 طفلاً و21 امرأة و305 جرحى غالبيتهم من الأطفال.
 
لكن حيس لا تخلو من مظاهر الحياة، إذ يبدأ الناس صباحهم بالتطلع نحو الأمل باحثين عن أرزاقهم، دون خشية من قناصة مليشيا الحوثي التي تتربص بهم لقتلهم وقذائفها المميتة، وتلك هي المفارقة بين من ينشد الحياة، ومن يحاول هدمها.
 
 
أما سائقو الدراجات النارية والتي يعتمد عليها كثير من أهالي الساحل كمصدر للطلب الرزق، فإنهم يتغلبون على عوامل الخوف بالعمل في شوارع حيس وأحيائها، فيما يحاول السكان وسط المدينة التي أنهكتها قذائف المليشيا، التغلب على أجواء الحرب بحثاً عن أمل في الحياة من خلال ممارسة حياتهم الطبيعية.
 
وفي جانب الخط المؤدي إلى المستشفى الريفي بحيس تنتشر ورش الحديد والمحلات التجارية في مشهد يعبر عن صمود السكان وتغلبهم على مظاهر الرعب التي تحدثها قذائف الحوثي.
 
 
 
 

ذات صلة