استمارة طلب تصريح لمزاولة النشاط، هي التسمية التي ابتكرتها مليشيات الحوثي لإنهاء ما تبقى من مراكز وحلقات تحفيظ قرآن كريم خارج نهجها وسيطرتها كما هو الحال مع المساجد والمنابر.

 

وألغت الإجراءات الحوثية تسمية تحفيظ قرآن، واستبدلتها بتعليم القرآن. يقترن التعليم لدى أصحاب "المسيرة القرآنية" بالتلقين وتعبئة المفاهيم والتفسيرات والتأويلات الخاصة بها وعلى طريقة ملازم الصريع حسين الحوثي.

 

وبموجب الشروط المفصلة على مقاس الموالين والمفرخين من دورات ومحاضن المسخ الحوثي، لا يعني الإجراء الزائد عبر فرض الحصول على تصريح عمل أو ممارسة إلا قطع الطريق أمام غير الحوثيين والمتحوثيين، لأن هذا يستوجب ترشيحا وتزكية من هيئة حوثية في الحي أو الحارة، وهذه مرتبطة بدورات التعبئة والتنسيب إلى القطيع.

 

يقول المطلعون إن الاستمارة  التي أصدرتها وزارة الاوقاف الخاضعه للمليشيا، تنظم العاملين في التحفيظ من الموالين لها وليس غيرهم، حيث يجب الحصول أولاً على موافقة جهة إشرافية حوثية وخضوعه لشروط القبول الى تتضمن الولاء للجماعة وتدريس أفكارها الطائفية للطلاب بموجب حصوله أولا على تزكية بحضور دورات خاصة.

 

ويأتي هذا الإجراء تزامناً مع الحملات التي تقوم بها المليشيا لإغلاق ما تبقى من مراكز تحفيظ القرآن الكريم وحلقاتها في المساجد، وإستبدالها بمراكز التعبئة الطائفية التي تستقطب الطلاب وصغار السن.

 

يُذكر أن إنتهاكات مليشيا الحوثي بحق دور العبادة ومراكز التحفيظ تمتد الى مرحلة ماقبل إنقلاب 2014، حيث فجرت في طريقها الى صنعاء العشرات من المساجد ودور تحفيظ القرآن الكريم، فيما حولت عشرات المساجد الى أماكن لتعاطي القات وثكنات مسلحة وسجون،  وفرضت من على منابرها الخطاب الطائفي المستند على العنف والإرهاب.