القدسي يروي لـ"منبر المقاومة" كيف أفقده صاروخ حوثي جميع أفراد أسرته وحول حياته إلى جحيم

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/07/15

خاص منبر المقاومة: بعد هجوم مليشيا الحوثي على تعز وفرض الحصار على أبنائها في شارع لا يتجاوز عشرات الكيلومترات (شارع جمال) والتحرير، بدأت مليشيا الحوثي تمطر سكان المدينة القذائف المختلفة والصواريخ المتنوعة.
 
وبمجزرة دموية استهدفت منزل المواطن محمد درهم سيف القدسي بحي ديلوكس وسط شارع جمال قتل على إثرها جميع أفراد أسرته من النساء والأطفال. حيث استهدفت المليشيا الحوثية بصواريخ الكاتيوشا أحياء سكنية مختلفة وسط مدينة تعز كان من ضمنها استهداف منزل المواطن محمد درهم سيف القدسي، وتسبب القصف بتدمير الطابق الثاني للمنزل وبشكل كامل وقتل كل أفراد أسرته. يسرد محمد القدسي لـ "منبر المقاومة" بغصه وحزن جريمة القصف الحوثي قائلاً: شهد كل الاحياء السكنية بتعز خلال شهر واحد العديد من صواريخ الكاتيوشا وسقط الكثير من الضحايا في يوم دموي حيث قضينا يوماً كاملاً تحت قصف المليشيات الحوثية. وتابع: وفي تمام الساعة العاشرة مساء من ذلك اليوم سقط صاروخ الكاتيوشا على منزلي ليدمر الطابق الثاني بشكل كامل، فوق النائمين من اسرتي، كل المتواجدين بالبيت تفحمت أجسادهم فلم استطيع التعرف على جثثهم، ابنتي سمية ذات 15 عام ومريم 19 عام وزوجتي حياة نعمان 40 عام واولاد أخي، أمل وسميرة وأميرة وسناء أكبرهم لم تتجاوز 20 عام، كل هؤلاء تفحمت جثامينهم أثر انفجار الصاروخ الحوثي من منطقة الحوبان، انتزعت مليشيا الحوثي بصاروخ واحد حياة أسرتي دفعة واحدة وحولتها الى جثث هامدة يصعب التعرف على ملامحها. يواصل حديثه متذكرا الوجع والألم الذي عاناه ولا زال منذ الحادثة: وقت سقوط الصاروخ كنت بمقر عملي الذي لا يبعد كثيرا عن منزلي حيث كنت أسمع صرخات ضحايا مجزرة الباب الكبير، لتقترب الفاجعة من أسرتي بخبر نزل علي كالصاعقة وجمدت كل مفاصلي وعجزت عن التحرك وقت وصول خبر استهداف منزلي، لم أكن أتوقع أنها بهذه الوحشية لكني كنت متأكد أنني سأخسر الكثير من أفراد عائلتي فالمليشيات الحوثية لا تفرق بين مدني أو عسكري فكل تفاصيل الموت قادمة من مليشيات الحوثي. يضيف: وصلت الى منزلي وكل الحي مغمور بين ضباب غبار الصاروخ تعتمت الرؤية تماماً، المنزل يبدو منزلي لكنه تدهم كما تهدمت حياتي وحلقات روحي المتلاصقه، كل أحبابي تحت ركام المنزل، أشلاء وجثث مشوهة لم أميز بين أحد منهم سوى بالأسماء، سحبناهم من تحت الركام، كمن يسلخ روحي عن جسدي، كيف لي أن أتقبل الواقع وكل شي في يديك تسلبه قذيفة حوثية بين لحظة وأخرى، ويأخذهم من حيث لا ندري، وهم نائمين، كانت تلك الليلة بالنسبة لهم النوم الأخير، لم يدركوا الوقت لكي ينقذوا حياتهم بل صلوا على مفارشهم الاخروية، وما أقسى الحياة حين تكمل ما تبقى منها على أمل أن تصادف الموت وما يختفي تحت أجنحة الغيب. مازالت أرواحهم تزورني في كل ليلة أبحث فيها عن ملجأ أهرب اليه من الواقع المر والجحيم الذي لا يطاق! وبعد أيام من استهداف مليشيا الحوثي منزل القدسي بالكاتيوشا وقتلها أسرته بالكامل، قصفت مقر عمله (لوكندة) بقذيفة هاون دمر اجزاء كبيرة منها واصيب القدسي على إثرها بشظايا في أنحاء متفرقة من جسده. وختم حديثه قائلاً: جرائم مليشيا الحوثي لا تنسى ولن يغفرها التاريخ، فكيف ننسى وقت سرقت فلذات اكبادنا وقد غافلتهم في نومهم!! هذه المجزرة التي راح ضحيتها أسرة كاملة وغيرها من الجرائم أثبتت بشاعة وقبح مليشيا الحوثي والصمت الأممي إزائها والذي شجعها على ارتكاب المزيد.

ذات صلة