في تحقيق ميداني لـ"منبر المقاومة" من العاصمة صنعاء.. ملايين الريالات دفعت لقيادات حوثية أعادت فتح أسواق القات وعرضت حياة المواطنين للخطر..!

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/04/09

يشكو المواطنون من عدم جدية سلطات مليشيات الحوثي في اتخاذ الإجراءات الإحترازية الفعلية لمواجهة كورونا، وأن ما يشهدوه على الواقع لا يرقى إلى 20% مما تروجه جماعة الحوثي الكهنوتية في وسائل إعلامها وعبر مواقع التواصل الإجتماعي.
 
لقد عاد فارس السريحي يوم الأربعاء الماضي إلى حانوته الصغير في سوق الرضي بجولة عمران شمال العاصمة صنعاء ليبيع القات بعد سبعة أيام من إغلاق مليشيا الحوثي السوق بدعوى منع التجمعات في أماكن ضيقة إحترازا من إنتشار الفيروس.فارس واحد من 57 "مقوت " عادوا إلى حوانيتهم الصغيرة ليمارسوا مهنتهم رغم أن سبب إغلاق السوق ما يزال قائما، بل وربما أصبح أكثر خطر بعد إثبات تسلل العشرات من المغتربين في دول الجوار بشكل يومي إلى مناطق سيطرة المليشيات دون أن يخضعوا لأي فحص طبي أو حجر صحي.كانت أمانة العاصمة التي تسيطر عليها المليشيا قد أصدرت توجيها في 1 ابريل قضى بإغلاق 57 سوق قات موزعه على جميع مديريات العاصمة صنعاء، وإخراجها إلى أماكن مفتوحة.لكن بعد سبعة أيام فتحت الأسواق أبوابها وعاد أكثر من خمسة ألف "مقوت" إلى أسواقهم رغم أن التهديد مايزال قائما.يقول مشرف سوق حجر أن مالك السوق دفع مبلغا كبيرا من المال للمليشيات مقابل السماح له بإعادة فتح السوق.وأكد مشرف السوق لموقع "منبر المقاومة" أن مالكي أسواق القات في صنعاء توصلوا إلى إتفاق مع المليشيات يقضي بدفع ملاك ومستأجري الأسواق مبالغ مالية للحوثيين مقابل السماح لهم بفتح أسواقهم واستئناف النشاط.وأضاف مشرف سوق حجر الذي طلب عدم ذكر إسمه لدواعي أمنية أن المبالغ المتفق عليها بين الحوثيين في أمانة العاصمة وملاك ومستأجري الأسواق متباينة وليست موحدة لتباين عدد "المقاوتة" وحجم نشاط السوق.إجتماع سريمصدر في أمانة العاصمة أكد لـ"منبر المقاومة" ما قاله مشرف سوق حجر مضيفا "لقد عقد إجتماع في مبنى أمانة العاصمة ضم وكلاء الأمانة وعدد من ملاك ومستأجري الأسواق لمناقشة قضية إغلاق الأسواق وتم الإتفاق على إعادة فتحها مقابل دفع مبالغ لصالح جماعة الحوثي تحت مسمى دعم حملة مواجهة فيروس كورونا".وبحسب المصدر فقد كان ملاك الأسواق الحاضرون في الإجتماع يملكون تفويضا من باقي ملاك الأسواق في أمانة العاصمة للحديث والإتفاق مع الحوثيين باسم الجميع.إجراءات مشوهةأغلق سوق شرف الدين في شار المطار أبوابه تنفيذا لتوجية المليشيا، لكن وسيم المخلافي، أستبدل حانوته الصغير بزاوية مقابلة لبوابة السوق، وخلال سبعة أيام أستمر توافد زبائنه إلى تلك الزاوية بدلا عن الحانوت.يقول المخلافي لـ "منبر المقاومة" ما الفرق بين البيع داخل السوق وخارج السور موجها حديثه للمحرر"انظر إلى التزاحم هنا على القات ، لقد تسببنا في إزدحام الشارع وإعقنا حركة السيارات، والفيروس الذي سينتشر داخل السوق سينتشر خارج السوق".اجبر تجار القات على ترك أسواقهم فاستبدلوها بالشوارع المجاورة للأسواق ما تسبب في إزدحام الشوارع العامة وإعاقة حركة السير للمركبات والأفراد.يقول المواطن منصور المجيدي "المليشيات اغلقت الأسواق ولم توجد بديل لها لا خارج المدينة ولا داخلها" وهذا ما جعل الإجراء بلا فائدة إلا للإستخدام الإعلامي وإبتزاز المقاوتة وملاك الأسواق، حد قوله.غياب الإحترازاتلأحظ معد التقرير من خلال مشاهداته أثناء زيارته لـ 7 أسواق قات أستأنفت نشاطها غياب الإحترازات التي كانت قد فرضتها المليشيا سابقا على الأسواق.حيث اختفت خدمت التعقيم التي كانت المليشيا قد فرضتها على أبواب الأسواق منذ عشرين يوم.وكانت جماعة الحوثي المدعومة من ايران قد فرضت على ملاك الأسواق توفير مواد تعقيم وعامل لا يسمح لأحد من الزبائن بدخول السوق إلا بعد أن يخضع لتعقيم يدية بمادة تعقيم وألة تحتوي على مادة الديتول مخلوطة بالماء.وبعد إعادة فتح الأسواق إختفى العامل والمعقمات وبذلك فقد عاد الوضع إلى ما كان عليه قبل ظهور فيروس كورونا.الأمانة لا تتجاوبالمصدر سالف الذكر في أمانة العاصمة الذي طلب عدم الكشف عن هويته حفاظا على حياته قال بانه لا يملك أي معلومات حول الإحترازات التي على أساسها تم السماح بإعادت فتح الأسواق.معد التقرير حاول الحصول على أي معلومة في هذه الجزئية من المسئولين في أمانة العاصمة لكن الجميع رفضوا التعليق على القضية.وهكذا تعرض مليشيا الحوثي حياة أكثر من أربعة مليون مواطن في أمانة العاصمة للخطر مقابل حصولها على عشرات الملايين من ملاك ومستأجري الأسواق، وهذا مجرد مثال على إستهتار المليشيا بأرواح الناس غير مدركين بأن الكارثة إذا حلت بالعاصمة لن يكونوا بمنئ عنها.
 

ذات صلة