شحنة الـ750 طناً تشعل مجلس الأمن.. تحذيرات دولية من تصعيد حوثي يهدد الملاحة في البحر الأحمر
- نيويورك، الساحل الغربي:
- 10:03 2025/08/12
في جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، تصدر اليمن واجهة النقاشات الدولية، بعد الكشف عن ضبط شحنة أسلحة إيرانية ضخمة كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي عبر البحر الأحمر، في عملية اعتبرتها واشنطن "إنجازاً نوعياً" يعكس خطورة التدخلات الإيرانية واستمرارها في تقويض قرارات الأمم المتحدة وتهديد أمن الملاحة العالمية.
المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، أشادت بضبط المقاومة الوطنية للشحنة التي بلغت حمولتها 750 طناً، مؤكدة أن استمرار تزويد الحوثيين بالسلاح يمثل انتهاكاً صارخاً لقرارات مجلس الأمن، ويهدد الشعب اليمني وحرية الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب.
الشحنة، بحسب المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، احتوت على معدات تكنولوجية متطورة، ما يعكس مستوى التصعيد العسكري، ويستدعي –على حد وصفه– تذكير الدول الأعضاء بواجب الامتثال الكامل لحظر توريد السلاح.
غروندبرغ حذر في إحاطته من تطورات ميدانية مثيرة للقلق، أبرزها الهجوم الكبير الذي شهدته جبهة العلب في صعدة في 25 يوليو/تموز، وتعزيز الحوثيين مواقعهم قرب الحديدة، إلى جانب إعلانهم في 27 يوليو توسيع نطاق استهداف السفن.
وأشار إلى أن التصعيد الحوثي في البحر الأحمر واستهداف الموانئ والسفن المدنية ألحق أضراراً كبيرة بموانئ الحديدة والصليف، وأطال أزمنة تفريغ البضائع إلى ثلاثة أضعاف المعدل الطبيعي، مما فاقم الضغط على إمدادات الغذاء والسلع الأساسية.
من جانبه، مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة عبدالله السعدي، شدد على أن أمن وسلامة الممرات المائية الدولية ركيزة للاستقرار وازدهار الدول، مذكّراً بمشاركة اليمن منذ 2006 في جهود مكافحة القرصنة والتهريب ضمن "مدونة سلوك جيبوتي".
السعدي استعرض حوادث كبرى استهدفت السفن، منها غرق الناقلة "روبيمار" والهجمات على "MAGIC SEAS" و"ETERNITY C"، محذراً من استمرار تهريب السلاح والتدخل الإيراني، وداعياً إلى دعم قدرات خفر السواحل وتمويل آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش.
وحذر من خسائر فادحة بلغت 70% من موارد الدولة نتيجة توقف صادرات النفط عقب الهجمات الحوثية على الموانئ، مجدداً التنديد بإصدار الحوثيين عملات معدنية وأوراق نقدية مزورة، معتبر ذلك تدميراً ممنهجاً للاقتصاد.
كما لفت إلى الأوضاع الإنسانية الكارثية، حيث يعيش ملايين اليمنيين تحت خط الفقر ويعاني أكثر من 4.5 مليون من النزوح الداخلي، مؤكداً التزام الحكومة بخيار السلام، وداعياً المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات رادعة ضد التدخلات الإيرانية.
غروندبرغ وضع ثلاث أولويات أمام مجلس الأمن: خفض التصعيد على الجبهات، والمضي في المسار السياسي وفق خارطة الطريق الموقعة في ديسمبر 2023، ومعالجة الانقسام الاقتصادي؛ كما دعا إلى فتح طرق حيوية، ودعم استقرار العملة وأسعار السلع، وتمكين الشباب من المساهمة في بناء مستقبل اليمن، مع الإفراج الفوري عن 23 موظفاً أممياً ومحتجزين آخرين لدى الحوثيين.
جلسة مجلس الأمن الآخيرة، رسمت لوحة معقدة للوضع اليمني: شحنات أسلحة إيرانية، وتصعيد عسكري وبحري حوثي، وأزمات اقتصادية وإنسانية متفاقمة، في ظل تحذيرات أممية من أن استمرار هذه الدوامة سيقوض فرص السلام.. المشهد كما اتفق معظم المتحدثين، يتطلب تكاتفاً إقليمياً ودولياً لوقف التدخلات الإيرانية، وتأمين أحد أهم الممرات البحرية في العالم، ودعم جهود الحكومة اليمنية لإنهاء الحرب واستعادة الاستقرار.
