تروي "خولة" كيف أعدم قناص حوثي في "تبة السلال" طفلها الرضيع أمام والديه وأخويه

  • تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي والتميمي محمد:
  • 08:25 2021/08/30

"كان محمد يجلس بالمنتصف بيني وبين والده الذي يقود السيارة، فالرصاصة التي وجهها القناص الحوثي نحو عماد مباشرة انفجرت في رأس طفلي". 
 
بعد سنوات من الحزن المتلاحق والمعاناة المتراكمة، جراء النزوح والتشرد اللذين عاشتهما أسرة الراعي في مدينة تعز، بسبب مليشيا الحوثي الإرهابية، قررت الأسرة أن تخرج من تلك الأجواء وتكسر ذلك الروتين الممل في رحلة عيدية قد تمنحهم وأطفالهم بعضاً من مشاعر الفرح والسرور المحرومين منه. لقد عاشت الأسرة فرحتها بضع ساعات أثناء رحلتها، قبل أن تحول المليشيا الحوثية حياتها مجدداً إلى أكوام من الحزن والأسى.
 
كانت الساعة السادسة مساءً، عندما عادت أسرة المواطن عماد عبدالجبار الراعي، من نزهتها العيدية منذ الصباح، في ثاني أيام عيد الفطر المبارك الموافق 5 يونيو/حزيران 2019، بعد رحلة من الفرح التي كانت حلماً سعيداً لأسرة تعيش معاناة التشرد والنزوح منذ سنوات من الحرب الحوثية على المدينة.
 
قناص تبة السلال
 
وفي الطريق إلى منزلها الكائن في مديرية صالة شرقي مدينة تعز، كانت عين القناص الحوثي المتمركز في تبة السلال في انتظارها..
 
 
تلك العين المليئة بالخبث والحقد وشهوة القتل لكل سكان المدينة والحياة فيها، تلك العين الإجرامية واليد الملطخة بالدماء التي حولت فرحة الأسرة في لحظات إلى حزن مستمر ومأساة متواصلة..
 
  اقرأ أيضا:
 
صوب القناص الحوثي قناصته نحو السيارة (الحافلة) -التي استعارها عماد من أحد أقاربه لقضاء النزهة- مطلقاً رصاصته التي اخترقت زجاج السيارة موزعة شظاياها على كل أفراد الأسرة المكونة من خمسة أفراد، لتنتزع حياة الطفل محمد ذي الربيع الأول من عمره، من بين والديه ومن أمام أعينهما وجسديهما الملطخين بالدماء، التي نالت نصيبها من تلك الشظايا.
 
كان يجلس بالمنتصف..
 
والدة الطفل محمد، خولة أحمد حسن محمد (27 عاماً) في حديثها لـ"الساحل الغربي"، تروي بأسى ووجع لحظات استهداف القناص الحوثي لهم واختطاف حياة طفلها أمام عينها: "كان محمد يجلس بالمنتصف بيني وبين والده الذي يقود السيارة، فالرصاصة التي وجهها القناص الحوثي نحو عماد مباشرة انفجرت في رأس طفلي". 
 
 
تضيف خولة والدموع تنحدر على خدها: "لن ننسى تلك الفاجعة، التى حولت كل عيد إلى مأساة وحزن دائم". 
 
ونالت خولة نصيبها من الشظايا التي تسببت بكسر في ذراعها الأيمن، فيما لا تزال آثار الشظايا تسيطر على وجهها كالنمش.
 
أسرة تحت الفاجعة
 
تواصل خولة حديثها عن هول الفاجعة: "عندما كسرت الرصاصة زجاج الحافلة، ومع انفجارها توزعت شظاياها علينا جميعاً، لكن طفلي محمد كانت إصابته أبلغ، حيث كان الهدف الأول للرصاصة التي قطعت عنقه كأنها انفجرت على رأسه، ثم تطايرت بيني وبين والده الذي أصيب بشظايا بالرقبة تجاوز خطرها، فيما استقرت شظية أخرى بفخذه ولم يستخرجها، بينما أصيب ولدي علي وأخته بشرى بجروح بسيطة، لكنهما يعانيان من صدمة نفسية لا تزال آثارها تلاحقهما منذ الحادثة".
 
تضيف خولة: "أهالي الحي قاموا بإسعافنا، لكن محمد فارق الحياة؛ لأن إصابته خطرة".
منذ ثلاثة أعوام تعيش أسرة عماد الراعي، حالة غير مستقرة نفسياً واجتماعياً، خصوصاً زوجته وأطفاله، فهم يصرخون كلما سمعوا انفجارا أو طلقة رصاص أو شاهدوا رجلا يحمل سلاحا، حتى الأسلحة البلاستيكية تسبب لهم الذعر، فهم بأمس الحاجة لتأهيل نفسي كغيرهم من ضحايا حرب المليشيا.

ذات صلة