تشكيل الحكومة بين الغاية الوطنية وتذمرات البعض

04:29 2020/12/27

بالنظر إلى ‏ردود الأفعال حول تشكيل الحكومة وتذمرات البعض لعدم تمثيله بها، نلاحظ أن دعاة الشقاق وتجار الحرب المستفيدين من الوضع القائم، فتحت شهيتهم للشب على نارها، وهذا مؤشر قد ينذر بمشهد جديد للصراع يعمق من فجوة التشرذم ويعيق عمل الحكومة.
 
يا أخوة الوطن.. المرحلة خطرة ولا ضير بحكومة يكون تمثيلها بأكمله من منطقة واحدة، طالما وستستشعر وطنيتها ومسؤوليتها وحساسية المرحلة وتستشعر بأن الهدف الرئيسي من تشكلها معالجة كافة الاشكاليات بما يحسن الأحوال المعيشة للمواطن ويوحد الجهود لتحرير الوطن.
 
ينبغي أن لا ننسى بأنها حكومة (كفاءات) غايتها إنقاذ الوطن من الصراع والتشرذم ومعالجة تردي الأوضاع المعيشية، وليس حكومة محاصصة حتى يمكن القول بأن لطرف الحق بمقاطعتها والتذمر كما لو أننا نعيش حالة من الهدوء السياسي، والانسجام الاجتماعي، والاستقرار الاقتصادي.
 
علينا تحكيم العقل والابتعاد عن تأجيج فتن المشاريع الجانبية، والابتعاد عن تحريك ملفات ليست في صالح القضية الوطنية بالوقت الحالي على الأقل، إذ لا ينبغي علينا الانجرار وراء دعوات التحريض، كما لا ينبغي أيضا أن نعير تلك المنشورات التأجيجية أي اهتمام، فهي مجرد سموم صادرة عن مطابخ من لا يريدون للوطن والمواطن أي صلاح يتعارض مع مصالحهم.
 
فقط علينا أن نتحلى بمزيد من الثبات والتحصن من تلك الموجهات المغرضة، وأن نستبشر خيرا ونعلق الآمال بكل حل قد ينقذ الوطن، فنحن كغريق يبحث عن قشاية لتنجده وليس عليه في حالته هذه أن يتشرط نوعها وطراوتها ومصدرها ومرجعيتها.
 
غداً، بإذن الله، سيكون أفضل، ولن يضيع الله شعبنا الطيب، عند ذلك يحق لأي طرف أن يتذمر ويقاطع، وله أيضا في ذلك الحق بأن يرفع دعاوى قضائية لعدم تمثيله أو تجاهل مكونه ومطالبه لإنصافه.
 
أما اليوم فقط المطلوب دعم كل جهد وعمل يشكل بصيص نور لإخراج الجميع من عنق الزجاجة، مهما كان ذلك ركيكا أو ضعيفا، فبتوحيد صفوفنا وجهودنا لمساندته سيقوى ويشتد عوده وتتعاظم مخرجاته بكل ما يصب بمصلحة الوطن والمواطن.