بسام.. عامل بناء أحرقته المليشيات حياً لرفضه ابتزاز مشرفيها – (قصة إنسانية)

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/07/21

خاص – منبر المقاومة:تنتشر محارق الموت الحوثية في كل أرجاء محافظة ذمار حتى أن عبارة مثل "أُحرق حياً" يعاد تكرارها يوميا في المحافظة الخاضعة لسيطرة المليشيات، ليظهر المشهد الاجرامي في مديرية جهران حيث نفذتها قيادة المليشيات الحوثية (مشرف المنطقة) وبنفس وسائل داعش بحق الشاب بسام حزام المدقة البالغ من العمر ( 33 عاما) احرقته جماعة الحوثي حياً في مقر عمله مستخدمة مادتي البترول والديزل حسب إفادة شهود عيان.
 
حسين جابر أحد اقارب الضحية يصف لـ "منبر المقاومة" تفاصيل الجريمة التى ارتكبتها مليشيات الحوثي بالقول: لم يحمل الشاب بسام حزام يوماً سلاح، فسلاحه الوحيد عدته المتواضعة التي توفر قوت اسرته حيث امتهن حرفة البناء، وفي يوم السبت الموافق 27 من يونيو الماضي اتيحت له فرصة عمل بقرية شناظب التابعة لمديرية جهران محافظة ذمار، اعد عدته ورافقه عدد من العمال كونه مقاول بناء، باشر عمله بالمنطقة وبعد ساعات فقط جاء مشرف المنطقة التابع للحوثيين يأمره بدفع جبايات مهولة أو التوقف عن العمل، وبطبيعة الحال رد عليه بسام: أذهب لصاحب الأرض نحن عمال، تبادلوا المهاترات الكلامية واشتد التوتر بينهم لينطق بسام كلمته الاخيرة قائلاً: لا نعترف بسيد ولا بسيده ولو تدور حق السيد مش عندنا، ليهاجمه مرافقي المشرف المعروف بلقب "أبو طه" وكأنهم مستعدين مسبقاً لحرقه، اذا كانت بحوزتهم مادتي البترول والديزل، صبوا عليه تلك القوارير واشعلوا النار فيه أمام جميع المارة، لم يتجرأ أحد على منعهم ففوهات البنادق تتجه نحو نحورهم، وبعد أن ذهبت قيادة المليشيات اطفأ الحاضرين النار وقد مزقت طبقات جلد بسام وتفحم ما تبقى من الجسد، اسعفوه إلى إحدى مستشفيات صنعاء، وهناك فارق الحياة بعد مكوثه 14 يوماً بغرفة العناية المركزة، تاركاً خلفه قضية إنسانية فوق اعناقنا لنصرته. احرقت المليشيات الحوثية بسام حياً بسبب رفضه الاعتراف بسيد الكهف، لكن شجاعة بسام جعلته يسترخص الحياة مقابل حريته وكرامته وانسانيته وان فقدنا عدالة الأرض لن تغيب عدالة السماء. هذه الجريمة الحوثية ليست الأولى التي تقدم عليها المليشيات فقد ارتكبت جرائم متعددة، لكن موقف بسام يعد الموقف الثاني المقاوم بعد موقف المغدور به ظلماً وعدوناً "حمود علي قاسم" الذي رفض قبل أسبوع دفع الخمس من أرضه بنفس المنطقة. يشيرعلي حسين الخلقي، وهو أحد اهالي المنطقة في حديثه لـ"منبر المقاومة" عن جريمة حرق بسام التي ارتكبتها المليشيات الارهابية أنها جريمة قتل متعمدة، وهي تمثل تصعيدا وحشياً من مليشيات ارهابية تكشف كل يوم عن مآربها وتوضح اهدافها الشريرة برفض التعايش مع كل فئات الشعب. وهناك من التصق جلده بعظمه من التجويع وآخرون نزعت منهم اظافرهم في زنزانات التعذيب، ولن تتوقف جرائم المليشيات بل تخترع وتتفنن بها محاولة صناعة الخوف والرعب والهلع، لنستسلم ونقبل بالموت على ايديهم. لم يكن بسام حزام سوى انسان بسيط كل جهده أن يسعى لتوفير احتياجات اسرته، مستلهماً فكرة المقاومة ببناء الأرض والاستخلاف فيها لكن المليشيات تأبى ذلك في مواصلة منها للهدم والتدمير. استخدام المليشيات للعنف وممارسته لفظاً وفعلاً من قبل عناصرها وما يسمى بمشرفيها يدل على الضعف واليأس والفشل الذي وصلت إليه وانسداد الأفق، ووسيلة لتغطية عجزها في الجبهات.
 

ذات صلة