"منبر المقاومة التقى عدداً من ذوي الضحايا".. معتقلات الحوثي، إرهاب متواصل وجرائم ضد الإنسانية – (تحقيق)

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/06/01

منبر المقاومة - عبدالصمد القاضي: تمارس المليشيات الحوثية أبشع أنواع التعذيب والتنكيل بالمعتقلين في سجونها السرية والمعلنة بشتى أنواع الوسائل الممكنة وغير الممكنة.
 
ونتيجة لهذا التعذيب الجسدي الإجرامي، فقد الكثير من المعتقلين حياتهم في المعتقلات الحوثية، وفقد آخرين عقولهم جراء التعذيب النفسي الشنيع، ورغم المطالبة المستمرة التى تقودها رابطة أمهات المعتقلين بالإفراج عن ابنائهن من سجون المليشيات تواجه برد عكسي لذلك بمنع الزيارات أو تحويل المعتقلين إلى سجون سرية بعيداً عن ضوء الشمس وزيارات الأقارب.ورصدت التقارير الحقوقية الكثير من الانتهاكات ضد المعتقلين في سجون مليشيات الحوثي حيث وصل عدد الذين فقدوا حياتهم في هذه السجون 213 حالة وفاة داخل المعتقلات باستثناء الأعداد التى لم يتأكد الراصدون من معرفتها وهم المخفيين قسراً في سجون المليشيات السرية وتؤكد التقارير أن 35% من المخفيين تعرضوا للتصفيات الجسدية وأكثر من 15 حالة توفيت عقب خروجها من المعتقلات بمدة لا تتجاوز أكثر من خمسة أيام خارج المعتقلات نتيجة تعرضهم لأبشع أنواع التعذيب داخل السجون الحوثية. معتقل مدينة الصالح بمحافظة تعز يعد أبرز السجون التابعة للمليشيات الحوثية بالجزء الخاضع لسيطرتها من المحافظة حيث حولت المليشيات مدينة الصالح السكنية الى معتقل ويعتبر من أكثر المعتقلات الحوثية رعباً حسب شهادات لمعتقلين قضوا فيه فترات طويلة، وكشفوا عقب خروجهم عن طرق التعذيب التي تعرضوا لها داخل المعتقل والتي تراوحت بين تعليقهم في أسقف الزنازين التي وضعوا داخلها لأيام طويلة، وصب مادة الأسيد الحمضية على أجسادهم، وإذابة البلاستيك وتقطيره فوق جلودهم، ونزع أظافرهم، والتعرض لأعضائهم التناسلية بالتعذيب، وحرمانهم من الزيارات، والاعتداء المستمر عليهم بأعقاب البنادق، وتركهم يواجهون الموت دون أدنى رعاية صحية، ومنهم من فارقوا الحياة أمام أعينهم. المواطن أنور الركن أحد ضحايا التعذيب الملشاوي في سجن مدينة الصالح بتعز، بدأت رحلة الموت حين قرر أنور أن يترك العاصمة صنعاء متجها إلى بلدته بتعز منتصف عام 2017 لكن طريق الحرية طويل جداً فحين وصل مدينة الحوبان تعرض للاعتقال وتغطية عينيه وأخذه إلى معتقل الصالح، حيث مكث فيه قرابه عام كامل، وتعرض خلال الاعتقال الى أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي ليتم الإفراج عنه بعد تردي وضعه الصحي لكنه فارق الحياة بعد ثلاثة أيام من الإفراج عنه. يروي والده لـ "منبر المقاومة" كيف تعرض أنور لمعاملة قاسية وتعذيب وحشي في السجن توفي بسببها بعد ثلاثة أيام من إطلاق سراحه، قائلاً:"كان جسد أنور هزيلاً وأخبرنا أنه كان يتم حقنه بمادة الأسيد وكان قد فقد القدرة على التحدث ولا يستطيع شرب الماء". ويضيف: "قمنا بإسعافه إلى إحدى العيادات في المنطقة، لكن الطبيب أفادنا أن جسم أنور لا يتقبل العلاج، نتجية تدني المناعة إثر التعذيب وحقن مسمومه وضعت في دمه دمرت جهازه المناعي. الاستاذ علي عبد الله حسن العمار، رئيس قسم الأنشطة المدرسية في إدارة التربية بمديرية حيس، تم اعتقاله من مكان عمله بعد تلفيق تهمة "رفع إحداثيات" بحقه.وبعد مرور ثلاثة أعوام من اعتقاله يفرج عنه ويخرج من سجن الأمن السياسي جثة هامدة، نتيجة تعرضه للتعذيب الشديد والإهمال الصحي طوال فترة اعتقاله. المواطن أحمد طاهر احمد معتقل آخر فقد حياته في 9 من مايو الماضي داخل سجن الصالح بتعز بفعل التعذيب الوحشي الذي مارسته المليشيات الحوثية بحقه. إضافة إلى طلقات نارية في أنحاء متفرقة من جسده وتفيد مصادر أن احمد طاهر كان من ضمن كشوفات تبادل الأسرى الذي تعرقل المليشيات تنفيذه ليكون برهانا ودليلا على جرائم المليشيات بحق المعتقلين. ويروي الصحافي تيسير السامعي لـ "منبر المقاومة" قصة احتجازه لأكثر من خمسة أشهر في سجن الصالح، حيث كشف عن تعرض المعتقلين للتعذيب والتحرش الجنسي وممارسات "لا أخلاقية". يقول تيسير: "عايشت سجناء واستمعت لمعاناتهم فبعضهم تعرض للتعذيب والإهانة والبعض تعرض للتحرش الجنسي وأشياء فظيعة جداً". ويضيف "هذا السجن سيئ للغاية، أغلب الذين اعتقلوا في تعز يتم ترحيلهم إلى هذا السجن الذي يفتقر إلى المقومات الإنسانية، لا فرش ولا أغطية، ومعظم المعتقلين ينامون على البلاط، وإذا ما حصلوا على بطانية فهي صغيرة وقذرة للغاية. أغلق الحوثيون نوافذ السجن ولم يبقوا غير فتحة صغيرة، الصرف الصحي سيئ للغاية، تفشت حشرات معدية بشكل فظيع جداً، كما أن النظافة لغرف السجن لا تتم، ولا يسمح الحوثيون للسجناء بالنظافة ولا يوفرون لهم أدواتها".ويذكر تيسير أن المليشيات الحوثية قامت بتعليقه لمدة 23 ساعة من يديه المقيدتين من المعصم في سقف غرفة استجواب خانقة، كما أنه فقد الإحساس بأصابعه وذراعيه وجزء كبير من جسمه، وبدأت الأصفاد في شق معصميه. وختم بالقول "الموت أهون وأقل ألما من ذلك التعذيب الذي لا يتوقف، فلو استمر لساعة أخرى كنت سأموت".في حديثها لـ "منبر المقاومة" تقول د.امة السلام الحاج رئيسة رابطة أمهات المختطفين: تصل إلينا العديد من البلاغات من أسر الضحايا تفيد بانتهاكات خطيرة تمارسها الميليشيا ضد المعتقلين، ووثقنا شهادات حيّة ومقابلات مع أسر الضحايا، وكذلك مقابلات مع معتقلين سابقين تم الإفراج عنهم واستمعنا لشهاداتهم المروعة من داخل سجون الحوثي".وأوضحت أن ميليشيا الحوثي تستخدم كافة أنواع التعذيب ضد المعتقلين، إذ يعدّ سجن "مدينة الصالح" في تعز من أكبر السجون التي تمارس فيها الإنتهاكات، وبحسب شهادات من أسر الضحايا يقولون إنهم يتلقون اتصالات من مسؤولي المعتقلات تبلغهم بالحضور لاستلام أقاربهم وأولادهم وهم جثث هامدة. ومنهم وليد أحمد حسن الشميري، الذي تم اقتحام منزله في محافظة الحديدة وقامت الميليشيات باختطافه هو ووالده وثلاثة من إخوته، وأفرجت عن الأب في ساعة متأخرة من الليل وأبقت على أولاده، ليتم لاحقا إبلاغ أسرة وليد بالذهاب إلى المستشفى العسكري لاستلام جثته التي بدت عليها آثار التعذيب. ومثله صهيب الذبحاني بتعز وعدنان الموعري وعادل الحسيني وعبدالرحمن معوضة وغيرهم الكثير من المخفيبن منعت أسرهم من زيارتهم منذ سنوات والبعض منذ أشهر دون أسباب واضحة والكثير منهم تعرضوا لتصفيات جسدية. وأضافت: نستغرب حين نضع أسماء نطالب بتبادل أسرى أو بالإفراج عنهم أن المليشيات تقوم باختيار أسماء جدد أكثرهم لم تقيد بياناتهم في كشوفات المختطفين ولم تتلقى أي بلاغات من أسرهم. كما تؤكد الحاج أن عدد القتلى في المعتقلات نتيجة التعذيب يفوق الأعداد المعروفة والمعلن عنها وما خفي أعظم وتستخدم المليشيات السلطة القضائية وإصدار أحكام إعدام بحق المعتقلين خارج نطاق القانون تحمل بعدا سياسيا للتخلص من المعارضين، إذ يبدو جليا أنّ معظم الأحكام التي تصدر عن القضاء تكون بدوافع سياسية.وطالبت بالإفراج عن المعتقلين في سجون المليشيات الحوثية في كافة المحافظات خصوصاً مع تردي الأوضاع الصحية وتفشي الاوبئة وظهور جائحة كورونا في بعض السجون والمعتقلات. رئيس لجنة المختطفين وتبادل الأسرى بتعز ضياء الحق الاهدل يروي لـ "منبر المقاومة" المراوغات التى تمارسها المليشيات بملف المعتقلين، حيث تستخدم المليشيات كافة المعتقلين كورقة سياسية خاسرة يدفع ثمنها الكثير من الأسر وتتعرض أسر المعتقلين للابتزاز من قبل المليشيات التى تطالبهم بأموال طائلة مقابل الإفراج عنهمعلى الرغم من تنديد الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية واستنكار الأعمال الإرهابية الحوثية بحق المعتقلين واستمرار الوقفات الاحتجاجية لرابطة أمهات المختطفين للإفراج عن أبنائهن، الا أن الانتهاكات ضد المعتقلين تزداد يوماً بعد آخر وما زالت الاعداد تتجه للأعلى.
 

ذات صلة