"فاكهة".. أربعينية تروي لـ"منبر المقاومة" كيف سلبها لغم حوثي ضوء عينيها وبتر قدمها (صور)

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/06/20

خاص - منبر المقاومة:حين يصبح الموت أمنية هكذا يقول حال إمرأة تجاوزت الاربعون عاماً من عمرها لتقف على مشارف العجز المستديم والإعاقة الدائمة بفعل بقايا الغام زرعتها المليشيات الحوثية في ضواحي مدينة تعز المحاصرة.
 
في صباح خلاب حجب وحشية المليشيات وغدرها ذهبت فاكهة احمد محمد عبدالرحمن لجلب الحطب من وديان القرية بضواحي حي الشقب التابع لمديرية صبر لكن لغم أرضي زرعته مليشيات الحوثي بين حشائش الارض واغصان الطبيعة انفجر بها ليبتر ساقها الأيمن ويهشم ساقها الايسر وساعدها الأيمن، وتمزيق إحدى عينيها وتضرر الأخرى بنسبة 80%.تروي فاكهة لـ"منبر المقاومة" ما تبقى في ذاكرتها عن الفاجعة حيث تقول: لا اتذكر كيف داست قدمي على اللغم الارضي كلما اتذكره حين افقت بالمستشفى على سرير في غرفة يتشارك فيها الكثير من النساء تحسست أجزاء جسدي فلم اجد احدى اقدامي والآخرى ملفوف عليها قطعة من الشاش الابيض كما هو حال ساعدي الأيمن، لم اكن اعلم وقتها اني فقدت بصري، بعد أشهر من مكوثي بالمستشفى اخبروني اني فقدت إحدى عيناي والآخرى تضررت بنسبة كبيرة وحالتي الصحية اكثر سوءاً، حاولت أن أتذكر وقت الحادثة لكني لم استطع أن أتذكر شئ سوى الخطوات القليلة التى مشيتها لجلب الحطب الخاص بطهي الطعام والذي نعتمد عليه بنسبة كبيرة نتيجة انعدام الغاز وطبيعة الوضع المعيشي الصعب.يعتبر " 5/11/2018 " اليوم الذي بعثر كيان فاكهة وأصبح الموت أمنية بالنسبة لها، أجريت لها عمليات جراحية عدة على مدى أسابيع توزعت ما بين بتر إحدى قدميها وتجبير الكسور وتضميد جروحها الغائرة، فضلاً عن استخراج عشرات الشضايا من جسدها النحيل، وعجز الأطباء عن علاج بعض الجروح الحرجة التي تستدعي السفر للخارج. وفاكهة إمرأة لم تكسرها اصوات المدافع ورائحة البارود بل اتخذت من رجة الانفجارات موطئ ثبات تشد به عزم المقاتلين المكافحين من أبناء الشقب، وكانت بمثابة ألة تغذي مواقع المقاتلين بالطعام والشراب وخدمات أخرى، رغم ما تعاني من وضع معيشي قاسي وانتماءها إلى أسرة فقيرة، اعتادت على جلف العيش وقسوة الظروف الحياتية.شهاب الشقب إحد جيرانها يروي لـ"منبر المقاومة" بعض ما قدمته الجريحة فاكهة، واهمه حسها الأمني عندما كان يغفل عنه المقاومين ، فهي لا تتاخر في رفع البلاغات بالتحركات التي تقوم بها عناصر مليشيات الحوثي الإنقلابية، وعملت أيضاً على صناعة الطعام وجلب الماء للمقاتلين وإيواءهم أثناء استراحة الافراد في أماكن آمنة بعيدة عن خطر القصف الحوثي، ولم تتوقف الخدمات التي كانت تقدمها فاكهة حتى بعد اصابتها، حيث عملت شقيقتها على سد الفراغ الذي كان يتهدد مهمة أساسية تقوم بها فاكهة من خلال صناعة الطعام وجلب الماء والايواء.وسجلت مدينة تعز وحدها نحو (850) قتيل بينهم أطفال ونساء، واصابة نحو (1860) بجراح، فيما الأرقام مرشحة للارتفاع بسبب سقوط مزيد من الضحايا بشكل شبه يومي مع استمرار مليشيات الحوثي الإجرامية بزراعة الألغام المحرمة في ممرات يسلكها المدنيون في كثير من البلدات التي كانت تسيطر عليها انتقاماً لمواقفهم الرافضة لها.
 

ذات صلة