معركة الوعي

10:02 2021/03/05

الأجيال والقبيلة اليمانية "في خانة الاستهداف الإعلامي للحوثية"
 
منذ انقلابها على الدولة والمجتمع اليمني وسيطرتها على مؤسساتها بما فيها وزارة الإعلام وقنوات التلفزة الفضائية، وأيضا سيطرتها على وسائل إعلام وقنوات التنظيمات السياسية المناوئة لها، ولكونه يعد أحد قنوات التنشئة بشقيها الاجتماعي والسياسي، وفي ظل مساعيها لتشويه الفكر اليمني وتعبئته بمفخخات مشروعها الرجعي، تجدها وبخطى متسارعة تسعى لتوسيع مساحتها الإعلامية بقنوات موجهة جميعها يهدف إلى تزييف الواقع وتشويه المنطق المجتمعي.
 
عمدت إلى إنشاء فضائيات، موجهة كلاً منها لفئة من فئات المجتمع، فإلى جانب الفضائيات اليمنية، أنشأت ميليشيات الحوثية في الآونة الأخيرة فضائيات متنوعة منها الديني والتعليمي والوثائقي، فضلاً عن مولودها الجديد (قناة القبيلة).
 
إن تلك الفضائيات لم تنشأ ارتجالاً بل لها رؤى ودراسات ممنهجة، بهدف تعبئة المجتمع وتشويه وعيه الشعبي، ناهيك عن سعيها لحرف مساره لاشغاله بقضايا تستهلك جهده عن تلك المصيرية، إضافة إلى أنها قنوات تحشيدية أكثر من أنها تمثل إضافة ثقافية وحضارية للموروث اليمني.
 
فالحوثية وعبر تلك القنوات هي لا تزيف الحقائق فقط بل تشوه الفكر وتفخخ العقول، وتهدف لخلق مجتمع مشلول وهزيل، وقبيلة منحرفة، واجيال خانعة لمشروعها، بما يكسبها ديمومة حكم اليمن، ومصادرة ثروات الشعب وكل حق له بالعيش الكريم.
 
إن كل مسعى للحوثية للتحكم بالعقل اليمني وتشويهه يمثل تحدياً عواقبه ستكون وخيمة إذا لم تتم مواجهته، فأمام هذا التحدي نستغرب عجز "حكومة شرعية"، أمام كل استراتيجية تعتمدها الحوثية على كافة الأصعدة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فضلا عن الاعلامية.
 
حيث نجد أنها لم تقدم للوطن والمواطن غير المزيد من القتل والدمار نتيجة عجز غير مبرر، والذي ساعد على تغول الميليشيات وتوسع خارطة مواقعها مما أسهم بتعظيم مكاسبها، فأصبحت كيانا بالرغم من عدم مشروعيته إلا انه بات إلى حد ما ندا لها ويكاد ينتزع اعترافا بسلطته على الاقل بتعاطي الدول الدبلوماسي معه.
 
اليوم إذا لم ندرك خطورة تحركات الميليشيات الاعلامية، وعلى وجه الخصوص تلك التي تستهدف القبيلة اليمانية، فسنشهد قبيلة مشوهة وجيلا مشحونا بالطائفية والمناطقية والعقائدية، الغاما ستنفجر يوما بوجه المجتمع ككل بمستوياته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وكذا الدينية، ويكون سببا بتأخر معركة استعادة السيادة التي ستكون فاتورتها باهظة بلا شك.
 
لذا، على كافة القوى الوطنية أن تعمل على إنشاء قنوات مضادة لدحض مغالطات وافتراءات وتشويهات إعلام الحوثية، قنوات وطنية بمختلف التوجهات والمشارب وليس فقط فضائيات، مهمتها صيانة الفكر الوطني والديني لإنقاذ ما يمكنها إنقاذه من الوعي الحضاري.