أرأيتَ كيف بدتْ "حَجُورُ"؟

09:12 2021/02/01

أرأيتَ كيف بدتْ "حَجُورُ"؟
وكأنّها نارٌ ونورُ 
 
وتحَدّثَتْ، والسّاجُ خَرَّ لها وسَبّحْتِ الجُذورُ
 
وتَجّمعتْ في ظِلّ قامَتِها اليمانِيةِ العُصُورُ 
 
لا صوتَ إلّا صَوتُها الأعلى وقائلُها الكبيرُ 
 
وتَوَقّفَ التأريخُ يَمْسَحُ نَعْلَها وبهِ يَدورُ  
 
وكأنّهُ ذاكَ الذي يأتي "المَشاعرَ"  أو يزورُ 
 
بغبارِ نَعْلِ "حَجُورَ" فازَتْ إنْ تَمَسَّحَتِ السُّطورُ 
 
لا نَقْصَ في تلميعٍ نَعْلٍ فوقَهُ حُرُّ يَثورُ 
 
ما النّقْصُ إلّا حمْلُ رأسٍ تَحْتَهُ رَجُلٌ حَقيرٌ
 
رَجُلٌ بلا رَجُلٍ، وعَبْدٌ بانْحناءتهِ فَخُورُ 
 
ذَكَْرٌ إذا ذَكَرَ النِّسا، أُنْثى إذا اجْتَمَعَ الذُّكورُ 
 
حَيٌّ إذا ظُلْمٌ دَعا، مَيْتٌ إذا نادى الغيورُ 
 
أرأيتَ كيفَ هُوَ الحقيرُ بصَفِّ ظالمِهِ خَطيرُ 
 
ورأيتَ كيفَ بَدَتْ "حَجُورُ" وكيف لَم يَبْدُ الكثيرُ 
 
أرأيتَ كيفَ تَسَلّقتْ قاماتِ هَيْبَتِها الدّهُورُ 
 
وتَساقَطتْ كالحالمينَ إلى السّماءِ بأنّ يطيروا 
 
و"حَجُورُ" تَرْسِلُ كُحّةً وتطيرُ مِن فَمِها صُقُورُ 
 
وإذا تَلَفّتَتِ اسْتَدارَ الرُّعْبُ يَصْرُخُ مَن يُجِيرُ؟ 
 
فيَموتُ قَبْلَ يَموتُ مِن صرَخاتِهِ الحَرْفُ الأخَيرُ 
 
لا شيءَ مثل المَسْتحيلِ إذا سألتَ ولا نظيرُ
 
إلّا نَجاتُكَ مِن "حَجُورَ" وإنتَ جاءَ بكَ الغُرورُ 
 
فالموتُ ليسَ بتارِكٍ مَن ليسَ تَتْرُكُهُ "حَجُورُ" 
 
هشام باشا2021/1/26