المخا.. بوابة القادسية الثالثة لاستعادة الجمهورية والعاصمة صنعاء

قبل 5 ساعة و 25 دقيقة

في لحظةٍ لا يزال يمدّ فيها مشروع الكهنوت ظلّه الأسود فوق ما تبقى من  الدولة اليمنية، ويواصل ابتلاع مؤسساتها بقوة القهر والعنف، ينهض الرجال الذين أقسموا أن الجمهورية لن تُهزم ما دام في صدورهم نفسٌ يتردد. ومن شاطئ المخا، حيث تحمل نسائم البحر ذاكرة البطولات الأولى، تُولد شرارة جديدة تقول إن معركة استعادة اليمن لم تنتهِ بعد، وإن الجمهورية قادرة على أن تنفض عنها غبار الحرب وتعود شامخة كما خُلقت. فما يحدث اليوم في المخا ليس تطويرًا لميناء ولا تجهيزًا لمطار… بل فعل مقاومة صريح، ورسالة وطنية تُرفع بيد رجالٍ قرروا أن يكونوا خط الدفاع الأخير عن اليمن وهويته.
 
وفي هذا الإطار يأتي المشروع الوطني الذي يقوده الفريق طارق صالح، نائب رئيس مجلس القيادة، والذي حوّل ميناء ومطار المخا من منشآتٍ معطّلة إلى ركيزة استراتيجية تعيد رسم خارطة اليمن الاقتصادية والسياسية. فهذه المشاريع ليست رفاهية عمرانية أو مجرد خدمات، بل ضرورة وطنية تفتح نافذة جديدة لشعبٍ أرهقته سنوات الحرب وأغلقت المنافذ أمامه بعد تدمير مطار صنعاء وميناء الحديدة وما ترتب على ذلك من معاناة اقتصادية وإنسانية خانقة.
 
فبعد انتهاء في مطار المخا بعد سلسلة طويلة من التجهيزات والعمل المتواصل ليصبح ممرًا آمنًا للحياة والتنمية، لا يزال العمل مستمراً في ميناء المخا منذ 2019 بخطوات واسعة شملت تعميق الأرصفة ورفع المخلفات وتأهيل البنية التشغيلية. وهي خطوات أعادت للميناء جاهزيته وقدرته على استقبال الحركة التجارية بصورة أفضل وأوسع. حيث جاءت الصفقة المبرمة مؤخرًا مع شركة بريما الاستثمارية بقيمة 138 مليون دولار لتشكل نقلة نوعية، إذ يتوقع أن توفر ما بين ثلاثة إلى أربعة آلاف فرصة عمل لأبناء المنطقة، في انعكاس مباشر على الاقتصاد المحلي وإحياء لبيئة اجتماعية وتنموية جديدة.
 
لقد أصبحت المخا عنوانًا للأمل، ليس باعتبارها منشأة اقتصادية فحسب، بل كرسالة سياسية وعسكرية تؤكد أن الجمهورية تستعيد أنفاسها، وأن اليمن قادر على النهوض من تحت الركام مهما حاولت المليشيا الحوثية محاصرته وتمزيقه. فالمشاريع التي تُبنى هنا تجسد رؤية وطنية واضحة يقودها الفريق طارق صالح، رؤية تعيد الاعتبار للدولة ومؤسساتها وترسخ نفوذها في الجغرافيا المحررة وتدفع عجلة التحرير إلى الأمام بثبات ووضوح.
 
وفي قلب هذا الحراك، تبرز المخا بوصفها إحدى جبهات القادسية الثالثة؛ تلك المعركة اليمنية الخالصة التي ينهض فيها الشعب لاقتلاع مشروع الكهنوت من جذوره واستعادة الجمهورية بإصرار لا يلين. فهذه الملحمة لم تعد وصفًا مجازيًا، بل عنوانًا لمعركة وطنية تتقدم خطواتها بثقة، وتفتح الطرقات وتعيد وصل ما انقطع بين تعز وصنعاء ضمن رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى فك الحصار عن الشمال وتهيئة الطريق نحو العاصمة.
 
ومن المخا اليوم يُكتب فصل جديد من حكاية اليمن الجمهوري؛ فصلٌ يعيد للناس يقينهم بأن وطنهم في طريق العودة إليهم، وأن الجمهورية التي قاتل أبطالها في الماضي ستعود من جديد، مرفوعة الرأس، قوية، واثقة، ومتقدمة نحو صنعاء… ليس بالشعارات، بل بالعمل والإنجاز والمشروع الوطني الذي لا يعرف التراجع.