نجيب.. يسرد لـ "منبر المقاومة" كيف أجبرته مليشيات الحوثي على مغادرة منزله ليعاني مرارة النزوح والتشرد

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/06/26

خاص - منبر المقاومةيعد التهجير من بين أكثر الأساليب الحوثية توحشا بحق المدنيين، فهو بمثابة قلع جذور السكان من أماكن عاشوا فيها لسنين طويلة، كما أنه بداية رحلة مليئة بالمشاق،  فكلما أجبر الشخص على مغادرة منزله كانت المآسي التي يدفعها جراء ذلك هائلة.
 
ومثل عشرات الآلاف ممن غادروا منازلهم وسط ظروف معيشية وإنسانية غاية في الصعوبة، وجد نجيب فاضل نفسه مجبرا على الرحيل، بعدما اجتاحت مليشيات الحوثي قريته الريفية في بمديرية مقبنة غرب محافظة تعز.ذلك أن السكان وجدوا صعوبة بالبقاء في منازلهم، إذ كانت أصوات القذائف التي تطلقها مليشيات الحوثي، على أحياء ومناطق أخرى، تصيب أطفالهم بالفزع، وهو أمر لا ينبغي البقاء في أجواءه المرعبة.لكن قبل قرار السكان بالرحيل خشية أن يكونوا في قلب المعارك، كانت مليشيات الحوثي قد انذرتهم بالمغادرة، بإعتبارهم "دواعش" وهو لفض عنصري ينم عن التحقير.غادر السكان منازلهم عنوة، لكن بالنسبة إلى الفقراء أمثال نجيب فاضل فقد كان السؤال هو إلى أين سنغادر، إذ ليس له مال لاستئجار منزل في مدينة أخرى، ولهذا أجبر على اختيار طريق التشرد، متنقلا مع عائلته من منطقة إلى أخرى.يقول فاضل لمنبر المقاومة، كان أمرا يبعث شعورا بعدم الرضى وانت تشاهد اطفالك يرتجفون من الخوف دون ان تقوم بشيء يهدي روعهم، وكان قرار الرحيل، هو ذلك الأمر الذي ينبغى القيام به" حتى وان كانت مليشيات الحوثي قد دفعتنا دفعنا للمغادرة.لم يجد فاضل وهو رجل في الخمسين من العمر وعاطل عن العمل، منزلا يؤي أسرته المكونة من الزوجه وثلاثة من أبنائه أثناء فراره من بلدته الريفية في مقبنة، فعدم إمتلاكه للمال الذي يوفر مسكنا متواضعا وتأمين الطعام بشكل مستمر، أجبره على إختيار طريق التنقل من منطقة إلى أخرى.بداية الأمر، وضع على منزل غير مكتمل البناء في منطقة تبعد عن مواقع الاشتباكات بنحو 1 كيلو متر قطعة من البلاستيك، إتقاء حرارة الشمس، ومكث على هذا النحو طيلة شهر، لكن تساقط الأمطار في إحدى الليالي جعله يعيش وأسرته تجربة قاسية يتمنى ألا تتكرر.غادر ذلك المنزل متنقلا بين المناطق الريفية واتخذ من الأشجار كثيفة الأغصان منازل مؤقتة.يقول فاضل"أخذت الظروف المادية الصعبة مني مأخذا لا أقدر على تحملها لولا مساعدة الخيرين،   فحرب الحوثيين العبثية جعلتني أصارع منفردا من أجل أن تبقى عائلتي على قيد الحياة.               يضيف "حتى وإن كان ذلك متاحا لي في الحصول على الطعام مقابل الأموال البسيطة التي أحصل عليها، إلا أن إخراجي من منزلي كان أمر غاية في القسوة"، مليشيات الحوثي، عصابة إجرامية بامتياز لا تراعي فقيرا او مسنا، كان رجلا  أو إمرأة.طيلة عامين عانى فاضل من قسوة النزوح والتهجير، إذ فقد الأساسيات التي كان يتكىء عليها سواء تمثل ذلك في فرص العمل الضئيلة بمجال البناء في قريته الريفية، أو الأرض التي كان يفلحها ليستفيد من خيراتها.أما فقدانه لمنزله الذي كان يشعره بالدفء والأمان، فقد جعله يعيش تجربة غاية في القسوة، إذ أصبح في مواجهة الظروف الطبيعية وأجواء الطقس المتقلب.في نهاية رحلة مليئة بالالم وجد فاضل منزلا يأوي إليه، الا أنه غير قادرا على العودة الى قريته الريفية، ذلك ان مليشيات الحوثي زرعتها بالألغام التي لم يتم استخراجها حتى الآن لينعم أهلها بالأمن والسكينة.
 

ذات صلة